عبد الحفيظ محبوب يكتب مستقبل التوازنات في المنطقة بعد هجوم الحوثي على الإمارات

الأربعاء 2 فبراير, 2022

العالم أصبح اليوم على صفيح ساحن، بدءا من لقاء جنيف بين وزيري خارجية أميركا وروسيا، سبقها تمارين للناتو في البحر الأسود، والان في البحر المتوسط تحت مسمى مناورات نبتون سترايك 22 بمشاركة الولايات المتحدة لمدة 12 يوما لإظهار قدرة الناتو في ظل عدم اليقين بشأن نيات روسيا تجاه أوكرانيا، مع إعلان وصول وصوول شحنة من المعدات العسكرية الأميركية في 22 يناير 2022، كما أعلنت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إرسال صواريخ أميركية وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا، بعد تلقيها موافقة الخارجية الأميركية، لكن كانت ألمانيا أكثر حذرا فلم تعطي إذن لإستونيا العضو في الناتو على تسليم أوكرانيا أسلحة ألمانية.

 وهي ما تمثل الصعوبات التي تقف أمام أميركا من قبل حلفائها الغربيين لإعداد رد عسكري مشترك على الحشد العسكري الروسي ضد أوكرانيا، ويلقى التردد الألماني على العقوبات الجماعية التي تطمح واشنطن لفرضها على روسيا وأحد التحديات التي تواجه العقوبات، اعتماد الاتحاد الأوربي على الغاز الروسي نحو ثلث احتياجاتها، لكن وافقت أميركا وأوروبا على العقوبات الاقتصادية في حال غزت موسكو كييف، وليس أمام أميركا سوى العقوبات الذكية بما في ذلك النفط وعزل البنوك الروسية عن النظام المالي الأميركي قد تكون فرصة كبيرة في تغيير رأي بوتين، كذلك لدى بوتين خيارات أخرى وهو ما درجت عليه موسكو بعد الحرب الباردة عبر ما يسميه بعض المحللين بالمنطقة الرمادية وهي المساحة الضبابية بين الحرب والسلام، ولم يعط الغرب وعودا لروسيا بعدم توسع الناتو شرقا، لكن المفاوضات مستمرة، ولم تنضم إلى الناتو سوى خمس دول من الدول الأربع عشرة المجاورة لروسيا أعضاء في الناتو، ولم يضف الناتو خلال عقد سوى دولتين هما الجبل السود عام 2017 ومقدونيا الشمالية عام 2020 ولا يمثل أي منهما تهديدا للمصالح الحيوية الروسية، وصدر عن الناتو في 2008 وعد غير ملزم بإمكانية أن تصبح أوكرانيا وجورجيا ضمن أعضائه في نهاية المطاف، ولكنه لم يقدم لهما ما يعرف بخطة عمل العضوية، وهي خطوة مهمة للانضمام، رغم ذلك بوتين يريد ضمانات مكتوبة من ان الحلف سيتخلى عن ضم المزيد وأنه سيحد من عمليات انتشار القوات والأسلحة في دول أوربا الشرقية الأعضاء فيه.

 فروسيا في المقابل تطلب ضمانات من الغرب بعدم توسع الناتو شرقا، والغرب يطالب روسيا بسحب جنوده البالغ عددها 100 ألف من أوكرانيا، ومفاوضات في فيينا بين الدول العظمى وإيران حول الملف النووي، ومناورات بحرية بين الصين وروسيا وإيران في المحيط الهندي وفي بحر العرب، وتعرض دولة الإمارات إلى ضربة حوثية، العودة إلى استدعاء داعش في العراق وتوظيفه سياسيا على غرار عام 2013 عندما فشل المالكي في تشكيل حكومة عراقية، يتكرر اليوم استدعاء داعش من أجل اجبار الصدر على تضمين الإطار والتنسيق، ومعروف أن إيران تستضيف قادة القاعدة، وفي سوريا استدعت حكومة الأسد داعش كلما يرفض الأكراد قسد الاستجابة لحكومة الأسد والذين يطالبون بالفيدرالية ويرفض الأسد، على غرار السنة في العراق الذين كانوا يرفضون طلب الشيعة والأكراد الفيدرالية اليوم السنة تطالب بالفيدرالية، أزمات متلاحقة في المنطقة بعيدة عن أميركا، معقدة ومتشابكة.

هناك علاقة مباشرة بين تشكيل داعش من أجل تشكيل المليشيات في المنطقة، حتى تحولت المليشيات إلى القوة الضاربة في المنطقة بدلا من الجيوش التي تم إضعافها بشكل متعمد بل تسريحها كما في العراق بعد احتلال أميركا للعراق عام 2003، وتم تشكيل تحالف دولي من أجل القضاء على داعش، لكن تركت المليشيات التي شكلتها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن في اختطاف دولها، وساهمت تركيا على غرار إيران في تشكيل مليشيات مشابهة في ليبيا، ولكن لم تسمح لها السعودية ومصر من تشكيل مليشيات أخرى في بقية دول المنطقة، واليوم يأتي دور السعودية ومصر في تفكيك هذه المليشيات في العراق ولبنان واليمن ولكن التواجد الروسي في سوريا أضعف المليشيات الإيرانية، رغم ذلك ترفض السعودية عودة سوريا إلى الجامعة العربية إذا لم يتم إخراج المليشيات الإيرانية رغم انه قرار سيادي لكنه أيضا يصب ضمن الأمن العربي، بسبب أن المعارضة السورية المتواجدة في الدول العربية ترفض تواجد المليشيات الإيرانية.

أخطأت إيران عندما كلفت الحوثيين بضرب الإمارات لوقف التقدم السريع لقوات التحالف في مأرب التي تحولت من الدفاع إلى الهجوم، بعدما تمكنت من تحرير شبوة في عدة أيام، وربطت هذا الاستهداف بضرب معامل أرامكو في بقيق وخريص عام 2019 عندها لم يرد العالم على إيران، لكن اكتفى ترمب بالعقوبات المفروضة على إيران، ووقف كامل صادرات إيران من النفط، وكانت قراءتها انشغال العالم في أوكرانيا، لكن في المقابل أيضا العالم منشغلا في أوكرانيا سيترك التحالف العربي في تحقيق أهدافها أيضا، فالظروف الدولية اختلفت أيضا لصالح التحالف، ولم يعد المفاوضات النووية قابلة للابتزاز كما قدم بايدن كثير من التنازلات لإيران عند مجيئه لكن اليوم غير قابل لتقديم تنازلات أخرى.

بعد الضربات الحوثية ضد الإمارات ندد العالم بتلك العمليات، وندد مجلس الأمن بكافة أعضائه تلك الهجمات، ما جعل دولة الإمارات تطالب بإعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب التي رفعهم بايدن منها في فبراير 2021 بحجة إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، لكن في الحقيقة تقديم قرابين لإيران من أجل تحقيق تقدم مع إيران حول النووي في فيينا، لكن يصطدم بايدن بالجمهوريين، وحتى بعدد من الديمقراطيين في عدم رفع العقوبات قبل التزام إيران ووقف التخصيب، لكن ما حدث أن ارتفعت العقوبات على إيران من 700 حالة إلى أكثر من 1700 حالة في عهد أوباما ثم ترمب واستمرت الزيادة في عهد بايدن كان آخرهم فرض الخزانة الأمريكية على ثلاثة ممولين لبنانيين في 20/1/2022.

 بل حتى الصين وروسيا اللتين تلعبان دور الأب الروحي لإيران، فقد رفضت روسيا نقل نصف مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران إلى الأراضي الروسية، وتراجعت الصين عن إعادة تصميم مصنع البلوتونيوم في أراك بحسب اتفاق عام 2015، حتى الثلاثي الأوربي بريطانيا وفرنسا وألمانيا رغم محاولاتهم تهدئة إيران، لكنهم يرقصون على كل مطلب أمريكي، وتتلاعب إدارة بايدن في أنها تود إبطال الأضرار التي ألحقها ترمب، لكن طهران أعلنت أن المحادثات لم تكن حول القضية النووية بل حول إنهاء العقوبات المفروضة على إيران، وتطالب إدارة بايدن بالإذعان الكامل وتسديد التعويضات بالكامل للجمهورية الإسلامية، وأي التزامات من جانب إيران مشروطة بالتحقق من التصرفات الأمريكية، وهذا ما جنته إدارة بايدن عندم أقدمت وأعلنت أنها تنحو نحو الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي التي استخفت إيران بمفاوضاته الدائرة في فيينا، لأن هدف إدارة بايدن فقط تحقيق فوز دبلوماسي بأقل التكاليف ودون أي ضربات عسكرية مكلفة في الانتخابات القادمة النصفية، وهذا ما تدركه إيران أيضا وتعلب عليه أيضا.

لكن لو لاحظنا أن المفاوضات الأمريكية مع روسيا من أنها تهديد فعلي وصارم لروسيا حتى لو لم تقم روسيا بعمل عسكري كقيامها بهجوم سيبراني يعتبره الناتو تهديدا، لكنهم كيف يسمحون لإيران التي تمتلك طائرات مسيرة يبلغ عددها 50 ألف طائرة مسيرة، تهدد أمن المنطقة وممراته الاقتصادية، وترك المنطقة العربية تحت رحمة إيران، الذي ترى أن العراق غير موجود وليست لديه سيادة، وتود استعادة امبراطوريتها في اليمن للتغلب على موقعها الجيوستراتيجي، فإذا تم قفل مضيق هرمز، فإن دولة إيران تصبح دولة داخلية، وحتى بحر قزوين في الشمال تهيمن عليه روسيا، فهي تود أن تتنفس في المنطقة العربية، فتمكين إيران كان من قبل بريطانيا عندما منحتها منطقة الأهواز فتاريخيا لم يكن لها موقع على الخليج العربي بل الخليجي العربي بضفتيه عربي.

 تعاني إيران من أوهام القوة الإقليمية، حتى أصبح دورها كطرف مثير للقلق والاضطرابات في السلام والاستقرار الإقليميين، ولا زالت إيران حتى الآن ترى أن مهمة الثورة الإسلامية تخص البشرية جمعاء على غرار زمن الشيوعية، وترى أن العالم يواجه فراغا أيديولوجيا، خصوصا وأنها ترى وفاة الأيديولوجية اليسارية منذ فترة طويلة وحتى الليبرالية الجديدة التي نشأت بعد نهاية الحرب الباردة فشلت، وبذلك ترى أنه لم يتبقى سوى البديل الجاهز الكائن في الثورة الخمينية، وهي التي تحقق لها أوهام النفوذ الإقليمي، بل والأخطر من ذلك يرى الملالي أنهم قادرون على تأسيس نظام عالمي جديد، لكن بعدما اغتالت إدارة ترمب قاسم سليماني مع بداية 2020 واليوم اغتالت السعودية حسن أورولو يبدو أن طهران تعاني أزمة، وحتى داخليا عندما صرحت فايزة رفسنجاني من أن الثورة الخمينية قتلت من المسلمين أكثر من قتل إسرائيل الفلسطينيين، وتم حرق صور خامنئ وقاسم سليماني داخل إيران.

القوة التي يدعيها الملالي لم تكن حقيقية، أو نتيجة قوة اقتصادية أو صناعية تملكها، فقط استثمرت إيران ظروف مرت بها المنطقة، فهي الوحيدة التي ساعدت أمريكا في احتلال العراق، ولم يدعم أمريكا سوى بريطانيا، ثم سلمت أمريكا العراق لها بعد معاناتها من ضربات المقاومة العراقية وليس المليشيات لأنها لم تكن قد تشكلت، تعاملت إيران مع مقاومة العراق عبر تدشين الحرب الطائفية الأهلية بين السنة والشيعة، بعد تدمير مرقدي الإمامين العسكريين متهمة السنة، وبالفعل نجحت في توظيف الحرب الطائفية المذهبية بين المكونين، قبل أن تنشئ داعش عام 2013 من أجل تمكين نوري المالكي لتشكيل حكومته، ومن أجل تنشئ المليشيات، ثم استثمرت إيران ثورات الربيع العربي، فدعتها سوريا، وبدعم حزب الله اللبناني، ثم شكلت إيران مليشيات في سوريا، لكنها فشلت، فدعت روسيا إلى سوريا، فاستعان الأكراد بالأمريكيين.

 ثم دعمت إيران الحوثيين في اليمن عام 2014، لكن اقتصاديا انخفض اقتصادها 57 في المائة عن عام 2017، وأصبح اليوم أقل من نصف الاقتصاد الإماراتي بنحو 192 مليار دولار، وأقل من ربع الاقتصاد السعودي، بعد ان كان اقتصادها ضعفي اقتصاد دولة الإمارات عام 2010 لكن مغامراتها الإقليمية، وتوجهها نحو النووي، جعل اقتصادها ينهار، وتنخفض العملة الإيرانية بعدما كانت تساوي 100 ريال للدولار عند بدء الثورة الخمينية عام 1979 وصل الدولار عام 2018 نحو 42 ألف قبل أن ينسحب ترمب من النووي الإيراني، فيما وصل الدولار اليوم نحو 255 ألف ريال، ووصل التضخم 44 في المائة.

ولولا تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن عام 2015 لأصبح اليمن محافظة إيرانية، ومنصة تهدد دول الخليج، وسبق أن دخل الجيش السعودي إلى البحرين عام 2011، ومنعت السعودية إيران من ضم البحرين، أو السماح لها بتشكيل مليشيا لها في البحرين، على غرار المليشيات التابعة لها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وكل هذه الدول منهارة اقتصاديا بسبب إيران والملالي وتصدير ثورة الخميني.

 والمجتمع الدولي الذي منع التحالف العربي من تحرير الحديدة الرئة التي يتنفس منها مليشيات الحوثي، ويطالبه بأفق سياسي دون تشخيص الأزمة، وتحميل السعودية ودولة الإمارات الآلام التي تسبب بها الحوثي لليمنيين، فيما السعودية تقوم بعاصفة الأمل إلى جانب عاصفة الحزم، وتقدم للشعب اليمني عوامل التنمية بجانب عوامل المساعدات، ليس هذا فحسب، بل تتولى إزالة الألغام عبر مسام الذي استطاع نزع أكثر من مليوني لغم التي نحو 86 في المائة منها أتت من خارج اليمن، ولوقف آلام اليمن يجب وقف التهريب، ولا يتم ذلك إلا بعد السيطرة على جميع الموانئ اليمينة، وطرد المليشيات الحوثية الإرهابية منها.

 توقفت دولة الإمارات عن استكمال تحرير مدينة الحديدة بعدما كادت تسقط، وإذا ما سيطر الحوثيون على ممرات البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، فإن إيران يمكن أن تسيطر على 90 في المائة من صادرات النفط لدول الخليج التي تمر عبر باب المندب، وتحويل إيران اليمن إلى منصة لتصدير الفوضى والإرهاب، خصوصا وأن الطائرات المسيرة هي سلاح إيران في تهديد أمن المنطقة.

 فضرب الحوثي دولة الإمارات له دلالات خطيرة جدا، وتستخدم إيران اليمن ورقة لابتزاز المجتمع الدولي في فيينا حول النووي الإيراني الذي يطالب بالاتفاق المرحلي، وترك ملف اليمن للتفاهم بين السعودية وإيران، وهي نفس استراتيجية أوباما التي يطبقها بايدن اليوم لكن مع اختلاف الظروف الدولية وتمكن السعودية من مواجهة مثل تلك التحديات التي استعدت لها، أي أن السعودية لم تعد كما كانت في زمن أوباما، حيث تتمنى إيران إعادة العلاقات مع السعودية، لكن السعودية تود عودة العلاقات بعدما تغير إيران من سلوكها، وتتوقف عن التدخل في المنطقة العربية، وإذا ما تم الاتفاق بين السعودية وإيران من أجل استعادة إيران قوتها الاقتصادية عبر التعاون بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي عندها ستتخلى عن مليشياتها التي تهدد المنطقة وعلى رأسهم الحوثيين، وسبق أن تخلت إيران عن أكراد العراق بعد اتفاق الشاه مع صدام حسين في الجزائر.

واليوم تنصح روسيا إيران بتوقيع اتفاق نووي مؤقت، لكن إيران ترفض الاتفاق المؤقت، وتطالب باتفاق طويل الأجل، حيث روسيا كما الأوربيين منزعجين من استراتيجية إيران البطء في المفاوضات، مما جعل الأوربيين متوترين ويهددون هم وأمريكا باستخدام خيارات أخرى إذا انتهى شهر فبراير 2022 ولم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، لكن تدرك إيران أن أمريكا غير مستعدة لأي حرب مع إيران.

إذا توقفت العمليات الميدانية، كما توقفت العمليات الميدانية لتحرير الحديدة نتيجة ضغط دولي، سيستعيد الحوثي أنفاسه، كما استعادها بعد اتفاق استكهولم، رغم ذلك عرضت السعودية مبادرتها للسلام في مارس 2021 لوقف هذه الحرب الاستنزافية، واستعادة الشعب اليمني استقراره، لكن رفضها الحاكم العسكري حسن أورلو، وهو ما جعل المجتمع الدولي يقف إلى جانب دول التحالف ويحملون الحوثيين أسباب التصعيد العسكري الذي ينتج عنه استمرار آلام اليمنيين، ولجأت إيران إلى اتهام التحالف بقصف سجن صعدة ولكن التحالف يرفض مثل تلك الاتهامات وأنه لم يكن من بين الأهداف العسكرية، حيث يحتمي ملالي الحرس الثوري ومدربي حزب الله وبقية القيادات الحوثية بالسكان بعيدا عن مقراتهم لكن المجتمع اليمني يرفض هذه الشراذم الدخيلة على المجتمع اليمني ويبلغ احداثيات تواجدهم وبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية يصطاد هذه الشراذم بشكل دراماتيكي شكل طعنة في صدور الملالي أنهم لم يعد لهم مقام في اليمن العربي.

 ولا يمكن أن تقبل السعودية أن يستمر المجتمع الدولي في استنزاف اقتصادات دول الخليج، ما جعل دول التحالف تركز في استهداف القيادات الإرهابية من الحرس الثوري الإيراني، ومن حزب الله اللبناني الذين يديرون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من منصات متحركة تجاه السعودية واليوم تجاه دولة الإمارات، من اجل تحييد قدرات الحوثيين في إطلاق تلك المسيرات، وتلك الصواريخ التي تهدد أمن السعودية ودولة الإمارات، الذين لا يأبهون بحياة اليمنيين الذين يزجون بهم إلى ساحات القتال والجبهات، وما يقوم به التحالف هو دفاع عن أمن المنطقة، وليست دولة الإمارات اليوم أقل صرامة من صرامة السعودية، فيجب أن تكون الحرب سريعة، قبل أي محاولة دولية لإنقاذ الحوثي.

الخليج أصبح في عين العاصفة، وأصبح التهديد وجودي، ولن تثق دول التحالف في أي شراكات لا تراعي مصالح دول المنطقة، باعتبار أن رفع الحوثي من قائمة الإرهاب توفير غطاء دولي لابتزاز دول الخليج، رغم ذلك المجتمع الدولي انزعج من ضرب دولة الإمارات، باعتبار أن جغرافية دولة الإمارات تختلف عن جغرافية السعودية، ليس أمام التحالف خيارات أخرى تجاه صيانة أمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وستزيد الإمارات جرعة وجرأة التحالف، خصوصا وأن الهجوم على دولة الإمارات جعلت العالم ينتفض ضد إرهاب المليشيات، وقد حان وقت الجهد الدولي إلى أن يقبل الحوثي السلام الذي عرضته السعودية على الحوثيين ورفضه الحاكم العسكري حسن أورلو في مارس 2021 لكن الظروف تغيرت اليوم لم يعد أمام الحوثيين سوى اللجوء إلى السلام والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع بقية المكونات اليمنية وفق المرجعيات الثلاث مخرجات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية، وقرار الأمم المتحدة 2216.