الحياة العصرية.. الثوابت والحداثة

الأربعاء 13 أبريل, 2022

الحياة العصرية بين الثوابت والقيم و المتغيرات العصرية الناتجة عن تطور الحياة وما شابها من متغيرات أدت إلى تغير فى السلوك المجتمعى وظهور بعض الظواهر الغريبة والخارجة عن الثوابت والقيم المتأصلة فى المجتمع . ومن هنا ندق جرس إنذار لنتدارك هذه المتغيرات ونواجهها بل ونقتلعها حتى يعود للمجتمع ثوابته الأصيلة من قيم وأعراف وعقيدة . اننا فى عصر يواجه ظروف عصيبة حروب ومؤامرات وظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية أدت إلى حدوث متغيرات جذرية فى السلوكيات والعادات والتقاليد فى نسبة عالية من أطياف المجتمع نتيجة للعديد من الأسباب منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والإعلامية فأدى ذلك إلى حدوث متغيرات فى نسيج المجتمع وظهور بعض الظواهر الغريبة عن المجتمع المصرى منها إرتفاع معدل الجريمة والطلاق و الخلافات الأسرية وعادات وتقاليد خارجة عن المجتمع المصرى .. فدعونا ندق ناقوس الخطر و جرس إنذار لبحث هذه الظواهر فى محاولة لإيجاد حلول تتوافق مع الواقع ومتغيرات الحياة العصرية.. من وجهة نظرى أن الأصول والثوابت راسخة فى الشخصية المصرية ولكن هذه المتغيرات تحاول إقتلاعنا من جذورنا فى وسط حالة ضبابية تحاول إخفاء ملامحنا وقيمنا و عندما ينقشع الضباب سيظهر الوجه الحقيقى للمجتمع المصرى وستعود القيم والمبادئ والثوابت إلى نسيج المجتمع لأنها متأصلة فى جذوره .. فدعونا نضع أيدينا على الأسباب لنتدارك الأثار السلبية لهذه المتغيرات. والسؤال ما هى الأسباب التى أدت إلى تغير فى السلوك المجتمعى ؟ هناك العديد من الأسباب المختلفة والمتنوعة وعلى سبيل المثال الوسائل الإعلامية وموادها المرئية فالإعلام له دور هام فى التأثير فى السلوك المجتمعى و على طبقات المجتمع المختلفة وعندما يتم عرض مواد تدعو الى البلطجة والإسفاف وهدم القيم الدينية والمجتمعية وإظهار حياة الأثرياء بصورة مبالغ بها والدعوة إلى المادية بإظهار شخصيات أثروا عن طريق التجارة غير المشروعة .. فهذا مؤشر خطر يدعونا لمراجعة هذه المواد المحرضة على هدم قيم المجتمع وثوابته وعقيدته الوسطية .. ولابد من تطبيق القانون على المحرضين على هدم القيم المجتمعية بل هدم المجتمع ونسيجه المتماسك . الظروف الاقتصادية عامل أساسى لها يالغ الأثر على السلوكيات بصورة نسبية فالفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء مع وجود البطالة وإنخفاض مستوى الدخل وإرتفاع نسبة الفقر أثر فى السلوكيات المجتمعية وخاصة مع أرتفاع نفقات الحياة و ضعف مستوى الدخل مما أدى الى ظهور وكذلك إرتفاع معدل الطلاق وأطفال الشوارع كل ذلك مرجعه إلى الظروف الإقتصادية .. والسبيل إلى تحسين الوضع الإقتصادى العمل المنتج ومشروعات جديدة تكفى سوق العمل فتقل نسبة البطالة ويرتفع مستوى الدخل للفرد مع ضبط منظومة الأسعار فيستطيع الفرد توفير إحتياجاته المادية فالعمل والإنتاج السبيل لتحسين الوضع الاقتصادى . العوامل الدينية الدين أساس صلاح الفرد وهو الركيزة الرئيسية لبناء مجتمعا قويا لديه عقيدة سليمة .. فى هذه المرحلة هناك أسناد الفتوى والتشريع إلى غير أهله فظهرت الفتاوى المعتدين على قدسية الأديان والتعدى على الشرائع السماوية ومقصدهم الإفساد .. ولذا لابد من عودة المؤسسات الدينية الى القيام بدورها فى بناء الإنسان على الفهم الصحيح للشرائع السماوية الوسطية وعدم ترك الفتوى فى يد جهلاء لا يفقهون ولا يعلمون شيئا عن أحكام العبادات والمعاملات والمقاصد من الرسالات السماوية ،ومنع ومعاقبة من يدعو الى هدم الثوابت الدينية وحجتهم حرية الفكر لتبرير ما يقومون به من إفساد فالحرية لا تخالف الثوابت الدينية والعقيدة الوسطية . العوامل الإجتماعية ان المجتمع يتطور مع تطور الحياة وأصبحت الحياة العصرية تتسم بالسرعة وحدثت متغيرات فى الشخصية المصرية وظهرت بعض الظواهر ومنها إرتفاع نسب الطلاق وأطفال الشوارع والتشاحن والخلافات الأسرية مما يستلزم بحث هذه الظواهر المجتمعية من علماء النفس والإجتماع وتقديم رؤية لحل هذه المشكلات وذلك لعودة الترابط الأسرى والتماسك المجتمعى . المنظومة التعليمية التعليم اساس بناء الإنسان ولكن يواجهه بعض المشكلات الخاصة بالمنظومة التعليمية سواء المناهج والمعلم والمنظومة الإدارية ولكى يقوم بدوره متكاملالابد تطوير أدوات العملية التعليمية من مناهج دراسية ومعلم وإدارة مدرسية بحيث يكون العلم مواكبا للحياة العصرية محافظا على الثوابت والقيم المجتمعية والدينية حتى ينشء الطفل صحيح الفكر والعقيدة والجذور . العوامل التكنولوجية وهذه من أخطر العوامل على الإطلاق مع محاولات الغزو الفكرى وهدم العقيدة والثوابت ونشر كل ما هو قبيح وغير نافع مع ضعف الرقابة والحرية المطلقة لأبناء هذا الجيل فالحل يتمثل فى الوعى الفكرى والدينى والثقافى بحيث نقى ابناء هذا الجيل أضرار استخدام التكنولوحيا الحديثة وكيفية الإستفادة المثلى من الوسائل التكنولوجية فى صقل الشخصية بالعلم والفكر والثقافة المتنوعة لمواكبة التطور العلمى فى الحياة العصرية . ان الحياة العصرية تستلزم المواكبة مع تطورات العصر و الحفاظ على الثوابت والقيم والأصول والعقيدة فلا تعارض بينهما بل توافقا ،. فالحياة العصرية أن أمتزجت بالقيم والأصول والثوابت لأصبح المجتمع متطورا متقدما.. فالثوابت والقيم والأصول والعقيدة حصن أمان والحياة العصرية تقدم وتطور ونماء .