وبالوالدين إحسانا
وبالوالدين إحسانا دعوة ربانية من الله سبحانه وتعالى إلى الإنسان بالبر والإحسان إلى الوالدين ورعايتهما وعدم القسوة بالكلمة والحرف وعدم نهرهمها بالقول وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمةوقل رب إرحمهما كما ربيانى صغيرا. قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} صدق الله العظيم هذه الأية تدعو الإنسان إلى الإحسان والبر والرعاية بالوالدين والإهتمام وحسن القول والفعل والمعاملة الطيبة . إن الوالدين هم نواة الأسرة وتاجها . وكلا من الوالدين له دور فى بناء هذه الأسرة . الأب هو الراعى لأبنائه الذى يوفر لهم نفقات الحياة وهو السند والقدوة الحسنة التى يقتدى به الأبناء..والأم هى نبع الحب و الحنان مربية الأجيال والتى تعلم الأبناء معنى السلوك والإلتزام ومن تهبهم الحب والرعاية وتنشئهم على الدين والخلق القويم ..فكلا من الوالدين له دور يقوم به فى رعاية أبنائهم .. وعلى الأبناء الطاعة والتقدير والإحترام لكلا من الوالدين والرعاية والإهتمام والحب والوفاء . ان الأباء والأبناء علاقة إنسانية سامية منبعها الحب والمودة يقابلها الرعاية فى الشدة والمرض فى العسر قبل اليسر وفى الوفاء مدى الحياة وبعد الرحيل الدعاء والتصدق عليهما فهذا معنى البر والوفاء .. ان الوالدين هم المثل الأعلى لأبنائهم وعليهم واجيات كما لهم حقوق. .فواجباتهم الرعاية الشاملة للأبناء والتربية على الدين والعلم والأخلاق وأن يكونوا مثلا اعلى وقدوة وحسنة وأن يحسنوا لأبنائهم ويقيموا العدل بينهم فى المحبة والحنان والمعاملة الحسنة .. إن الأبناء عليهم واجبات الحب والرعاية والمودة والرحمة والإهتمام وأن يكونوا هم السند لوالديهم فى الكبر يستندوا عليهم فى شيخوختهم وكبرهم وما وفوهم فضلهم فالفضل محبة وبر ووفاء . ان العلاقات الإنسانية بين البشر جميعا نبعها الدين الذى دعى إلى الأخوة بين بنى الإنسان فتترابط اواصر المجتمع بين جميع فئاته أباء وأبناء فجميعنا أبناء أدم وحواء...فلنرتقى بالعلاقات الإنسانية ونعود الى النهج الصحيح للأديان ونراعى الوالدين معنويا وماديا فهذا بعض بفضلهم وحقهم .. هناك بعض الظواهر الغريبة والشاذة عن تقاليدنا وديننا وأعرافنا وهى وضع الأباء والأمهات فى بيوت المسنين من قبل أبنائهم وهذا قمة النكران والخذلان .. وليسأل أيا من هؤلاء الأبناء نفسه سؤالا ..هل تستحق والدتك ان تتركها وحيدة بعد رحلة حياتها معك لتربيتك ومراعاتك .. وهل يستحق والدك ذلك !!! وليسألوا أنفسهم هل ألقوكم فى الملاجئ عندما كنتم صغارا أم وهبوا حياتهم لتربيتكم ومنحكم الحب والحنان والرعاية.. فهذا ليس فضلا منكم بل واجب فرضه عليكم الدين ومن قبله الإنسانية ..فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..فأحسنوا إلى أبائكم وما وفيتوهم حقهم وقدرهم . من المؤلم حقا فى عالمنا المعاصر أن نجد جرائم شاذة من إعتداء الأبناء على الأباء وإعتداء الأباء على الأبناء.. والقضايا التى تمتلأ بها قاعات المحاكم من حجر على الأباء وخلافات بين الأخوة على ثروة الوالدين وغيرهما من الخلافات المالية بالإضافة إلى جرائم العنف والضرب والقتل فجميع هذه الجرائم بعيدة كل البعد عن ديننا وتقاليدنا وأعرافنا .. لذا يجب بحث هذه الحالات الشاذة من علماء النفس والإجتماع والقانون والدين لإيجاد الحلول لعودة العلاقات الإنسانية إلى المنهج الربانى الذى فرضه الله وأمرهم به من حسن المعاملات والتحلى بمكارم الأخلاق والسلوك القويم والنفس السوية .. أن العلاقات الإنسانية تشمل حقوقا وواجبات لكلا من أطرافها والعلاقات الإنسانية بين الوالدين والأبناء أسماها فليؤدى كلا منهما واجباته ويحصل على حقوقه بحب وعطاء . فإلى كل أب وأم راعوا أولادكم وأغرسوا بهم بذور الخير والمحبة وعلموهم معنى القيم والمبادئ وزينوهم بالإخلاق وأجعلوا نهجهم الدين بما يحمله من عبادات ومعاملات فغدا سيصبحوا أباء وأمهات المستقبل .. وإلى كل أبن وأبنة راعوا أباءكم وبروهم وأطيعوهم فيما أمركم الله به وأحسنوا إليهم فهم تاج فوق رؤسكم ولو ظللتم طوال عمركم تذكروا فضلهم ما وفيتوهم حقوقهم وفضلهم وهذا الفضل لا يوازيه الا البر والمحبة والوفاء. فبالوالدين إحسانا يا بنى الإنسان .