احمدداود يكتب السبايا الإيزيديات
منذ سبع سنوات وأكثر وتوجد مأساة حقيقية يعاني منها الإيزيدين، مأساة العبودية والرق ويعاملون وكأنهم عبيد أو إنهم سلع تباع وتشترى بصك بيع، مأساة يصمت عنها العالم ولا يراها أحد، ولا يتابعها الكثيرون، ولا يعلم عنها أحد لعدم وجود تضامن قوي معهم أو نقل لما يحدث معهم. مأساة شديدة لكل النساء الإيزدية حيث أن كل واحدة منهن ليست آمنه على نفسها أو أطفالها، ففي لحظة تجد نفسها من السبايا يتم اغتصابها مراراً وتكراراً، ومن ثم تباع وتشترى عدة مرات وكأنها ليست بشر وليس لها حقوق. في لحظة تهدّ أسرة وتخطف زوجة من زوجها وأبنائها، وقد تقتل إذا دافعت عن نفسها من المغتصبون. ما يزيد عن 4000 من النساء الإيزيدية مختفين على أيدي تنظيم داعش اللاإسلامي ما بين من تباع وتشترى، وبين من فقدت حياتها دفاعاً عن نفسها من المغتصبين. أعمارهم من 10 سنوات إلى 45 سنة. ومازالت المأساة لا تتوقف رغم ضعف سطوة هذا التنظيم الدموي. إلا أنهم مازالوا يبعيون النساء بشكل علني على مواقع تواصل خاصة بهم بعد أن كانت بمزادات علنية. قصص حدثت تقشعر لها الأبدان ما بين مقتولين ومحروقين ومذبوحين وسبايا، هل لك أن تتخيل أن يتم الهجوم على بيتك فجأة ليذبح الرجال وتسبى النساء والأطفال فهذا ما حدث في مدينة شنكال على يد داعش، وفي مدينة الموصل قبل 6 سنوات، وضعت 19 فتاة إيزيدية في أقفاص حديدية وتم إحراقهن أحياء أمام حشد من مئات الأشخاص، لرفضهن أن يكن عبيداً جنسياً لمغتصبي داعش، هل تستطيع أن تتحمل أن تسقط ابنتك من السيارة، ولا تستطيع الرجوع لإنقاذها بسبب من يطاردونك من داعش، فتهرب لتنقذ أكثر من 20 فرد بالسيارة؟ هذا حدث مع الطفلة يوفا حيدر إبراهيم، ولا يعلم أهلها عنها شيء منذ سبع سنوات. أية ضمير يقبل أن يسبى نساء وأطفال، فالعديد من النساء من المعمرات الإيزيديات تم قتله في مقابر جماعية على يد عصابات داعش الإجرامية بعد اجتياحهم لمنطقة سنجار العراقية، أما الأصغر سناً فيتم المتاجرة بهن إلى يومنا هذا ولا نسمع صوت العالم الحر أو العالم الإسلامي. إبادة جماعية وتطهير عرقي يحدث وقتل تحت أعين العالم، ولم يتحرك أحد ولم يتحدث الكثير عنه. ففي 15 /8 /2014 حدث مذبحة في قرية كوجو حيث هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار والنواحي التابعة له، وبدأوا بارتكاب عمليات القتل الجماعي في 15 اب / أغسطس ضد أهالي قرية كوجو الإيزيدية لأنهم رفضوا ترك دينهم. وبحسب احصائيات المديرية العامة لشؤون الإيزيدين في وزارة الاوقاف التابعة لحكومة اقليم كوردستان، قتل مسلحوا داعش 1293 شخصاً بعد هجومهم على سنجار. قتل جماعي ودفنوا بمقابر جماعية تتعدى السبعون مقبرة جماعية. وقصة أخرى وهي الطفلة الإيزيدية (تولاي) والتي لم تكن تجاوزت التسع سنوات، وتعد من بين أبشع الجرائم التي من الممكن أن ترتكب بحق أي إنسان، فالقصة باختصار أن داعشي قذر اشتراها من سوق النخاسة في سوريا، وقام باغتصابها، ولإنها حاولت الهرب قام بكسر قدمها ولم يعالجها لتصبح مشلولة، ولأن أنينها كان يزعجه احتجزها في صندوق وأغلق عليها الباب، وتركها لتموت هناك جوعاً وعطشاً، ويقول الشخص الذي عثر عليها أنها كانت تحتضر وهي محتجزة داخل الصندوق، وأنها فارقت الحياة بعد ساعات، ويختم قوله بأن الطفلة كانت صلعاء لسببين إما أن خاطفها انتشل شعرها بغاية تعذيبها أو إنها أكلت جزءاً منه نتيجة شدة الجوع أو لمحاولة الانتحار. مما دفع رسام تشكيلي إيزيدي شاب أن يرسمها في لوحة ستبقى شاهدة على قصة محزنة تقشعر لها الأبدان. مازال العديد من الأسر ينتظرون عودة بناتهم من الأسر الداعشي، ومازالوا يبحثون عنهم ولا يتوانون عن البحص والحديث عنهم، ولكن للأسف لا تغطي وسائل الإعلام مأساتاهم بشكل سوي. فالإعلام يظهر ما يريده فقط، ولا يظهر كامل الحقيقة كما نعلم وتعودنا عليهم. فلنكن إعلام بديل ونشارك في الحديث عن هذه الكارثة الإنسانية والجريمة الأخلاقية البشعة التي مازالت تحدث. لست هنا لأناقش أديان أو غيره، ولكننا الآن نريد وقفف هذه الجرائم القذرة وهذه التجارة الملعونة. لماذا يصمت العالم الحر، لماذا يصمت العالم العربي، لماذا يصمت العراق وحكومته؟ أليسوا عراقيين وعرب وبشر من الواجب الإنساني والأخلاقي والعربي والديني حمايتهم. فلترى القضية من أي زاوية لا يهم، لكن المهم بالنهاية أن تراها ولا تصمت بل تحدث فالإنسانية لا تتجزأ ولا تقف عند عرق أو دين أو جنسية أو لون. فلندافع عنها مهما كان الاختلاف ولا نقبل الظلم لأحد. #أنقذوا_الايزيديات_المختطفات #RescueYazidisKidnapped