ناجى الشهابى يكتب فى عيد الام
*في بداية الستينيات* ذهب الشاعر الغنائي الراحل *حسين السيد* في زيارة إلى أمه التركية الأصل في ليلة *عيد الأم* ، وكانت تسكن في *الطابق السادس* في إحدى عمارات القاهرة ، وبعدما صعد الدرج ووصل شقة والدته ، اكتشف أنه *نسي شراء هدية لأمه* ، وكان من الصعب عليه النزول مرة أخرى ، خصوصا أن المصعد كان معطلاً ، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ يكتب .. *ست الحبايب يا حبيبة* *يا أغلى من روحي ودمي ..* *ياحنينة وكلك طيبة* *يارب يخليكي يا أمي ..* *زمان سهرتي وتعبتي* *وشلتي من عمري ليالي ..* *ولسه برضه دلوقتي* *بتحملي الهم بدالي ..* *انام وتسهري وتباتي تفكري* *وتصحي من الآدان وتيجي تشقري ..* *تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي* *ويدوم لي رضاكي ..* *أنا روحي من روحِك أنت* *وعايش مِن سر دعاكي ..* *بِتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة ..* *وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا ..* *يارب يخليكي يا أمي* *يارب يخليكي يا أمي ..* *لو عشت طول عمري* *أوفي جمايلك الغاليه علي ..* *أجيب منين عمر يكفي* *وألاقي فين أغلى هدية ..* *نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي ..* *لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي ..* *يا أغلى من روحي ودمي .* فكانت هذه هي لحظة ميلاد الأغنية التي استغرقت كتابتها خمس دقائق فقط .. وبعد انتهائه من الكتابة ، طرق شاعرنا باب الشقة وفتحت له والدته ، وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ، ووعدها بشكل عفوي بأنها سوف تسمعها في اليوم التالي على أمواج الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل دون أن يعرف كيف سيفي بوعده .. أمام هذا المأزق ، أتصل على الفور بالموسيقار *محمد عبدالوهاب* وشرح له الأمر وتلا عليه كلمات الأغنية على الهاتف ، فأعجب بها عبد الوهاب ، وقرر تلحينها لإهدائها إلى أمه وكل الأمهات في مصر والعالم العربي ، فلم يستغرق اللحن منه عشر دقائق أيضاً ، ثُم أتصل بِالمطربة *فايزة أحمد* التي أشتهرت بأغاني عن الأب *"حمال الأسية"* والأخ *"يا غالي عليا ياحبيبي ياخويا"*، وفي 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها *محمد عبد الوهاب* على *العود* فقط ، وفي نهاية اليوم نفسة كانت *فايزة أحمد* تغنيها في الإذاعة ، وبذلك وفى *السيد* بوعده لأمه ، ووصلت *فايزة أحمد* إلى القمة ، وحقق *محمد عبد الوهاب* أُمنِيته وأُمنِية العرب ، الذين ظلوا يطلبون الأغنية هدية لِأُمهاتهم على كافة المحطات العربية. *اللهم أرحم الأحياء والأموات مِن أُمهاتنا وأبائنا جميعاً ، كما تعِبوا علينا وربونا صِغاراً ، وأغدقوا علينا عطفهُم وحنانهُم ورِعايتهُم .* *اللهم آمين يارب العالمين*