سحر عبدالفتاح تكتب بمناسبة اليوم العالمي "الهالوين" لماذا أنت خائف .. ؟!
يحتفل العالم في ٣١ من أكتوبر باليوم العالمي الهالوين ، أي انه يوم الرعب العالمي، لذلك اخترت في هذا اليوم أن أتحدث عن الشعور بالخوف وهو واحداً من المشاعر الإنسانية التي تجتاح الإنسان، علينا فقط أن نضع الشعور بالخوف في إطاره الطبيعي حتي يكون شيء جيد ، فهو موجود بداخل كلا منا بهدف حمايتنا من المخاطر والحفاظ علي أنفسنا، الخوف من الله وغضبه، يجعلنا حريصين علي فعل الأشياء الجيده ، ليس خوفا من العقاب ولكن حبا لله، الخوف علي حماية أجسادنا من الإصابات والمخاطر يجعلنا نقدر نعمة هذا الجسد والعمل علي حمايته والاعتناء به، إذا الخوف في كثير من الأحيان يجعلنا أفضل ، لكن إذا انتقل الشعور بالخوف من منطقة الحماية الي منطقة العرقلة والتجمد والرهبة والرعب ، يجعلنا نقف مكتوفي الإيدي ، نخاف من التعامل مع الناس فننعزل، نخاف من أن نأخذ حقوقنا فتضيع، نخاف من القرارات فلا نستطيع تحقيق أهدافنا ، هكذا يتحول الخوف الي شعور مرضي يقف حائلا بيننا وبين تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، هنا يتحول الأمر من شعور يحمي الإنسان ، الي شعور مدمر للإنسان يضع سلاسل مقيدة علي إرادته ويضعه في بئراً عميق مظلم ، عليه أن يحاول الخروج منه ، بل عليه فك قيوده أولا حتي يستطيع النجاة، حتي نستطيع تخطي تلك المرحلة المؤلمة التي تضعنا في مواجهة مع أنفسنا وجها لوجه، علينا أن نرحب بهذا الشعور، نتقبل أننا بشر وأن الخوف شعور إنساني، لكن حدد بالضبط مما تخاف، وأسأل نفسك "ما هو أقصي شيء ممكن أن يحدث.. إذا فعلت كذا أو كذا" ستجد أن غالباً الشعور بالخوف المبالغ فيه، هو ناتج عن أفكار تخصك انت وحدك، تخص صدمات سابقة، وتجارب مرت عليك دون أن تتعامل معها علي نحو جيد ، الشعور بالخوف جاء بهدف إرشادك لتصحيح وضع ما يحتاج منك العمل عليه.. فقط تقبل شعورك بالخوف وتعامل معه جيدا.. بل وناقشه، أعرف لماذا يسيطر عليك هذا الشعور، أعلم أنه جاء فقط ليمسك بيدك، ويكشف لك عن جزء مظلم بداخلك يحتاج منك إصلاح وعلاج ..