سميحة المناسترلي تكتب : مذكرة إعتقال تكسر هيبة إسرائيل
بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر إعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزرير الدفاع المُقال "يو آف جالانت" بخصوص ما يحدث من جرائم حرب بغزة، ضد الإنسانية منذ ٨ أكتوبر ٢٠٢٣م حتى ٢٠ مايو ٢٠٢٤م .
وجاء في مذكرة الإعتقال، أنهما ارتكبا جرائم حرب وأشرفا على هجمات على السكان المدنيين، مما تمثل جرائم حرب القتل والاضطهاد وكثيرا من الأفعال غير الانسانية من تجويع وتعطيش وتهجير قسري، ومن خلال إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية: وصل عدد الشهداء الفلسطينيين ٤٤.١٧٦ شهيدا، و١٠٤.٤٧٣ مصابا حتى الأيام القليلة الماضية . صدرت هذه المذكرة التاريخية بموافقة دولية - هولندا، ايطاليا، كندا، ايرلندا، بلجيكا، فرنسا، النرويج، لحكم يكسر هيبة إسرائيل ومن يدعمها - حتى وإن لم يُفعل ببعض الدول- فهى بمثابة صرخة مدوية تطلقها شعوب العالم مطالبة بتحقيق العدل ووقف هوس تلك الممارسات المريضة، وقد فاض كيل الضمير العالمي من السيف المسلط على رقاب الشعوب العربية أمام الجميع .
فنرى مظاهرات ووقفات في دول الغرب والشرق ضد ممارسات الإبادة والقهر، واستخدام مبدئ حرق الأرض والبشر وممتلكاتهم، وتهجير قسري مذل لإغتصاب الأرض، غضب عالمي عاصف ضد تفجير وحرق الأطفال والشيوخ في شراسة، وافتراء واستعلاء على سكان الأرض، غير عابئين بقوانين الحرب أو الانسانية والأديان السماوية، متعمدين إرتكاب جرائم ضد المواطنين العزل والأطفال والمرضى والجرحى، حرب لا يستثنى منها انسان ولا طير ولا زرع ولا حيوان .
لقد صدر الحكم بالإدانة .. ونعم .. يعلم الجميع أن هناك من سيماطل ومن سيقف أمام تنفيذ الحكم بالإدانة والإعتقال، داعما لقوى البطش والظلم والجبروت، تحقيقا لمصالح واهداف نفعية.
هذا بعيدا عن ما يحدث للشعب الفلسطيني - فهناك ما يشتعل أيضا بلبنان على نفس المنهجية الدنيئة من الممارسات - ونعلم جميعا ما يحدث اليوم للشعب اللبناني بنفس المنهجية، ونحن راصدون لما سينتج من تداعيات من الجانب الإسرائيلي، هل سيكون هناك خطوات ايجابية أم سيستمر التحدي والتعنت أمام قوى العالم وشعوبه استنادا لصالح وأهداف غير معلنة .. ؟!
لكن دعونا نتذكر أن طريق النصر يبدأ بظهور الحق والاعتراف به .. فحتما للظلم نهاية سوداء عفنة.. ولنستدعي معا ذاكرة التاريخ .