التربية ج (٣)
نستكمل حديثنا عن أساليب التربية استكمالاً لهذه السلسة:
8-إحساسهم بالأهمية والثقة ودعمهم:-
كان النبي يجلس الغلمان في مجالس الكبار ليربيهم ويعلمهم بالجلوس مع الراشدين لإعطائهم الثقة في أنفسهم. وكان يغدق عليهم بالهدايا وينظم لهم السباقات ويمسح على رؤوسهم ليربيهم على الرحمة بالصغار عندما يكبرون.
وكان يقيم لهم وزن بالمجلس كموقفه مع الصبي الجالس مع الكبار عندما استأذنه أن يسقي من على يساره ولم يقبل الشاب أن يشرب أحد من بعد الرسول قبله فاحترم النبي وجوده ورغبته واستمع له ولبى طلبه.
وكان لا ينكر علمهم بل كان يشيد بهم لتزيد ثقتهم في أنفسهم وإحساسهم بالاحترام حتى يفعلوا هذا فيما بعد مع أطفالهم فكان يقول صلى الله عليه وسلم عن الشاب معاذ بن جبل مشيداً بمكانته العلمية:-
(أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل).
وكان يأخذ رأيهم في أحداث كثيرة كما ذكرنا في السابق باستشارته للحباب والعديد من الصحابة الشباب.
وتعيينه لأسامة قائداً للجيش رغم صغر سنه رغم وجود كبار الصحابة في الجيش كعمر بن الخطاب وغيرهم تقديراً لقدرته العسكرية ودعماً للشباب ولثقتهم في أنفسهم. وكان زيد بن ثابت كاتب الوحي للنبي وهو في عمر13 عاماً وتعلم اللغة السريانية والعبرية فكان ترجمان النبي لمقدرته وكفاءته. ونجد أن عتاب بن أسيد ولاه النبي مكة بعد فتحها وكان عمرة 18 عاماً. تقديراً لكفاءتهم وليدعمهم.
فكان يشجعهم ويحترمهم ويرحمهم ويحنو عليهم ليكون الاحترام متبادل وبهذا يعطيهم الثقة في أنفسهم وإشعارهم أن لهم مكانة وأهمية ووضع اعتبار لهم. فلم يكن يقلل منهم لصغر سنهم بل يستمع إليهم ويشاركهم النقاش والحوار والرأي ليشعرهم بالأهمية والثقة فيزيد في نفوسهم الرغبة في التعلم وبزيادة ثقتهم في أنفسهم يدفعهم هذا إلى العمل أكثر والنجاح. فيجب أن يكون الأهل داعمين للطفل أن يثق بنفسه وتصرفاته وأراءه بالمشاركة والدعم له في أفكاره فيكون معتمد على نفسه دون أن يحمل شيء فوق كاهله من مسؤوليات حتى يظل سوي نفسياً. فيجب على الأهل دعم الأطفال لتحقيق أهدافهم وذاتهم وحلمهم حتى يصلوا إليه.
قال الله تعالى:-
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ).
9-الإشراك في الأنشطة الاجتماعية والرياضية:-
يجب على الأهل إشراك الأطفال منذ الصغر في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية المختلفة من أجل تنمية داخل النشء الاندماج وحب التعاون والعمل الجماعي وكيفية التعامل مع الناس والتغلب على الأنانية ويتغلب عل العواطف السلبية مثل الخجل والخوف وغيرها من العواطف التي من الممكن أن تؤثر عليه بالسلب مع الوقت إذا لم يندمج في المجتمع.
فيتعلم بهذا العديد من المزايا الإنسانية والأخلاقية غير أنه يتعود على الترابط المجتمعي.