موسيماني المظلوم وكارتيرون المهزوم

الجمعة 19 مارس, 2021

لا أؤيد إلقاء كل اللوم على المدير الفني عندما تتراجع نتائج أي فريق، فأنا أؤمن دائما بأن المدرب هو فقط جزء من منظومة كبيرة تشمل الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجمهور وغيرها الكثير من العوامل، لذلك فليس من الحكمة اختزال كل تلك العوامل في المدرب فقط عندما تتراجع نتائج أي فريق. 
 وقد طالبت في أكثر من مقال سابق إدارات الأندية بعدم الانسياق وراء الجماهير والسوشيال ميديا بتغيير المدربين مع كل محنة يمر بها الفريق، لأن تغيير الأجهزة بهذه السرعة وبدون دراسة جيدة تكون سلبياته أكبر من إيجابيات وضربت مثالا بالأهلي والزمالك باعتبارهما كبيري العائلة الكروية وقلت أن التغيير كثيرا ما يأتي بنتائج أكثر سلبية من الوضع الراهن.
 موسيماني في الأهلي تعرض لهجوم شرس في المباريات الأخيرة رغم أنه كان العنصر الأقل في أسباب تعادل الأهلي على ملعبه مثلا مع فيتا الكونغولي والذي وضع الفريق في موقف حرج في مجموعته لم يصلحه سوى الفوز الكبير للأهلي على فيتا في عقر داره في كينشاسا بثلاثية نظيفة أمس الأول، وهنا أتوجه بالسؤال، هل تغير اللاعبون أو تغير أسلوب اللعب في كل تلك المباريات، الإجابة بالطبع لا، لأن الأهلي وصل لمرمى فيتا في القاهرة 31 مرة منها 21 مرة بفرص محققة للتهديف ولم يسجل سوى هدفين بمعدل هدف من كل 10 فرص، وبنفس اللاعبين وطريقة اللعب عندما شعر اللاعبون بالخطر سجلوا 3 أهداف في نفس الفريق وفي عقر داره من 6 فرص فقط محققة للتهديف بمعدل هدف من كل فرصتين، فما ذنب المدرب في ذلك في ظل دور اللاعبين أنفسهم.
 وفي الزمالك تعرض المدير الفني السابق باتشيكو لنفس الهجمة من السوشيال ميديا، رغم أن كل الفنيين أكدوا أن أزمة الزمالك في اللاعبين وليس في المدير الفني ، لأن اللاعبين هم من تراجع مستواهم بشكل مخيف وهم المقصرون في كل النتائج السلبية للفريق في الفترة الماضية، واستجابت الإدارة لضغوط الإعلام، وأتت مرة أخرى بالفرنسي باتريس كارتيرون، وهو وإن كنت أعتبره أحد ابرز المدربين الأجانب الذين أتوا إلى مصر في السنوات الأخيرة بعدما قاد الزمالك على مدى نحو 10 شهور من أزهى فتراته كان متخصصا خلالها في الفوز بالمباريات الكبرى وكان الأجنبي الوحيد الذي دفع بمجموعة كبيرة من ناشئي النادي مثل أسامة فيصل وحسام أشرف وأحمد عيد وغيرهم، نعم هو مدير فني جيد ، ولكن كيف تأمن على الفريق من مدرب تركه في أصعب وقت من الممكن أن يمر به ناد قبل أهم مباريات لحسم دوري أبطال أفريقيا والكأس في ختام الموسم.
 رحل باتشيكو وجاء كارتيرون، ولكن ماذا حدث، لقد ظهر الزمالك أمام الترجي أمس الأول بصورة شاحبة تقل حتى عن فترة باتشيكو لأنه اعتمد على مجموعة اللاعبين الذين كانوا متواجدين في وقت توليه للمهمة وقد ظهروا جميعا دون المستوى. 
 وأنا هنا لا أقوم بتأليب الجماهير على اللاعبين بقدر ما أوجهها بألا تدلل النجوم كما تفعل دائما، فإذا ظهر بن شرقي وساسي وزيزو وأوباما وعلاء والونش كما كانوا في الموسم الماضي فهم يستحقون هذا الدلال، أما إذا تخاذلوا كما ظهر مؤخرا بسبب المادة فهم يحتاجون لوقفة من جماهيرهم أولا حتى يعودوا لصوابهم ويعلموا أن الأموال الطائلة التي يحصلون عليها في هذه الظروف الاقتصادية الحالكة تستحق منهم أن يقفوا بقوة مع النادي الذي صنع اسمهم ومجدهم.
 المهم هنا هو أن المدرب ليس المسؤول الأول في كل مرة عن تراجع النتائج حتى تقوم الإدارة بالتغيير بناء على رغبة السوشيال ميديا، وعليها ان تقوم أولا بدراسة تأثير كل عنصر من عناصر اللعبة على النتائج حتى يكون التدخل مجديا. 
adwar10@hotmail.com