ملحمة العبور جسرا يربط بين الماضى والحاضر والمستقبل
ملحمة العبور جسرا يربط بين الماضى والحاضر والمستقبل نستلهم من دروس الماضى عبرة لتكون نبراسا يضيئ لنا الطريق إلى المستقبل .. إن نصر أكتوبر العظيم لن يكون ذكرى وصفحة فى تاريخ الوطن بل أنه ملحمة وطنية محبة وتضحية وعمل وفداء أشترك بها جميع فئات المجتمع ومؤسساته جيشا وحكومة ودولة وشعبا فى تحقيق النصر . فقد عقدوا العزم على تحقيق النصر وتحرير الأرض فأمتلكوا الإرادة وأعلنوا عدم الإستسلام وخططوا وعملوا و قدموا كل ما فى وسعهم من أجل تحقيق معجزة النصر بفضل الله سبحانه وتعالى فلقد حارب جيشنا العظيم وهم صائمون فأيدهم الله ونصرهم لقوة إيمانهم وندائهم الذى زلزل الأرض تحت أقدام أعدائهم الله أكبر فكان النصر . فى هذه الفترة العاصفة التى تمر بالعالم من حروب وصراعات وأزمات اقتصادية ومحن تمر بها البشرية تمر علينا ذكرى النصر لنستلهم منها الدروس والعبر لتكون نبراسا لنا فى عالمنا نتعلم من ملحمة أكتوبر العديد من الدروس فى ظل المواجهات والتحديات التى تواجه وطننا الحبيب..فمصر تواجهها المخاطر من جميع الجهات سواء الغربية ومحاولة نقل الإرهاب وبؤر الصراع من ليبيا ،والجهة الشرقية والعمليات الإرهابية فى سيناء ،ومن الجهة الجنوبية أزمة سد النهضة والتعدى على حقوق مصر المائية فى نهر النيل ،وفى الشمال الصراع على أبار الغاز فى البحر المتوسط بعد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان .. وأخيرا الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة كورونا ثم تبعها أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها على الأحوال الاقتصادية والعسكرية والسياسية والإجتماعية مما بجعلنا فى بؤرة الأحداث وعرضة للمؤثرات العالمية.. مما يدعونا للوقوف والعمل من أجل المصلحة الوطنية المصرية والعمل على الحفاظ على الوطن أمنه ورخائه وسلامه .. واستلهام روح نصر أكتوبر العظيم وعزيمة رجاله لتكون ملحمة نستخلص منها الدروس والعبر ومن هذه الدروس.. إتحاد الأمة جيشا وشعبا ودولة كان الطريق إلى تحقيق النصر . إعلاء المصلحة الوطنية والسعى إلى استخدام المقومات التى تمتلكها الدولة المصرية فى تطوير وبناء الوطن.. فلقد وظفت الدولة المصرية جميع مقوماتها وثرواتها وإمكانياتها فى سبيل تطوير القوات المسلحة المصرية لتحقق نصر أكتوبر العظيم . أهمية تبنى سياسات إقتصادية تخدم المصلحة الوطنية و التعامل مع العالم الخارجى فى ضوء أهداف وأستراتجيات الدولة المصرية بما يخدم تحقيق المصلحة الوطنية . أهمية أمتلاك أسلحة القوة العسكرية والعلمية والإقتصادية والسياسية والإعلامية أهم دعائم تحقيق النصر التخطيط العسكرى والعلمى السليم وتنوع مصادر السلاح والتدريب والسرية الكاملة السبيل إلى تحقيق النصر . أهمية التعاون العربى المشترك واستخدام أسلحة القوة العربية ومنها سلاح البترول والطاقة كسلاح قوة فى الحروب والأزمات كداعم للقضايا العربية . أهمية التعاون الدولى المشترك بما يحقق المصلحة الوطنية . أهمية السلاح التكنولوجى كقوة فى العالم المعاصر و إمتلاك شبكات وطنية وتطبيقاتها حتى لا يتم استخدام التكنولوجيا وأدوات الإتصال ضد الشعوب فى الحروب السيبرانية فالتطبيقات الوطنية وسيلة ردع ضد الغزو الفكرى . أهمية إمتلاك السلاح الإعلامى كسلاح وعى وطنى داعم للقضايا الوطنية يحفز الهمم ويجمع الأمة على كلمة سواء النصر والدفاع عن الوطن والفداء وهذا هو دور الإعلام الوطنى قوة مؤثرة فى الحروب والأزمات.. ولذا لابد من عودته لنشر الوعى والفكر والثقافة وحب الوطن والفداءوالإنتماء . أهمية بناء الإنسان فهو حائط الصد ضد الأعداء وأداة بناء فلابد من منحه علما متميزا وثقافة متنوعة ومعرفة شاملة ووعى كامل ليستطيع القيام بدوره فى الدفاع والبناء. إمتلاك السلاح الاقتصادى وتسخير كل مقومات الوطن وترتيب الأولويات من أجل تحقيق التنمية والاكتفاء الذاتى فى جميع المجالات الإقتصادية . أهمية الاستثمار الوطنى واستخدام الأموال الوطنية وتدوير رأس المال فى مشروعات فى كافة المجالات الحيوية لتحقيق الأكتفاء الذاتى والقضاء على المشكلات الناتجة عن البطالة وتخفيض الإستيراد وتوفير العملة الأجنبية وزيادة معدل التصدير للمنتجات محلية الصنع فتدوير رأس المال الوطنى حصن كفاية و أمان . إمتلاك السلاح العلمى والثقافى والمعرفى والإجتماعى والقانونى فهى أسلحة بناء الأمة . أهمية السلاح الدينى فالدين يشكل عاملا أساسيا فى عقيدة الشعب المصرى ولابد من الحفاظ على الدين والعقيدة الوسطية والقيم والمبادئ والثوابت الدينية ضد المغالاة والتطرف وضد الإنحلال والإفساد لنحافظ على المجتمع ضد محاولات هدم الدين والعقيدة مما يستلزم عودة المؤسسات الدينية للقيام بدورها فى نشر المنهج الوسطى ومنع غير الدارسين لأحكام الشريعة والدين من الفتوى ومعاقبة المحرضين على هدم الثوابت الدينية لنحافظ على المجتمع ضد هذه الهجمات الممنهجة ضد المتطرفين المغالين والمفسدين المنحلين فكلاهما يحاولان هدم العقيدة الوسطية . أهمية امتلاك السلاح الاجتماعى والتوازن بين الطبقات ومراعاة الأسر الأشد احتياجا الفقراء والأيتام والمسنين والتكافل المجتمعى فى ظل منظومة القوانين الاجتماعية التى صدرت لتحقيق السلام الاجتماعى . أهمية السلاح الثقافى والفكرى والمعرفى لبناء الأمة ولذا لابد من عودة المؤسسات الثفافية للقيام بدورها التنويرى والحضارى فى بناء الأمة . أهمية السلاح العسكرى كأداة دفاع وردع وتطويره وتزويده بجميع الأسلحة الحديثة فى كافة الأفرع للقوات المسلحة وهذا ما تقوم به الدولة المصرية وحققت به نجاحا وإنجازا جعلها طبقا لموقع غلوبال فاير باور فى أحدث تصنيفات قائمة ترتيب أقوى جيوش عالميا 2022 بالتزامن مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها التي أثرت على أغلب سكان العالم وترتيب الجيوش العالمية فلقد صنف الجيش المصري قائمة أقوى الجيوش في الشرق الأوسط بعد أن احتلت المرتبة الـ 12 عالميا .. وهذا فخر للدولة المصرية وننتظر مزيدا من التقدم العسكرى ليصبح جيش مصر أقوى جيوش الأرض فرجاله خير أجناد الأرض . هذه بعض الدروس والعبر نستلهمها من حرب أكتوبر المجيدة العاشر من رمضان لتكون لنا دليلا ونبراسا نقتدى به فإمتلاك الإرادة والتخطيط السليم وإتحاد الأمة وجيشا قويا وشعبا أبيا مفتاح النصر ليحيا الوطن فى عزة وكرامة وتقدم وسلام . تحية أعزاز وتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة ودورها الريادى فى حفظ الوطن والدفاع عنه والتضحية والفداء وتحية لأبطال حرب أكتوبر العاشر من رمضان على تضحياتهم وبطولاتهم الرائعة ومازالت مسيرة العطاء والتضحية والفداء تتوارثها الأجيال فى ملحمة العبور من الماضى نحو الحاضر والمستقبل ..