بائع الجرائد الذى ابكى الجميع واصحاب المعاشات ..رساله الى من يهمه الامر

الجمعة 17 ديسمبر, 2021

ان الأوان الاهتمام باصحاب المعاشات  وتقاضيهم اخر رواتبهم اثناء وجودهم فى الوظيفه كغيرهم من الفئات الاخرى حتى يتم إنقاذ مايمكن انقاذه فها هو كبير إستشاري أمراض القلب بالمستشفى الملكي بلندن الدكتور الشهير ضياء كمال الدين اذ به يعود لمصر لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للقاهرة بعد غياب دام اكثر من 15 عام .
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر "بائع جرائد "كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف ..اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما ..تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه . 
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد
وحينما نودى عليه  لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى  قام من مكانه ، لكنه  لم يتوجه الى المنصة بل الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع  .. اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها 
رد عليه  البائع قائلاً : 
ارجوك اتركني اتوسل اليك  اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟
رد عليه الدكتور بصوت مخنوق : 
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك  تعال معي لندخل القاعة ارجوك ..ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له : 
مابك يا ابني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول : 
انتَ ما عرفتني يا استاذ "خليل "؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر ..فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية . .هل تذكرتني ،لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .
نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور : هؤلاء هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضياعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية ..انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية 
قصة حقيقية ..تصوير واقعي .كبير