الحوار وأهميته وقواعده ج "٢"

الثلاثاء 9 نوفمبر, 2021

1- تحديد موضوع الحوار والالتزام بالموضوعية: - نجد الرسول عندما رأى سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال: لقد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. فحدد الرسول موضوع الحوار والنقاش ثم بدأ بالنقاش حتى انتهى بالصلح وتوقيع معاهدة الحديبية. فلابد أن يكون النقاش حول فكرة محددة في البداية وبمواقف وأفعال ليكون نقاش فكري وليس هجوم شخصي والالتزام بالموضوع حتى لا يحدث خروج عنه وضياع النقاش. 2- تحديد الأوليات في النقاش والهدف منه: - يجب عند النقاش البدء بما هو أهم حتى ننتهي منه. فنجد في صلح الحديبية مثلاً يبدأ النبي بحقوق المسلمين في الحج (الأهم) وهو سبب خروجهم وهمهم لدخول مكة ثم يأتي لحقوقهم التجارية بعدها (المهم) عملاً بقاعدة الأهم فالمهم. 3- الاتفاق على أرضية مشتركة من أجل حوار بناء: - -قال الله تعالى: - (تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ…) -ونجد رسالة النبي إلى النجاشي ملك الحبشة وكان يدين بالمسيحية ويدعوه فيها للإسلام: - (… فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق أدم بيده ونفخه وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله وقد بعثت إليك ابن عمي جعفراً ونفراً معه من المسلمين فإذا جاءك فأقرهم ودع التجبر فإني أدعوك وجنودك إلى الله فقد بلغت ونصحت فأقبلوا نصحي. والسلام على من اتبع الهدى). فالاتفاق على نقطة متفق عليها مشتركة بين المتحاورين يضع نقطة للتقارب بين المتحاورين ويجعل من النقاش سلس ونخرج منه بإيجابيات ويجعله حوار خصب وبداية اتفاق على جدوى الحوار فيما نختلف عليه ونتحاور عليه ومنها للوصول إلى نقاش مثمر ينتج عنه توافق بين المتناقشين على اقتناع أحد بأفكار الآخر أو جزء منها. 4- ترك ما نحن متفقون عليه ونتناقش فيما مختلفون فيه لعدم إضاعة وقت النقاش: - -قال الله تعالى: - (تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) من المهم أن نحدد ما هو مشترك ومتوافق بيننا في موضوع الحوار لتكون أرضية مشتركة حتى نتجنب النقاش فيما نحن متفقين به لعدم ضياع وقت الحوار ونتناقش فيما نختلف عليه وهذا بعد تحديد الموضوع الأساسي فنبحث عما هو مشترك في الحوار ومتوافق عليه بتفاصيله. فإذا كنا في نقاش وظللنا نتحاور في شيء متفق عليه ومشترك بين المتحاورين إذن فأين النتيجة التي سنصل اليها ونحن متفقون في الأساس. فالأفضل ترك المتفق عليه والنقاش حول ما نختلف عليه للوصول لوجهة نظر مشتركة. 5- الثقة في الحوار: - نجد هذا في حوار النبي يوم صلح الحديبية نجد الثقة المتبادلة مع مبعوث قريش في الاتفاق والحديث دون تشكيك في أحد. وأيضاً في حوار السقيفة بين الصحابة. فلابد من الثقة مع من نحاوره وعدم محاولة تخوينه أو التشكيك فيه أبداً ولا مهاجمة ذات الشخص المحاور ونقده ذاتياً حتى لا يتحول النقاش أو الخلاف لخلاف شخصي يفسد بين الناس الود والتفاهم والحب والأخوة فلابد أن تظل الثقة متبادلة بين أطراف الحوار. 6- التجرد للوصول للحق حتى لو لم يوافق آرائنا: - يقول الإمام الغزالي: - (التعاون على طلب الحق من الدين ولكن له شروط وعلامات منها: أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد معاونه ويرى رفيقه (محاوره) معيناً لا خصيماً ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهره له). فلابد بعد النقاش والوصول إلى نتيجة سليمة وصحيحة أن نعترف بها حتى إن لم تكن تصيب وجهة نظرنا والموافقة عليها إحقاقاً للحق والتجرد لإظهاره على الباطل والحق هو الحق الإلهي الذي لا يتنافى مع الفكر الإسلامي الإلهي الذي يدعو لإظهار الحق الخالص من أجل تطبيق العدالة. فنجد حوار النبي مع الحباب في غزوة بدر عند اختيار موقع للعسكرة فيه وحاوره الحباب في هذا المكان وأن الأفضل هو عند بئر بدر فاقتنع النبي برأي الحباب ووافقه ولم يتمسك برأيه السابق (وقد ذكرناه تفصيلاً بباب السياسة). وأيضاً موقف عمر بن الخطاب مع السيدة التي عارضته بالمسجد وتقبل رأيها واعترف بصحته كما ذكرنا بالسابق. 7- عدم التعصب لآرائنا إن ثبت خطؤها والتراجع عنها والاعتراف بالخطأ: - -قال النبي صلى الله عليه وسلم: - (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً). والمراء هو من يتمسك برأيه وهو على خطأ. فالرضاء بنتيجة النقاش وعدم التعصب لآرائنا إن كانت في الموقع الخطأ والاعتراف بالخطأ لأن الاعتراف به فضيلة وليس تقليلاً من النفس. فنجد الرسول عندما لم يصب رأيه الصواب في حادثة النخل لم يتعصب لرأيه بل قال للصحابة (أنتم أعلم بأمور دنياكم). ونجده عليه السلام عندما نزل في موقع ما بغزوة بدر وكان من الخطأ المكوث به ونوه له أحد الصحابة (الحباب) بهذا وأكد له أن الحرب والمكيدة هنا تقول أن لا نمكث بهذا المكان وقال فلنقم وننزل بماء القوم (النزول عند الماء ومنع العدو من الوصول له). فلم يتعصب الرسول لرأيه وجاء في صف الرأي الصواب والحق. ونجد عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين في المسجد عندما خطأته امرأة صحح من رأيه ولم يتعصب لنفسه قال: - (أصابت امرأة وأخطأ عمر). وكان يخطب في زيادة المهور ورأيه أن يتم تقليلها فقالت له امرأة يقول تعالى: - (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) فقال قولته عندما تبين أنه خطأ ولم يتعصب لرأيه ولم يتشبث به، وأن رأيها أصاب الحق بقولها وخطأ نفسه وصحح رأيه متجرداً لإحقاق الحق. يقول الإمام الغزالي: - (إن التعصب من آفات علماء السوء فإنهم يبالغون في التعصب للحق….). فالتعصب للرأي الخطأ يؤدي إلى الفساد في النهاية وليس للرأي الصواب. فيجب قبول الرأي الآخر لأنه لا يوجد من يملك الحق والصواب المطلق بل كل رأي يحتمل الخطأ والصواب. 8- استخدام مفاهيم ومصطلحات مفهومة للمتحاورين: - لابد من استخدام مفاهيم ومصطلحات تتناسب مع المستمعين والمتحاورين من أجل الوصول إلى جميع الناس على اختلاف قدراتهم الفكرية والتعليمية لفهم كل جوانب النقاش مع تحديد دقيق للمصطلحات والمعاني لعدم فهم الكلام بأسلوب خاطئ. وهذا حتى يستوعب الجميع ويستفيد المستمع وتسد الفجوة بين المتحدث والمتلقي. 9- استخدام الأدلة والحجج في النقاش لإثبات أقوالنا وآرائنا: - -قال الله تعالى: - (… قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فهذه دعوة من الله للنبي في حواره مع المشركين بأن يأتوا بدليل على كلامهم ليثبتوا إن كانوا صادقين في حديثهم أم لا. فللتأكيد على آرائنا لابد من استخدام الأدلة سواء من الدين أو التاريخ أو المنطق على حسب الموضوع حتى يتحلى المحاور بالثقة عند المستمع ويكون كلامه مدعماً بحجة قوية. 10- عدم احتقار المخالفين في الرأي: - كان الرسول في نقاشه في صلح الحديبية يحترم رأي المشركين المخالفين له في العقيدة والرأي ولم يحتقرهم أبداً ولم يقلل من آراء أحد في المواقف التي ذكرناها. وكذا لم يحتقر عمر بن الخطاب أياً من مخالفيه في الرأي عندما عاضه الناس كما ذكرنا بالسابق. ويقول الإمام الغزالي: - (...وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار...). فالتعصب للرأي واحتقار المخالفين يولد الغشاوة على العقل ويجعل المرء متعصب لرأيه ومن الممكن أن يصل إلى السب والقذف مع المتحاورين، ويكون هذا التعصب والتهجم واحتقار الآخرين والطعن فيهم بسبب ضعف الحجة. فقوي الحجة يناقش الأفكار بالحجة والفكر والرأي. 11- عدم الانتقاد: - فمن أجل الوصول إلى التفاهم لابد من عدم الإكثار في انتقاد المخالف في الرأي على كل ما يقوله وعدم إشعاره بأن كل ما يتفوه به على خطأ بل محاولة الإقناع بالحوار أنه قد يكون على صواب وما يمكن أن يكون الأصوب والوصول إلى نقاط مشتركة للحوار من أجل الإقناع. 12- تنظيم الأفكار: - من المهم في الحوار أن يقوم الفرد المحاور بتنظيم أفكاره من أجل ألا يشتت نفسه في أثناء النقاش ولا تضيع منه المعلومات والأفكار وحتى لا يشتت من يحاوره أو المستمعين للحوار أيضاً. 13- عدم الإكثار في المعلومات أو الإطالة: - فكثرة المعلومات الملقاة والإطالة في الموضوع الرئيسي تخرج المتحاورين عن صلب الموضوع إلى فرعيات لا نحتاجها وبالتالي إضاعة وقت النقاش وضياع الهدف الأساسي من الحوار وعدم التركيز من المتحاورين. 14- النقد بموضوعية: - ويكون بعدم الهجوم الشخصي وباستخدام الأدلة المنطقية ومناقشة الأفكار وليس الذات الشخصية للمحاور. ويكون النقد نقد فكري بناء وبموضوعية ومبني على تحليل ونتائج للأدلة وللفكر، وهذا من أجل عدم التباغض بعد الحوار بسبب الهجوم الشخصي والحفاظ على روح الأخوة الإنسانية، والنقد بموضوعية يكون بأسلوب محترم وعلمي يفيد الطرفان. 15- التوقف عن الحوار العقيم: - -قال الله تعالى: - (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) -قال النبي صلى الله عليه وسلم: - (إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي برأيه فعليك بنفسك). (ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدال). (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً). وهذا يكون عندما نجد أن من يحاور خرج عن آداب وقواعد الحوار سواء بالغضب أو السب أو عدم وجود ثقة أو عدم وجود أدلة موضوعية أو بسبب هجوم شخصي، وتحول الخلاف إلى خلاف شخصي بدل من الخلاف العملي الموضوعي أو لإعجاب الشخص الزائد بنفسه ورأيه حتى لو ثبت خطأه أو الاعتراض لمجرد الخلاف، وليس للوصول للصواب فيكون بهذا الحوار أصبح عقيماً لا جدوى منه. وهذا لأن الحوار سيكون دون جدوى ولا قيمة مادية وموضوعية له، ويحث الحديث على عدم التشبث بآرائنا إن ثبت خطأها لنخرج بفائدة إيجابية من النقاش وتعاصف الأفكار. 16- عدم تحول الاختلاف العملي إلى خلاف شخصي: - فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وطالما نتحلى في الحوار بالآداب العامة سيبعدنا عن التجريح والسب والقذف ويجعل التعامل بعد الحوار لا يزال بين الأشخاص بود وتفاهم. كما رأينا في الاختلاف بين الصحابة في موضوع صلاة العصر بغزوة بني قريظة، وأيضاً كما رأينا في حوار يوم السقيفة رغم كل الاختلافات لكن لم يفرق بينهم أبداً ولم يحدث أن أحداً منهم سب أو خطأ الآخر أو تعدى عليه أو اتهمه بأي تهمة. فالاختلاف من أجل الوصول للحق والصواب وليس للتباغض أبداً أو الخلاف الشخصي، وهذا من أجل الوصول للحق والتجرد له. وقال يونس الصدفي: - (ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون أخواناً وإن لم نتفق في مسألة). 17- عدم إجبار أحد على اعتناق أفكارنا: - -قال الله تعالى: - (ۖ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ...) (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)) (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ(71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) ) (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) فلا يحق لأحد أن يسيطر على رأي غيره وإجباره عليه مهما جانبنا من الصواب فنجد بالآيات أن فرعون يجبر الناس على رأيه وأنه الأصح في الرأي ويعاقب من يخالفه. فمهما كانت الأفكار صحيحة لا نجبر أحد على اعتناقها دون نقاش حر لكل فرد بإبداء رأيه والتعبير عنه والمناقشة حوله وإقناعه بالحسنى. وحتى إن لم يقتنع فلا يفرض عليه رأي أو فكر أو تصرف محدد، فلا سيطرة على فكر أحد وإعطاء مساحة الحرية في الفكر. وهذا من صميم الفكر الإسلامي وحرية الفكر والرأي والتعبير دون إجبار، فالحوار لتبادل الاستفادة ولتصحيح المفاهيم والوصول إلى أرضية مشتركة وليس للإجبار على الأفكار. 18- الرضا والقبول بالنتائج الحوارية: - بعد التجرد للحق وعدم التعصب للخطأ فمن المهم أن نقبل بنتائج الحوار كما فعل الرسول في حادثة النخل، ولم يتعصب لرأيه وأيضاً في غزوة بدر وغزوة أحد عندما كان يرفض الخروج لمحاربة قريش وانتظارهم بالمدينة (كما أوضحنا في النقاط السابقة وفي باب السياسة). فاحترام الرأي الصائب فضيلة وعلو في العقل والتفكير ولا ينقص من قدر أحد بالعكس فهو إعلاء للحق والإخلاص له. ويقول الإمام الشافعي: - (ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجة إلا عظم في عيني ولا ردها إلا سقط في عيني). 19- عدم الرد على سؤال بسؤال: - فهذا يبين ضعف المحاور وعدم قدرته على الرد وأن هذا هروب من الإجابة لعدم وجود حجة. 20- نزع الأحقاد من أجل البناء والتعاون: - يجب تعلم نزع الأحقاد والخلافات الماضية من أجل العمل لبناء المستقبل، فإن ظل الخلاف على ما مضى لن يتم الاتفاق على أي شيء لبناء الدولة والاتفاق على ما يفيد الحوار والنقاش والناس. وهذا ما فعله النبي عند فتح مكة بالتسامح والتعاون مع الجميع حتى من عادوه يوماً ما من أجل التعايش السلمي بين الجميع وبناء الدولة. 21- حق الاختلاف: - يجب أن يعي الجميع أن الاختلاف في الرأي حرية لكل فرد، ويجب أن يحصل كل شخص على حقه في التعبير والخلاف ويحصل على هذا الحق، ولا يصح أن نعطي لأنفسنا حق الاختلاف ولا نعطيه ولا نسمح بهذا الحق للآخر ونتعامل معه بإقصاء، فهذا يولد الخلاف الشخصي والأحقاد.