"سيرة الغريب".. رحلة البحث عن الروح في نصوص الكاتبة ولاء أبو ستيت

الاثنين 1 ديسمبر, 2025

صدر حديثا، كتاب "سيرة الغريب.. رحلة البحث عني وعنك وعنا"، للكاتبة الصحفية ولاء أبو ستيت، ليكون متاحا لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال يناير المقبل.
يقع الكتاب الصادر عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع،  في 96 صفحة من القطع الصغير، يضم 18 نصًا، أهدتها الكاتبة إلى "كل روح هائمة في ليلتها المظلمة"، متساءلة عبر مقدمة صاغتها قبل نهاية العام 2022 "هل حقا يفسد الناس كل جميل؟"، وتحاول تقديم إجابات عما يدور بذهنها، أو مر بتجاربها: "الحقيقة أننا عادةً ما نُطلق أحكامًا كثيرة في رحلة الحريق؛ هذه الأحكام كما أنها تمنحنا شيئًا من الأمان النسبي فهي تدفعنا جبرًا إلى رحم التجربة... هي تجربة وسيرة لهذا الغريب المختلف، الذي استيقظ ليجد نفسه في عوالم مختلفة، وربما موازية تختلف عن الحقيقية اختلافات جمة رغم كل التماس البادي في القصة كلها، كانت أزمته ولا تزال أنه لا يعرف أيها سيرته، لكن كل ما جرى أنه بدأ تيهه يوم أطلق غصبًا يد محبوبته، التي تقول الميثولوجيا القديمة أنهما كانا كيانًا واحدًا ثم انفصلا، وبدأت محنة التيه ومعها منحة البحث".
في إشاراتها الأولى تقول ولاء أبو ستيت: "ذات يوم قلنا: "أرهقتنا كل الأشياء، التي تمسكنا بها فقررنا أن نُطلق أيدينا ونُلقي بأنفسنا في فضاءات القدر؛ يختار لنا ما عساه أن يكون خيرًا".. والعجيب أننا وجدنا الطريق والأعجب أنها كانت بداية الرحلة.. "رحلة البحث عن الذات"، التي بدأت حقيقة من قبل بداية الخليقة منذ أن كنا في عالم الذر.
ثم تعاود محذرة: "تكون مميزا عنهم ويلفظوك حتى تجد من يشبهك .. لا يشبه روحك إلا روح مثلك فلا تيأس. كما تعرفت على روحك، فإن روحك ستتعرف عليك..

وتقول أيضًا: أزمتك ستبقى في كم الأوهام والأشباح التي ستقابلك خلف كل باب، كلها غزلت حياة من أفكارنا -يا هذا- ومخاوفك.... بدءًا من لعبة الشعلة المتخيلة، التي تسريت إليك من خلف أول أبواب ما بعد الفقد الأصعب في منتصف طريق العمر وتفتح أبوابها بابا تلو الآخر حتى تصل إلى الباب الأخير الذي تقبع خلفه شجرة الحياة".
إلى "غريب وغرباء" تسبح سطور الكاتبة في نصوصها: "أتدري أيها الغريب أن كل ما بودي الآن أن أضع رأسي على صدرك فأختفي فيك وأبكي .. أبكي كل عمري الذي كان. أبكي كل بُعد كنت فيه بعيدا عني، وأنت الذي لا تعرفني ولا أعرفك، لكني ما زلت أقول إني عرفتك قبل ألف ألف عام، لكننا لم نلتق ولن نلتقي، لكني برغم كل هذا أنتظر ذلك اليوم، الذي نهتدي إلى بعضنا فيتلون الوجود من حولنا ونحيا .. نحيا فينا ونقول للحياة: يا الحياة!
سافرت في الأوطان تائها، وسيأتي ذلك اليوم الذي تهتدي فيه. سيكون هديك بداية وحكاية ورواية كتلك الرواية، التي تكتب اليوم على مهل ودون هدي من أي منا فلا زال كلانا هائما على وجهه يبحث عن توأمه".
وعن الحب بين الانبهار والانهيار كتبت: "ويبقى الحب ذلك الذي يُرتب داخلك ويحميك من كل انهيار هو فقط ذلك الشعور، الذي يعتريك دون أن تعرف سببا حقيقيا له. ربما لو تواجد السبب أصلا لكان شيئًا آخرًا غير الحب... وللتأخذ مقولة: ".... وأسماهم ذلك الذي بلا أمل"... هنا اسمي معاني الغرام جديا، فأنت تحب في الأخير غريبا هائما بين الأوطان منذ ألفي عام وألف.. ربما تكون أرواحكما التقت مرة أو أكثر في حيوات ماضية في الأزمان الغابرة....". 
من" قبس السيرة" نقرأ:
"أترى ؟! كل منا كان له ابتلاء اختبرته الحياة به. ابتلاء واحد، عشرة، عشرون .... لا يهم العدد المهم أين وصلنا. لقد وجدنا بعضنا رغم كل ما يحدث .. نعم أقول وجدنا بعضنا وهذا يقيني بك الآن.... الآن وقد جمعتنا تلك الصحراء وبيننا هؤلاء البدو، الذين اجتمعوا في تلك الواحة الصغيرة لا يعلمون من الحياة شيء سوى أن هناك عد قادم لا بد من الترتيب له".
وفي"رحلة التيه" تكتب ولاء أبو ستيت عن" أبواب الزمان وسيرة الأزمان": "تصوّر أن روحك تضيق دون سبب في وقت أنت تحقق كل انتصار ونجاح، والأكثر أنك سعيد سعادة لم تعايشها ربما طيلة عمرك، الذي بات يسير بسرعة صاروخية نحو الأربعين، ما هذا الضيق وما سبب عودته بهذا الشكل؟ ترى هل تكون القصة كما يحكون بأنه ضيق أحدهم تستشعره رغم دائرة البعد ؟ هل نعود مجددا إلى الدوائر تلك ؟".
ولاء عبد الله أبو ستيت، صحفية مصرية، باحثة في العلوم السياسية، وناشرة، تخرجت في جامعة الأزهر، قسم الصحافة والإعلام، وعملت بعدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية، منذ العام 2004، باحثة ماجستير بمركز البحوث والدراسات العربية، قسم العلوم السياسية. حصلت على دبلوم العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية عام 2019 .
صدر لها: "جبرتي الثقافة الليبية: عبدالله سالم مليطان- نبضات عنكبوتية: حياتي على الانترنت ٢٠١٦- وديع فلسطين: حارس بوابة الكبار الأخير، عن سيرة الكاتب الكبير وديع فلسطين.- إيران والشيعة العرب:دراسة حالة على الشيعة في مجلس التعاون الخليجي- خريطة الدم العربي (حوارات سياسية مع ساسة ووزراء خارجية ودفاع ودبلوماسيين من مختلف الدول العربية)- الطائفية في لبنان والإصلاح السياسي (الفترة من ٢٠٠٥ حتى ٢٠١٨ - نظرية الدولة الهشة: ليبيا نموذجا (الفترة من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩)- أوراق رجائي فايد الكردية.. (سيرة)".
وتشارك دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال يناير المقبل، بأكثر من 200 عنوان، متنوعة بين كتب علمية وأدبية وأعمال إبداعية ودراسات نقدية وتاريخية وسياسية.