المحنة درس وعبرة
المحنة درس وعبرة يتعلم منها الإنسان ماهية الحياة ،فمن فهم الدرس وتعلم من المحن فقد تحققت له الهداية والصلاح والاستقامة .. فكل محنة المت بالإنسان ورائها حكمة وسبب وموعظة لمن يتفقه ويعى ويعلم ويتعلم ..فما مر بالبشرية من ظواهر طبيعية وغير طبيعية فيها من الحكمة والعبرة ليعود الإنسان الى رحاب الله طائعا مستغفرا يرجو الرحمة والغفران..فكل شئ الم بالبشرية من صنع الإنسان الذى افسد فى الأرض فعادى وتجبر وكره وقتل وظلم فكان عقاب الله عسير ليتعلم الإنسان انه لا شئ وانه تحت رحمة الله ولطفه وعنايته.. فما يحدث من حروب وصراع ومأسى نتاج فعل البشر نتيجة طمعهم وتكالبهم وجشعهم فى حقوق الغير، ولو تعاونوا فى اصلاح الأرض وإعمارها لعاشوا فى سلام وأمان وما مسهم الضر والخوف والجوع بأفعالهم
قال تعالى
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف ) صدق الله العظيم
ولقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التعاون فى البر والتقوى وألا نتعاون على الأثم والعدوان ..
قال تعالى
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
صدق الله العظيم
فهذه دعوة الله وفى اتباعها سلام وأمان الإنسان..
اننا كمجتمع واحد نحتاج الى التعاون والمحبة و اعلاء القيم الخلقية والإنسانية والتمسك بالشرائع السماوية وما أمرنا الله به فى العبادات والمعاملات فيعم السلام المجتمعى بعموم المحبة والمودة والرحمة ومجابهة الفساد فمن يفسد فى الأرض عقابه عند الله شديد،..ومن أمثلة الفساد المتاجرة والتربح فى الأزمات والمغالاة والاستغلال وهذا التربح الزائد عن الكسب المشروع سيكون وبالا على صاحبه فالتربح والمغالاة فساد للزمم وانعدام للخلق ،فالربح العادل هو المطلوب اما المغالاة فظلم بين واستغلال وفساد..عموم التكافل بين ابناء المجتمع الواحد فرض وحق فى السلم والحرب والمحن والأزمات وهذا يظهر معادن الشعوب وجوهرها الحقيقى الداعم كابناء وطن واحد فمراعاة المحتاجين والفقراء والمساكين والمرضى واجب دينى وخلقى ووطنى وكذلك دعم الشعوب المنكوبة واجب فرضته الانسانية والعقيدة والاديان فما نحن الا ابناء أدم وحواء
قال رسول الله
(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)
صدق رسول الله
هذا ما دعانا اليه رسول الله عدم ظلم الإنسان لاخيه الانسان وتفريج الكرب والستر فهل لنا ان نطيع رسول الله فيما امرنا به ونعود أخوة متحاون نستر بعضنا بعضا ونكون سندا وسترا وعضدا..
قال صلى الله عليه وسلم قال
(المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبّك بين أَصابعه)
صدق رسول الله.
فهل لنا ان نكون كالبنيان فى تماسكه فتعالوا نتعاون فى بناء وطننا بكل طوائفه مسلمين وأقباط لا فارق بيننا ونعمل من أجل غرس القيم المجتمعية والتمسك بالأصول والثوابت والعقيدة والدين بتعاليمه السمحة واقامة العدل والحكم بالحق والتعاهد على العمل بضمير ومقاومة الفساد بتطبيق القانون للعلو بقيمة الإنسان والمساواة بين كل افراد المجتمع وكلا يؤدى دوره وقبل ان يكون لنا حقوق فعلينا واجبات نقوم بها ففى ذلك اصلاح المجتمعات ..
فمن العبر والمحن دروس ومواعظ وعبر ليعلم ويتعلم البشر الحكمة لعلهم يفقهون ويوعون ويعودوا إلى خالقهم أخوة تجمعهم المحبة فالإنسانية رباطهم والتلاحم عهدهم والتراحم ميثاقهم والتكافل شعارهم ونهجهم..
فعلى أرض الله يعيشون وتحت سمائه يستظلون ومن نعمه يكتفون وعلى الله يتوكلون فغايتهم رضاه ومعيته وجنته وهداه