"وطن من الأوجاع"

الاثنين 11 مارس, 2024

بقلم / فدوى سالم

يقول البعض : لا نستطيع أن نشعر بالسلام و نحن نعيش في ضجيج لا ينتهي، 
لا نستطيع! 
و كيف تهيأ لنا القدرة لنستطيع ؟
لا نستطيع أن نحب و نحن نخوض حروب لا ترحم ، 
كيف و الحروب تخوض حياتنا و تفقدنا أبسط معنى للحياة !
كيف يمكننا المشي و قد أعدمت الطرقات بقسوة ؟
و أين هو المأوى الروحي لنا حين نجد كل هذه المساكن دمرت بوحشية دون رادع إنساني يقر بالعمار و الإستقرار.
تشردت أرواحنا قبل الجسد و لم يتسع  الآماد لها من زخم الأعداد التي لا تحصى.
كيف نستطيع أخبرني ؟
كيف و الرصاص صار يفوق سكان الأرض جمعاء في عدده، كيف نحب و نحن نواجه الكره كل دقيقة، كيف نستطيع الكلام و الألسنة عقدت برباط الموت. كيف يستطيع من لا يستطيع!
و كيف ننظر و تراثنا اقتلعت عيناه قسراً و بدلت بعدسات صناعية لا تستشعر جوهر الرؤية.
الألم في الشام يوجعني و جرح الرافدين الدامي يوجعني، صرخات السودان و هموم ليبيا، و اليمن المدمي آهات يوجعني .
فلسطين المضرجة من عقود توجعني و مدائنها القدسية  المنتهكة بسكين الإبادة يؤلمني . و يشقيني وجع الاوطان الذي يجعل تواجد المكان لا يتزامن مع تواجد الإنسان.
فكيف تقام الحياة بلا وطن أرجوك أخبرني.