” أسامة العمري ” يكتب : استعد... أنت في خضم العالم الجديد

الثلاثاء 19 أكتوبر, 2021

هذا المتجر الثالث الذى أمر عليه ولا أجد نوع الكيبل الذى أريده ، كل المتاجر تتيح لك تصفح متجرها الإلكتروني وتطلب منك الشراء أونلاين على أن تأتى بعد 3-4 أيام لاستلام المنتج ، لكن لا يوجد منتج حالي على الأرفف ،جعلنى هذا الموقف أن أعيد قراءة جديدة لسوق البضائع في العالم ، فالاحصائيات تشير إلى انسحاب أكثر من 22 علامة تجارية كبيرة من أسواق كندا ، وإن إغلاق المتاجر في الولايات المتحدة سيتضاعف ثلاث مرات تقريباً ليصل إلى 25,000 هذا العام من 9,300 في العام الماضي، مما يشكل تحدياً للعلامات التجارية للوصول إلى المستهلكين مباشرة من خلال القنوات الرقمية واتجهت العلامات التجارية الى ما يسمى الوسائل الوسيطة للتسوق : مثل البث المباشر، والتجارة الإلكترونية ، التجارة عبر منصات التواصل الاجتماعي ، والاستشارات الافتراضية، إعلانات الذكاء الصناعي وتحليل البيانات ، ومن المتوقع أن تبلغ المبيعات التي تحدث عبر خاصية البث المباشر إلى 120 في جميع أنحاء العالم في 2020 . مع ضراوة هذا التغيير إلا أنه يعبر عن مساحة من الديمقراطية التسويقية الجديدة حيث كانت العادة أن الشركات الكبرى هي التي تسيطر على سوق الإعلان المرئي وإعلانات الطرق ففي الولايات المتحدة الأمريكية 200 شركة تمثل 88% من إيرادات الإعلانات في التليفزيون الأمريكى بينما في الفيس بوك هناك 10 ملايين معلنا معظمهم من الشركات الصغيرة التي ترغب في التسويق لمستهلكين في نطاقات جغرافية قريبة ، هذا يجعل هناك نوعا من أنواع الديمقراطية في التقارب التسويقي بين الكبار والصغار ويبقى الإبداع هو المحك في استقطاب الجمهور. إن تسارع التغيير في عالم التسويق اليوم جعل الشركات وتجار التجزئة ينتقلون إلى البيع عن طريق النت وتسليم البضاعة في المحل ، ووصلت عدد المتاجر إلى طبقت هذه الاستراتيجية في أمريكا الى 43% والمتوقع أن تزيد تلك النسبة 12 % مع ارتفاع وتيرة أزمة الكورونا .. وذلك ما جعل المنصات الرقمية تحاول التكيف بسرعة مع تلك المتغيرات فكانت الريادة لفيسبوك فوسع قدرات التسويق من خلال ميزة Reels وإضافة ميزة لمشاركة مقاطع الفيديو الصغيرة وخدمة البث المباشرة ، وتوسيع تقنية التسوق من خلال التوصيات الشخصية في Instagram Shop، وفعّل الفيسبوك خدمات التسويق عبر WhatsApp من خلال التحقق من المنتجات على الفيس بوك وربطها مع التطبيقات السابقة ، كما جعل الـ Chat قناة فاعلة في إنهاء الصفقات وتوطيد الثقة مع العملاء ، وانتقلت المتاجر الكبيرة إلى مفهوم آخر في التجارة هو أن تفتح الباب لجميع الموردين لعرض بضائعهم وتجعل البضائع تصل إلى معارضها حسب الطلب ، فتحقق بذلك نموذجا لعمل جديد يتيح لها زيادة منتجاتها بما يحقق رغبات العملاء دون تحمل العرض والمخزون . إلى أي مدى سيتأثر بذلك السوق العربي ، من الشركات التي ستأخذ على عاتقها تحويل جزء من أعمالها ومتاجرها من النمط التقليدي إلى النمط الإلكتروني ؟ هذا ما سنراه في الفترة القادمة