مجازر الاحتلال الإسرائيلي ج (٥)

الجمعة 3 يونيو, 2022

نستكمل سوياً لتأريخ المجازر الإسرائيلية الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل وجرائمهم التي تظهر حقيقتهم الدموية:
44- مجزرة قرية قالوينا: -
كانت تقع على الطريق العام للقدس – يافا، وهي تبعد عن مدينة القدس المحتلة حوالي 7 كيلومترات وعدد سكانها 632، عدد منازلها 156.
ويوجد فيها مسجد وبيوتها من الحجارة وفيها مدرسة ابتدائية. وفي عام 1945 كان 846 دونمًا مخصصة للحبوب و1022 دونمًا مرويا أو بساتين و200 دونم للزيتون للزراعة.
وفي تاريخ 12/4/1948م هاجمت قوات الصهاينة مكونة من قوة من قوات البالماخ الإرهابية قرية قالونيا بجوار مدينة القدس، وبقيت طوال يومين تنسف بالبيوت.
ويقول هاري ليفين (اليهودي الانجليزي الذي رافق فرقة البالماخ أثناء دخوله القرية):
إن القرية بدت كبركان ثائر مدافع وإطلاق نار عشوائي. ويقول إنه أحصى 14 قتيلًا، ويقول: كانوا أكثر من ذلك العدد من القتلى.
45- مجزرة اللجون: -
عدد سكانها عام 1940 كان 1103، وفيها 162 منزلا، وست طواحين للحبوب، وسبعة باصات وفيها مدرسة عام 1937 بلغ عدد طلابها 83 طالبا. تقع على الطرف الجنوبي الغربي من مرج ابن عامر.
ففي عام 1937 حاولت العصابات الصهيونية اقتحام القرية لكنها فشلت أكثر من مرة، وفي 13/4/1948م، هاجمت عصابة الهاجاناه الإرهابية الصهيونية قرية اللجون، قرب مدينة جنين وقتلت 13 شخصاً من أهلها.
46- مجزرة قرية ناصر الدين: -
عدد سكانها عام 1945 كان 90 مواطنا، وعدد منازلها عام 1931 بلغ 35 منزلًا. تقع على تلة تشرف على بحيرة طبريا، تبعد7 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا. وكان سكانها يربون الماشية ويزرعون الحبوب على مساحة تصل إلى 4172 دونمًا.
وانتقى الصهاينة القرية لتدميرها لإشاعة الرعب لدى مدينة صفد والقرى المجاورة؛ فكانت اول قرى لواء صفد تعرضًا للتدمير.
في 12- 13 نيسان/ إبريل 1948 قامت فصيلتان من لواء جولاني بتدمير معظم المنازل وإحراق الباقي، حيث إن عشرة من سكان القرية استشهدوا وجميعهم من النساء والأطفال. وبعد المجازر بقي بعض سكان القرية في منازلهم؛ لكن العصابات الصهيونية أجبرتهم على الرحيل في 23 نيسان/ إبريل، وبعد ذلك وبتاريخ 14/4/1948م، أرسلت عصابتا أرغون وشتيرن قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية إلى قرية ناصر الدين جنوب مدينة طبريا، وفتحوا نيران أسلحتهم على السكان؛ فاستشهد جراء ذلك الهجوم 50 شخصاً، علماً بأن عدد سكان القرية آنذاك كان 90.
وفي 14 أبريل 1948 اشتدت حدة القتال في مدينة طبرية بين العرب والصهاينة، وكان التفوق في الرجال والمعدات في جانب الصهاينة منذ البداية، وجرت محاولات لنجدة مجاهدي طبرية من مدينة الناصرة وما جاورها، وجاءت أنباء إلى أبناء البلدة عن هذه النجدة، وطُلب منهم التنبه وعدم فتح النيران عليها. ولكن هذه الأنباء تسربت إلى العدو الصهيوني الذي سيطر على مداخل مدينة طبرية؛ فأرسلت منظمتا ليحي والأرغون في الليلة المذكورة قوة إلى قرية ناصر الدين يرتدي أفرادها الملابس العربية، فاعتقد الأهالي أنهم أفراد النجدة القادمة إلى طبرية فاستقبلوهم بالترحاب، وعندما دخل الصهاينة القرية؛ فتحوا نيران أسلحتهم على مستقبليهم، ولم ينج من المذبحة سوى أربعين عربياً استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة.  وقد دمر الصهاينة بعد هذه المذبحة جميع منازل قرية ناصر الدين بالكامل.
47- مجزرة طبرية: -
وحدثت بتاريخ 19/4/1948 في طبرية حيث نسفت العصابات الإرهابية الصهيونية أحد منازل مدينة طبريا فقتلت 14 شخصاً من سكانه الذين استشهدوا بسبب المجزرة.
48- مجزرة حيفا: -
بتاريخ 22/4/1948م هاجم الغزاة الصهاينة، بعد منتصف الليل، مدينة حيفا، قادمين من هادار الكرمل (الحي اليهودي في أعالي جبل الكرمل)؛ فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني العامة، وقتلوا 50 عربياً وجرحوا 200 آخرين. وقد فوجئ العرب فاخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى منطقة الميناء؛ لنقلهم إلى مدينة عكا، وفي أثناء هربهم؛ هاجمتهم المواقع الصهيونية الأمامية؛ فاستشهد 100 شخصاً من المدنيين وقد جرح 200 آخرون من المدنيين العزل الذين هجم عليهم الإرهابيون الصهاينة ةوقتلوهم دون رحمة.
49- مذبحة تل لتفنسكي: -
في 16 أبريل 1948 قامت عصابة يهودية بمهاجمة معسكر سابق للجيش البريطاني يعيش فيه العرب، ما أسفر عن استشهاد 90 عربياً من المدنيين العزل على أيدي العصابات الصهيونية.
50- مذبحة حيفا: -
في 22 أبريل 1948 هاجم المسـتوطنون الصـهاينة مدينة حيفـا في منتصف الليل واحتلوها وقتلوا عدداً كبيراً من أهلها، فهرع العرب الفلسطينيون العُزل الباقون للهرب عن طريق مرفأ المدينة، فتبعهم اليهود وأطلقوا عليهم النيران، وكانت حصيلة هذه المذبحة أكثر من 150 قتيلاً و40 جريحاً.
51- مجزرة عين الزيتون: -
عام 1945 بلغ عدد سكانها 820، ومنازلها 127 منزلًا. وتقع على الطريق العام المؤدي إلى صفد، وتعتبر من ضواحي صفد وقضائها، فيها منازل حجرية وعيون ماء. عام 1944 كان 280 دونمًا مخصصة للحبوب و477 دونمًا مروية، أو مستخدم للبساتين.
في 3 كانون ثاني / يناير 1948 ألقت مجموعة صهيونية عدة قنابل على عدة منازل في القرية وقتلت أحد أبنائها.
وفي 1 مايو 1948 هاجمت الكتيبة الثالثة للبلماح بقيادة موشيه كيلمان قرية عين الزيتون. بهدف السيطرة على كامل القرية تمهيداً لاحتلال صفد. وبدأ قصف القرية في الساعة 03:00 صباحا باستخدام قذائف الهاون من نوع دافيدكا، وكذلك قذيفتي هاون تقليدية عيار 3 بوصة وثمانية عيار 2 بوصة. وبعدها بدأت القوات المحتلة دخول القرية ففر معظم الشباب من الذكور البالغين لكن أسر 37من الشباب ثم قامت جنود البلماح بتدمير القرية وأحرقوا المنازل في القرية.
وذكر أحد ضباط كتيبة بلماح ويدعى إيلاد بيليد: أن رجالنا بدأوا بنسف بيوت القرية. نشوة النصر أعمتهم وأهاجتهم، فدمروا الممتلكات وكانوا يسحقون وينسفون وكانوا فرحانين ويرون ذلك انتقام لما قام به العرب ضد يهود صفد وعين زيتيم.
وحسب أحد تقارير مقر لواء يفتاح أن 30 سجيناً عربياً نُقلوا إلى لواء غولاني، وبعد يوم أو يومين قام جنديان من قوات البلماح، بناءً على أوامر قائد الكتيبة الثالثة موشيه كيلمان، بقتل عشرات السجناء في واد بين القرية وصفد، وربما كان شبان قرية عين الزيتون من بين هؤلاء السجناء، وتقول مصادر الهاغاناه إن إجمالي قتلى قرية عين الزيتون بلغ سبعين شخصاً.
ووفقًا لـقول نتيفا بن يهودا أنه تم تقييد أيدي وأرجل الأسرى ثم ألقوهم في واد عميق بين عين الزيتون وغادروهم لمدة يومين. ثم قرر كيلمان التخلص منهم تمامًا لكن معظم رجاله رفضوا. وأخيراً أعلن اثنين من رجاله استعدادهما للقيام بالمهمة فبذلك تم قتل السجناء بعد يومين. ثم تسربت أنباء المذبحة فكانت هناك مخاوف عن وصول المحققون البريطانيون أو التابعون للأمم المتحدة، لذلك تم تعيين بعض الجنود بمن فيهم بن يهودا لجمع الجثث ودفنهم.
ووفقًا لشهادة أهارون يائيلي الذي كان جندي حاضر آنذاك، وقد حصل عليها المؤرخ الإسرائيلي أوري ميلشتاين قال: اثنان من الإسرائيليين جاءوا من صفد وأخذوا 23 رجلاً من عين زيتون، وجردوهم من ساعاتهم وأموالهم، وأخذوهم إلى تل وأطلقوا النار عليهم. وقد تم طرد العرب الآخرين نحو جبل الجرمق.
فضمن عملية "يفتاح"؛ تقدمت قوات البالماخ في اتجاه الطريق نحو عين الزيتون من جهة الشمال، حيث استخدمت البالماخ 12 مدفع هاون لتدمير القرية. وبعد اشتباكات مع سكان القرية ونفاذ الذخيرة؛ احتلت القرية وتم تجميع أهاليها في أخدود قريب من القرية، وتم قتل 70 منهم، ومعظمهم من النساء الأطفال، وكان جميعهم مكبلي الأيدي. وبعد قتلهم أمر قائد الكتيبة بفك قيودهم؛ خوفا من معرفة الصليب الأحمر، وتم القتل بأوامر من قائد كتيبة البالماخ (موشيه كلمان).
وتروي اليهودية نتيبا بن يهودا في كتابها خلف التشويهات عن مجزرة عين الزيتون فتقول: في 3 أو 4 أيار / مايو 1948 أعدم حوالي 70 أسيراً (عربيا) مقيداً"، وحاول جزء من سكان القرية العودة، لكن عصابة البلماخ طاردتهم بإطلاق النار عليهم ومنعتهم من العودة.
ويقول هانس ليبريخت إنه تم تكليفه ببناء محطة ضخ مؤقتة وتحويل مجرى أحد الوديان لتزويد مقر الكتيبة بها. فيصف القرية بأنها كانت مدمرة، وكان بين الأنقاض العديد من الجثث وعلى وجه الخصوص وجدنا العديد من جثث النساء والأطفال والرضع بالقرب من مسجد القرية. وقد أقنعت الجيش بحرق الجثث.