ملحمة وطن ومسيرة شعب
ملحمة وطن ومسيرة شعب خاضها بالكفاح والتضحية والفداء منذ قدم التاريخ ليبنى حضارة أضاءت البشرية وواجه تحدياته بسلاح الإرادة والإيمان مؤمنا بأن الشعب إذا أراد الحياة فسيصنع المعجزات ..
هذا الشعب الأبى ذو الجذور التى تمتد بالأرض عبر ألاف السنين وذو الشخصية الفريدة التى تتسم بقوة الإنتماء والتضحية والفداء وقوة العقيدة التى تشكلت عبر مراحل تاريخه فجعلته صلبا لا يلين يجابه مخاطره و ويدافع عن وطنه وأرضه.
فلقد حبا الله هذا الوطن بأن عاش على أرضه الأنبياء وحدثت بأرضه العديد من المعجزات فقصة سيدنا موسى وما بها من معجزات و نجاته من أل فرعون صغيرا ورحلته مع الخضر وما بها من حكم وعبر للبشر .. ومعجزة الوادى المقدس طوى حيث ناداه الله
قال تعالى
(فَلَمّا أَتَاهَا نُودِى يَمُوسى (11) إِنى أَنَا رَبّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْك إِنّك بِالْوَادِ الْمُقَدّسِ طوًى (12) وَ أَنَا اخْترْتُك فَاستَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنّنى أَنَا اللّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنى وَ أَقِمِ الصلَوةَ لِذِكرِى )
صدق الله العظيم
فهذه المعجزة حدثت فى الوادى المقدس طوى فأى فضل من الله به على أرض مصر.
وقصة سيدنا يوسف والرؤية التى رأها الملك وكانت سببا لخروج سيدنا يوسف من السجن وذكرت فى القرأن الكريم ..
قال تعالى
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)
صدق الله العظيم
واصبح سيدنا يوسف بعدها عزيز مصر وعبرت مصر أزمة الغذاء ..
فمصر كما ذكرت فى القرأن الكريم بخزائن الأرض ..
ولقد مرت العائلة المقدسة فى أرض مصر ..
. ولقد عاش الأئمة على أرضها يلقون دروس العلم ويفقهوا الأمة ..
ومازالت المنابر الدينية تقوم بدورها فى نشر التعاليم الدينية والوسطية
و ذكرت مصر فى القرأن الكريم
قال تعالى
(أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين )
صدق الله العظيم
ودعاء النبى المصطفى لأهل مصر بأن أهلها فى رباط إلى يوم الدين ..
إذا فتح الله لكم مصر فأتخذوا من أهلها جندا كثيفا فهم خير أجناد الأرض )
صدق رسول الله
فياله من فضل أختص بها الله سبحانه وتعالى هذا الوطن .
فهل هذا الوطن الذى فضله الله سبحانه وتعالى بالخيرات والثروات والذى كتب شعبه تاريخه بحروف الحب والفداء والعمل والكفاح ..
يمكن أن يمسه سوء مهما حاول الأعداء ومهما حاولوا الإعتداء على ثوابته وقيمه وأرضه سيعود مرة أخرى شامخا قويا رائدا ..
الأمة المصرية على مدى تاريخها واجهت كل الغزاة بداية من الهكسوس والرومان والتتار ثم تتابع المعتدون الإنجليز والفرنسيون والعثمانيون الذين أحتلوا البلاد لسنوات فأنتفض الشعب وحاربهم حتى أسترد أرضه وكرامته .. لم يستطيع المعتدون اقتلاع الشعب من جذوره و تغيير هويته وقيمه وثوابته لأنه شعب أصيل صاحب حضارة وريادة وتاريخ ..
لقد خاض الشعب المصرى على مدى تاريخه ثورات ضد الظلم والعدوان والإحتلال فترى الشعب صابرا ولكن عندما يشعر بالخطر على وطنه ينتفض دفاعا عن وطنه وأرضه وهذا ما حدث بداية من ثورة 1919 حتى ثورة 30 يونيو فالشعب لا يثور إلا خوفا وحبا لوطنه وحفاظا عليه ودفاعا عنه ضد كل من يمس أمنه وسلامه ومستقبله ..
أن الشعوب تقوم بالثورات من أجل الإصلاح فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والعلمية والقضاء على الفساد ثم عرض خريطة عمل وبناء ومنهج إصلاح ومراجعة الأسباب والدوافع التى من أجلها قامت الثورات وتلافى السلبيات وإعلاء الإيجابيات ووضع رؤية وخريطة زمنية وكيفية التفيذ وأليات الرقابة والمتابعة .
كلمة فصل أن الدولة المصرية قامت بوضع خريطة فى العديد المجالات المختلفة ومنها المجال العسكرى والنقل والمواصلات والإسكان والقضاء على العشوائيات وانشاء محطات للكهرباء والطاقة الشمسية والمشروعات الرائعة التى قامت بها الهيئة الهندسية من مدن جديدة كمدينة الجلالة والعلمين والمنصورة الجديدة واشراك الشركات المدنيةوكذلك المصانع الرائعة كمجمع الروبيكى ومصنع الغزل والنسيج والانتاج الحيوانى وغيرها من المشروعات الهامة والحيوية ..
نحن الأن فى مرحلة صراع عالمى حروب بكافة صورها المختلفة وأزمة اقتصادية تحيط بالعالم كافة والدولة المصرية.. ولذا لابد من أستكمال المسيرة والمواجهة لتداعيات هذه الحروب وأمتلاك الإرادة لتحقيق الإكتفاء الذاتى فلن ينفعنا سوى إرادتنا الوطنية وعزيمتنا بمزيد من الرؤى والخطط للتطوير فى العديد من المجالات ذات الأولوية الاقتصادية ومنها: المجالات الصناعية بمزيد من اقامة المصانع الوطنية لتوفير المنتجات المحلية وتحقيق الإكتقاء الذاتى بتدوير رأس المال الوطنى..
استكمال استصلاح وزراعة الأراضى لتحقيق الأمن الغذائى ..
إعادة بناء الإنسان بتطوير المناهج التعليمية والمؤسسة التعليمية بما يشملها من مدرسة ومعلم وطالب وعودة المدرسة للدور التربوى والعلمى لتربية النشء الذى سيحمل أمانة الوطن ..
استكمال الدور الريادى للمؤسسات الثقافية والمعرفية والرياضية لبناء شخصية الفرد فكريا ومعرفيا وبناء جسده رياضيا وتوفير المناخ الملائم لكى يصبح لدينا ابطال ومبدعون.
تطوير الخطاب الدينى ليواكب الأحداث الإجتماعية التى تحدث ويتم الإفتاء بما يوافق الشرائع السماوية وذلك للحفاظ على القيم والثوابت الدينية والعقيدة الوسطية..
أستكمال تطوير منظومة القوانين لتحقيق مزيدا من العدل والمساواة والردع والمنع.
إمتلاك اسلحة القوة الإقتصادية فالإقتصاد سلاح العصر والسبيل لقوة الردع..
استكمال إمتلاك سلاح القوة العسكرية فهو سلاح القوة والردع والدفاع عن الأوطان والحمد لله على نعمة جيش مصر فهم خير إجناد الأرض.
امتلاك سلاح الوعى وإتحاد الأمة جيشا وشعبا ودولة ..
نحن فى مرحلة فاصلة لإستكمال مسيرة البناء والدفاع بما يستلزم المواجهة والتحدى وترتيب الأولويات وإمتلاك أسلحة القوة العسكرية و العلمية والإقتصادية والثقافية والمعرفية والقانونية والإجتماعية والدينية والإعلامية من أجل بناء مستقبل الأمة المصرية و وطن أمن ينعم بالتقدم والرخاء والسلام .
حفظك الله يا أم البلاد يا مهد الحضارة ودرة الشرق فمصر ليست وطن نحيا على أرضه وتظلنا سمائه بل وطن يحيا فى قلوبنا حفظ الله مصر أبد الدهر ..
ملحمة وطن ومسيرة شعب