البدري لن يرحل إلا لهذه الأسباب!!
لم يكن أحد راضيا عن مستوى أداء المنتخب الوطني لكرة القدم في كل مبارياته السابقة بقيادة حسام البدري وبخاصة في المباراة الأخيرة أمام كينيا في نيروبي التي انتهت بالتعادل 1-1 وهي النتيجة الكافية للصعود إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تقام في مطلع العام القادم في الكاميرون. وأعتقد أنه من الطبيعي للمشجعين المصريين الذين يتميزون بتذوق الكرة الجميلة ألا يرضوا عن الأداء الهزيل أمام كينيا والذي كان الأسوأ في كل المباريات التي خاضها المنتخب تحت قيادة البدري منذ توليه للمهمة في سبتمبر 2019 وعددها 7 مباريات منها 5 مباريات رسمية كلها في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، ومباراتين وديتين في بداية المشوار أمام ليبيريا وبوتسوانا. ولكني لست مع الآراء السلبية التي وجدتها في الفترة الأخيرة وبخاصة على السوشيال ميديا، والتي تتمنى خسارة المنتخب بسبب عدم رضاها عن البدري. والحقيقة أن حسام البدري هو المدير الفني الأسوأ حظا في إدارة منتخب مصر الوطني في الفترة الأخيرة منذ اليوم الأول لتوليه المهمة بسبب حالة عدم القبول الشعبي للرجل الأول في منتخب مصر، فالأهلاوية يرون أنه ترك الأهلي مرتين من أجل المادة ثم جاء انتقاله إلى بيراميدز في بداية تغيير اسم النادي ليسبب حالة من الغضب العارم لكل جماهير النادي عنه، والزملكاوية أيضا لا يحبون البدري لأسباب عديدة أخرى، ليفقد المدير الفني تعاطف أكثر من 95 % من الجماهير منذ اليوم الأول. وحتى القلة التي كانت ترى في حسام البدري الشخصية التي تستحق أن تتولى تدريب المنتخب يوما ما، لم تكن متعاطفة معه بسبب رد فعله وقسمات وجهه التي دائما تكون حادة ومتجهمة، وبذلك فقد البدري من البداية تعاطف الجميع. كل هذه الأمور خارج كرة القدم وفنياتها التي دائما ما تكون العنصر الأول للتقييم لدى الجمهور والخبراء، ولكن فنيا يجب أن نضع بعض الأعذار للمدير الفني قبل أن نبدأ التقييم ومنها الفترة القاسية التي تمر بها الكرة في العالم كله وليس في مصر فحسب والتي جعلت المنتخب لا يتجمع سوى 25 يوما على مدى عام ونصف تقريبا، بجانب الأزمات التي تعرض لها المنتخب جراء عدم انضمام نجمه الأول محمد صلاح منذ سبتمبر 2019، سوى في المباراة الأخيرة. ولكن عندما نتحدث عن الفنيات سنجد العديد من العناصر التي يمكن أن نلوم فيها الجهاز الفني على المستوى، وأولها أن المنتخب لم يثبت تشكيله حتى الآن وعلى مدي عام ونصف، بل لم يلعب مباراتين متتاليتين بنفس الهيكل، وهو الأمر الذي أفقد المنتخب الانسجام ونحن مقبلون على مراحل أهم في تصفيات المونديال. والعنصر الثاني هي عدم السيطرة على غرفة خلع الملابس والتي أدت إلى انتشار الأنباء المغلوطة الخاصة بشارة الكابتن والأزمات مع بعض اللاعبين وخلافه. وفنيا لم يكن هناك أي شيء إيجابي في أداء المنتخب على مدى 7 مباريات خاضها تحت قيادة البدري عدا مباراة توجو في لومي التي فاز بها المنتخب 3-صفر، وغير ذلك لم يتمكن من تسجيل أكثر من هدف في أي مباراة. فنيا أيضا ظهر المنتخب بقصور فني شديد في لقاء كينيا الأخير وبخاصة ثغرات الدفاع في العمق والأجناب وفقر التعامل مع الكرات العرضية والثغرات الكبيرة بين الوسط والدفاع من ناحية ومجموعة الهجوم من ناحية أخرى. ليس من العقل والمنطق رحيل البدري في هذا التوقيت الحساس ونحن مقبلون على تصفيات كأس العالم بعد شهرين، ولكن علينا جميعا أن نتفق أن رحيل البدري مرهون فقط بالعوامل الفنية التي ذكرتها وليس بنظريات الحب والكره المنتشرة حاليا في السوشيال ميديا. adwar10@hotmail.com