أفادت مصادر خاصة مطلعة على الكواليس داخل الإطار أن الفيتو الذي يقوده رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ضد منح محمد شياع السوداني ولاية ثانية لرئاسة الوزراء بدأ يشهد انحساراً ملحوظاً، مدفوعاً بعوامل داخلية وخارجية متعددة.

وتشير المصادر إلى أن التراجع في شدة المعارضة يعود أساساً إلى النشاط المكثف الذي تبديه الأطراف الداعمة لتجديد ولاية السوداني، إلى جانب تلك القوى التي لا تمتلك مرشحين، والتي لعبت دوراً في وساطات ساهمت في تهدئة التوترات وتقريب وجهات النظر.

من جانب آخر، بدأت بعض القوى داخل التحالف الشيعي البحث عن حلول مستقلة نسبياً بعيداً عن التأثير المباشر للاطراف المهينة وابرزها المالكي، ويبرز في هذا السياق حزب الفضيلة الذي يرى ان له الحق في ممارسة حقوقه الانتخابية.

وفي تطور يعكس عمق التحولات الجارية، أكدت المصادر أن رئيس حركة البشائر يُعتبر مرشحاً محتملاً لمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، بعد استمزاج آراء كتلته التي أبدت تأييداً قوياً لهذا التوجه، وهو امر يصب في صالح التجديد للسوداني.

بالتوازي مع ذلك، يُتوقع أن يساهم الوضع داخل المكون السني في تسريع الاندفاع نحو الإطار، مع ظهور بوادر انشقاقات داخل حزب تقدم، ما يعزز المؤشرات لصالح السوداني الذي يظهر انفتاحاً واسعاً على جميع الأطراف لضمان تشكيل حكومة توافقية شاملة.

وفي خلاصة الموقف الحالي، تحتاج الأطراف الشيعية في المقام الأول، ثم السنية والكردية، إلى تطمينات وضمانات ملموسة، وهي أمور تبدو في متناول ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يؤكد دائماً رفضه للتفرد وإيمانه بالعمل الجمعي المشترك كأساس للاستقرار السياسي في المرحلة المقبلة.