منال عازر تكتب " التوكسيك الصامت القاتل "
نسمع كثيرا عن الشخصيات التوكسيك ولكن معظمنا لا يدرك حقيقتهم من هم ؟ وكيف نكتشفهم ؟ والسؤال الأهم هل هم جناه ام ضحية ؟ دارت كل هذه الاسئلة بداخلى الى أن شاهدت فيلم ( توكسيك ) للمؤلف والسيناريست / جوزيف فوزى ... وكالمعتاد لقبه المؤلف والسيناريست الى أن شاهدت الفيلم ... فأضفت له القابا جديدة فهو الطبيب النفسى الذى يغوص بكل سهولة فى أعماق النفس البشرية ليعطى فى النهاية علاجا ومصلا لأمراضها المختفية !
وهو أفلاطون العصر صاحب اليوتوبيا الجديدة فدائما يبنى ويشكل فى أفلامه أجواء وأشخاص مدينته الفاضلة ...
وعندما شاهدت الفيلم شعرت أننى استمع وأشاهد أوبريت الحلم العربى فالمؤلف لم يحل مشكلة نفسية يعانى منها المصريين فقط بل يعانى منها البشر عموما واختصرهم وجمعهم فى قصة واحدة فى وطننا العربى . ...
النجمة المصرية ( راندا البحيرى ) والبطلة الاردنية ( نورشان عمر )
والنجم المصرى ( أحمد شربينى ) والنجم السورى (وسيم الدقاق )...
توكسيك الفيلم باختصار هو السجن الذى يختفى وراء قضبانه أبطاله ...
ونبدأ ب ( راندا البحيرى ) شخصية ( سلمى ) الكل يعرفها بملامحها الطفولية الممتزجة بالشقاوة المصرية ... ولكن عندما تشاهد الفيلم ستجد صعوبة بالغة فى التأكد من أنها بالفعل راندا البحيرى ... وهنا يكمن نجاح الماكيير والملابس فى خلق هذه الشخصية ...
( سلمى ) سجينة الفقر ... الفقر المادى وفقر الملامح والجمال !
الفقر جعلها توكسيك ... تكره الحب ولا تعترف به لأنها لم تعيشه وقالتها ببساطة فى جملة واحدة ( عمر ما حد قالى بحبك حتى لو بالكدب )...
تحقد وتغير من الجميلات وعبرت عن هذا قائلة لياسمين ( نورشان )
( عارفة أنا أول ما شوفتك غيرت منك )!
نجحت راندا فى تجسيد شخصية سلمى شكلا وملامح وانفعالات صادقة
الأول ... توكسيك صامت ولكنه يقتل صاحبه غيرة وحقد ...
وفى المقابل تظهر البطلة الأردنية ( نور شان عمر ) سجينة جديدة وراء قضبان التوكسيك... سجينة جمال ملامحها ...
شخصية ( ياسمين ) لا تجد صعوبة فى التعاطف معها لأنها بعيدة كل البعد عن التكلف والتمثيل بمعناه المعروف ! هى بأختصار (طبيعية ) ...
وسر نجاح الممثل أنك تشعر أنه لا يمثل ... ونجحت (نور شان ) فى هذا وبجدارة فاذا بكت تشعر أنك تبكى معها ... واذا ضحكت تراك تبتسم دون أن تشعر ! ببساطة وعفوية تقنعك بما تحكيه !
وحتى ان صمتت ملامحها تحكى وتعبر بدون كلمات !
.اختصرت مرضها فى جملة واحدة ...
( الجمال فى مجتمعنا بيرخص البنت ما بيغليها ) !
الثانى/ توكسيك صامت ولكنه يقتل صاحبه كرها لجمال ملامحه !
ننتقل للنجم السورى ( وسيم الدقاق ) شخصية ( جو ) عانى منذ طفولته مرارة غدر الارهاب حرم فى لحظات من ألاب والأم والأخت ووقف عاجزا ... أقصد اختبىء عاجزا خائفا ... كان هذا مجرد شعور ومع الوقت ومرور السنين أصبح طبعا وصفة ( جو ) الجبان والخائف من كل شىء !
الثالث ... توكسيك صامت ولكنه يقتل صاحبه خوفا وجبنا !!
واخيرا النجم المصرى ( أحمد شربينى ) عانى منذ طفولته ودفع ثمن خيانة والدته لوالده ... فذاق مرارة النبذ والكره بلا ذنب أرتكبه ! وتحول لشخصية عنيفة تجد لذة فى تدمير الأخرين حتى وان لم يأذوه!
الرابع / توكسيك صامت ولكنه يقتل صاحبه عنفا وكرها للحياة وللاخرين !
واخيرا ... وكما ذكرت فى بداية المقال لابد ان يضع افلاطون اليوتوبيا (جوزيف فوزى ) ...لمساته الاخيرة فرغم كل هذه الامراض الصعبة والتجارب المريرة التى عانى منها أبطال الفيلم ...
راى أن الحل فى التسامح لا الانتقام ...
وحفر أول أساس وبنى أول عمود فى مدينتة الفاضلة بعبارة ...
( الانتقام زى مية البحر مهما شربت منه عمرك ما هترتوى والتسامح محتاج قوة كبيرة أكبر بكتير من قوة الانتقام ) ...
*