سميحة المناسترلي تكتب: لا للتراجع الثقافي ولا للخلل المجتمعي
الجمعة 28 نوفمبر, 2025
إحترام القدوة واجب مُلزِم، نعم لا يجوز التغاض عنه أو السماح بتخطي الحدود، هل مقالي هذا بمناسبة ما حدث من تخطى أحد الآعلاميين لحدوده مع فخامة رئيس الجمهورية ؟ فالإجابة نعم بالطبع، فعندما نتعدى تلك الحدود فسنُضيع احترام الإبن لوالديه، واحترام الأخ الأصغر لمن هو أكبر منه سناً، التلميذ لمعلمه، المعلم للناظر، الناظر لمن يترأسه، فيسقط الاحترام داخل المجتمع وتسود الوقاحة وتتفكك الأسر والكيانات التى تعمر وتدعم البنية الأساسية للقوة الناعمة، من هنا تعُم الفوضي وعشوائية التعامل .
والأخطر هو محاولة الاستهانة بعمق معنى الإحترام للمؤسسات السيادية والقيادات التى تحتضن، وتحمي منظومة القوة الناعمة، بدولة عظيمة عميقة قوية بشعبها (منذ آلاف السنين)، وقيادتها، وقواتها المسلحة ورئيس حكيم مثابر، أمين على شعبه، واهب نفسه كي يتقدم شعبه وتنمو دولته بانجازات إعجازية، ولتعميرها من أجل أن تقوى ولتظل "مصر" قوية بمؤسساتها، مضربأً للأمثال بين دول العالم، ونموذج يحتذى به، وفخر لكل مصري بشهادات موثقة من رؤساء أقوى دول العالم ، رغما عن كل ما نواجهه من تحديات .
علينا التمسك بثقافتنا وآداب الحوار والحديث، نعم من حق كل انسان ان يعبر عن وجهة نظره، ويوضحها، فهذا أولا وأخيراً يصب في مصلحة الدولة والجميع، علينا أن لا نتخلى عما تربينا ونشأنا عليه من التمسك بأداب الحوار ورقيه، وتوصيل المعلومة بكياسة، وكفانا فوضى وعشوائية اخترقت وتسربت لحياتنا من خلال مواقع الخراب الاجتماعي جعلتنا نتذكر قانون "العيب" الذي ألغي من عقود .
عزيزي القارىء النابه دعونا نسترجع ثقافتنا حتى لا تضيع الأجيال الحالية والقادمة أمام ما يحدث من خلل ثقافي وتربوي من حولنا، علينا التمسك بهويتنا الأصيلة، هذا رأيي كمواطنة مصرية وربة اسرة قبل أن أكون كاتبة، دعونا نقف ونتصدى أمام ما يحدث من تراجع ثقافي وسلوكي وتربوي، ولتحيا مصر بآداب وسلوكيات وقيم نقشت على جدران منازل، ومعابد المصري القديم، بيد الفنان والمعلم المصري القديم، التى طبقت وستظل تطبق إلى الأبد كنموذج تربوي متحضر، صالح وبناء لكل العصور، علينا أن نقتاد بما أوصت به الأديان من حُسن الخلق، وأدب وكياسة الحوار لنغنم الكثير فهكذا تتقدم الأمم .