حقوق المرأة في الإسلام ج (٧)
نستكمل ما بدأناه من شرح حقوق المرأة في الإسلام
-العلاقة الجسدية والجماع. مع الطاعة وحقوق المرأة لدى الرجل فحقه له عليها مع الطاعة حق الجماع حتى إن الله يلعن المرأة التي تمنع نفسها عن زوجها وهذا ليس إلا لحفظ الزوج عن الزنا والحرام وهي أيضاً لها نفس الحق. فحدد الله المعاشرة الزوجية في التعامل مع المرأة أن يكون بالحسنى وليس بالشدة وتكون في حدود التعاليم السمحة.
-قال الله تعالى:-
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ)
فالمعاشرة الزوجية تشمل الحياة العامة والحياة الجسدية بين الأزواج.
-قال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(إغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم).
(إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمشط الشعثة الكيس الكيس).
للنظافة الزوجية للرجل وللمرأة فحق كل منهم على الآخر أن يراه بأحسن حال لتكون العلاقة فيها حب.
-قال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول قيل وما الرسول يا رسول الله قال القبلة والكلام).
تمهيداً للعلاقة بين الأشخاص المتحضرين وليس كالبهائم.
وقال بن عباس:-
(إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي).
فكما يريد الرجل امرأته جميلة تريده هي أيضاً في أفضل صورة فالتزين حق على الاثنان وليس على المرأة فقط.
ويجب أن تتم العلاقة الجنسية بين الطرفين في سرية تامة وبعيدة عن أعين الناس وسمعهم ومراقبتهم، ولا يجوز لأحدهما أن يفشي أي شيء من أسرار علاقته الجنسية مع الآخر. فعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود.
-فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله. ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها. فأرم القوم - أي سكتوا- ولم يجيبوا. فقلت أي والله يا رسول الله. إنهن ليفعلن، قال: فلا تفعلوا. إنما ذلك الشيطان لقي شيطانه في طريق فغشيها والناس ينظرون).
(إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته والمرأة تفضي إلى زوجها ثم ينشر أحدهما سر صاحبه).
ففي هذا نشر للعلاقة بين الزوجين وفضح أسرار الزواج.
ويمكن للرجل أن يأتي زوجته بالهيأة والكيفية التي تلائمهما وبالوضعية التي تؤدي إلى إتمام العمل الجنسي الكامل لقول الله تبارك وتعالى:-
(نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ)
-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
(مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج).
ويجب أن ينتبه إلى أن الإسلام يحرم أن يأتي الرجل زوجته في دبرها.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:-
(لا ينظر الله إلى رجل يأتي امرأته في دبرها).
(ملعون من يأتي النساء في محاشِّهن : أي أدبارهن)
وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية، كما أن فيه تفويتاً لحظ المرأة من اللذة، كما أن الدبر هو محل القذر، إلى غير ذلك مما يؤكد حرمة هذا الأمر .وقد ثبت طبياً أن هذه العملية تصيب الرجل والمرأة بالأمراض كالبروستاتا والبواسير وغير ذلك بسبب القاذورات التي بالدبر.
ولا يجوز أن يأتي الرجل زوجته وهي حائض أو في النفاس بعد الولادة ، ويسمح الإسلام بما وراء ذلك من التقبيل واللمس وما شابه ... إلخ .
-قال الله عز وجل:-
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
ويجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضًا أن تتزر ثم يضاجعها زوجها.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد من الحائض شيئاً ألقي على فرجها ثوبا ثم صنع ما أراد.
وعلى الرجل أن يعامل زوجته بكل عطف وحنان، وخاصةً حينما تأخذها آلام الحيض أو يعتريها مرض آخر، ويمتنع عن إيذائها ويكبت جماح شهوته حتى تبرأ من كل أوجاعها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
ونجد أن الاسترقاق والجلد والسادية وكل ما يؤدي إلى التلذذ الجنسي بصورة منحرفة وعنيفة، كل ذلك يتنافى مع ما تهدف إليه العلاقة الجنسية النبيلة بين المرء وزوجه وأيضاً لأن كل هذا إهانة للإنسان والإنسانية.
وعلى الزوجة حقوق في العملية الجنسية ولا يحق لها أن تمنع نفسها عن زوجها بدون عذر مقبول.
-فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).
(أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ كذلك إذا وضعها في حلال كان له بها أجراً).
وهذا حتى لا يقع في الخطأ والزنا فتكون الزوجة له سكنه وحفاظاً وهو أيضاً بالمثل. وبالمقابل فإن على الرجل أن لا ينسى أن لزوجته عليه حقاً في تلبية حاجتها ورغباتها الجنسي.
-فقال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(وفي بضع أحدكم صدقة).
حثاً منه على إتيان الزوجة لشهواتها ورغباتها فكما أن الزنا عليه ذنب فإتيان حلاله من زوجته له صدقة من الله حفظاً لها ولحقها.
-وقال النبي صلى الله عليه وسلم:-
(فإذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها).
فتحدث عن أن تكون العلاقة الجنسية بين الطرفين إشباعاً للاثنين وليس لطرف واحد فهو حق للمرأة كما الرجل قاصداً بهذا حصولها على النشوة الجنسية وإتيان الزوج للزوجة حماية لهما من الوقوع في النزوات الجنسية والبعد عنها والطهارة من الزنا ولأنه بإتيانها تحمل وتلد وتزداد الذرية وتعمر الأرض بالأفراد الذين يعملون ويعمرون الأرض.