عبدالله محمد يكتب فارس اللحن السعودي الموسيقار الدكتور طلال
ثلاثة أعوام مضت، خلت فيهم سماء القاهره من أنغام فارس اللحن السعودي طلال .. حيث اعتاد هذا الموسيقار الملهم، ان يقيم حفلا سنويا في القاهره ليتيح لسائر المستمعين وعشاق الغناء العربي الإستماع إلى ألحانه العذبه ذات الإيقاعات والأرتام المتميزه من خلال أصوات أساطين الطرب العربي أمثال الفنان محمد عبده ، ولكن هذا الحفل السنوي الذي ينتظره عشاق الطرب الخليجي في الوطن العربي توقف بسبب جائحة كورونا تاركاً فراغاً فنياً لا يملؤه سوى عودته مره أخرى.
لا تعتبر ألحان الفنان طلال مجرد ألحان خليجيه متميزه وراقيه فحسب بل هي بالفعل طفرة في اللحن الخليجي أدت إلى عولمة الأغنية السعودية، بفضل ألحان طلال وأصبحت الأغنيه السعودية اليوم أغنية عالمية ولون من الغناء يشدو به جميع فنانين الوطن العربي ويجذب آذان الجماهير على مختلف ثقافتهم وجنسياتهم وأزواقهم . هذا بعد ان كانت الأغنية السعودية قاصرة على أصوات المطربين السعوديين الذين هم أصوات عذبة لولاهم ما انتشرت الأغنية السعودية ، ولكن ألحان طلال استطاعت ان تجذب أصوات سائر الفنانين في الوطن العربي ، على سبيل الذكر لا الحصر، شدي بألحان الفنان طلال كل من ورده ونجاه الصغيره ، ماجده الرومي ، أنغام ، هاني شاكر ، لطيفة ، صابر الرباعي ، ديانا حداد ، نبيل شعيل ، احلام ، كاظم الساهر ذكرى ، آمال ماهر ، هذا بالإضافه إلى الأصوات السعودية المرموقة مثل طلال مداح ومحمد عبده ، عبادي الجوهر ، عتاب ، عبد المجيد عبد الله و ماجد المهندس.
دخل الفنان طلال عالم الفن بألحانه ذات البصمة المختلفة في حقبة الثمانينات ، تلك الفتره الحرجة في تاريخ الأغنية العربية بشكل عام والأغنية السعودية بشكل خاص ، هذا حيث لم تعد الأشكال التقليدية للأغنية السعودية قادرة على مواكبة العصر الحديث وإيقاعاته السريعه مع المحافظة على الأصالة والإهتمام بالموضوع والكلمه ، وفي ذلك المضمار كان للفنان طلال بصماته الواضحه حيث استطاع الموسيقار طلال ضخ دماء جديده في الأغنية السعودية وذلك باستمراره في التجديد والتحديث ، هذا إلى جانب إبداعاته في جمع ثنائيات غنائية لم يسبق لغيره من الملحنين ان استطاع جمعهم ، ومن أمثال هذه الثنائيات الفذة والدويتوهات الشهيرة الدويتو الذي جمع الفنانه الكبيرة وردة والفنان عبادي الجوهر والدويتو بين طلال مداح ومحمد عبده في ملحمه "مولد امه "عام 1990.
وعلى الرغم من ان الفنان طلال قد قام بتلحين الأغنية السعودية بكافة أشكالها ومراحلها الموسيقية إلا انه كان له أيضا إسهاماته الخاصة في تحديث وتغيير الأساليب التقليدية في استخدام الإيقاعات ، هذا التطوير استرعى إنتباه الباحثين الموسيقيين حيث أستحق تطوير الفنان طلال في الإيقاعات الخليجية أن يكتب عنه دراسات أكاديمية خاصه ، سجلت هذه الأبحاث الاظأكاديمية للموسيقار طلال انه كان أول من قام بتغيير في إيقاع "الخبيتي" وذلك بتطويره وتهجينه من خلال توليفة جديدة للشكل التقليدى ، كذلك كان طلال هو أول من قام بتطوير إيقاع "الرومبا" التقليدي إلى إيقاع "الرومبا المقلوبه" ، و لا شك في ان هذه الإيقاعات انتشرت بشكل ملحوظ في الأغنيات الخليجية وأدت إلى رواجها بشكل كبير.
نستطيع القول اليوم بما لا يدع مجالا للشك ان فارس اللحن السعودي طلال قد أستحق عن جدارة هذا اللقب حيث ان ألحانه تمثل مرحله مستقلة في تطوير الأغنية السعودية التي يمكن القول بأنها مرت بثلاث مراحل ألا وهي: مرحلة التأسيس والتي كان رائدها طارق عبد الحكيم ومرحلة الإنتشار التي كان روادها طلال مداح ومحمد عبده وعباد الجوهر وسراج عمر وأخيراً مرحلة العولمة التي يعد الفنان المبدع طلال فارسها الأوحد بلا منازع.