حاتم صادق يكتب صفقة السلاح بادرة جيدة ..ولكن
لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة..ولكن مصالح دائما" ..هذا هو مقتضي الحال في صياغة العلاقات بين الدول، فالمعيار الأول ليس الحب او الكراهية، لا وجود لمجاملات ولا مواربات.. فعندما تحتم المصلحة علي اتخاذ خطوة ما ، تتم علي الفور ، وهذا ما شاهدناه قبل أيام عندما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها وافقت على صفقة لبيع صواريخ بقيمة 197 مليون دولار لمصر، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها ، إن البيع المقترح للصواريخ والمعدات ذات الصلة "سيدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة حليفة رئيسية من خارج الناتو والتي لا تزال شريكا استراتيجيا مهما في الشرق الأوسط".وعلي حسب ما جاء في البان فان "البيع المقترح سيدعم سفن حاملة الصواريخ السريعة التابعة للبحرية المصرية ويوفر قدرات دفاعية محسّنة بشكل كبير للمناطق الساحلية المصرية ومداخل قناة السويس".
ويأتي الإعلان عن الصفقة علي الرغم من ان إدارة الرئيس جو بايدن، لم تتواصل بعد مع الإدارة المصرية على مستوى رفيع، لكن التوقيت يؤكد الشراكة بين البلدين وأهمية مصر كحليف استراتيجي لواشنطن في منطقة تحيط بها اضطرابات سياسية واسعة، وهو ما يعكس تعاوناً أوسع على صعيد الأمن ومكافحة الإرهاب. فبايدن ينظر إلى القاهرة على أنها شريك مهم في مواجهة الإرهاب والحفاظ على السلام في المنطقة.
وتتمتع مصر بعلاقات عسكرية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الامريكية، في نفس الوقت تمتلك علاقات تاريخية مع روسيا منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، وخاضت كل حروبها بالسلاح الشرقي الذي حصلت عليه من ان كانت تعرف روسيا باسم الاتحاد السوفياتي. وحاليا اعادت مصر من جديد هذا التنسيق والعلاقات العسكرية مع روسيا من خلال سياسة تنويع مصادر السلاح التي تم التوسع فيها في السنوات الست الماضية.وتبادل البلدان زيارات على مستوى كبار القادة ووقّعت القاهرة وموسكو عام 2019 اتفاقية بقيمة ملياري دولار لشراء 20 مقاتلة من طراز "سوخوي-35".
وبموجب القانون الأميركي، سيكون أمام الكونجرس 30 يوماً لمراجعة الصفقة، إذ يتوقع مراقبون اعتراض الجناح الراديكالي داخل الحزب الديمقراطي على الصفقة لاعتبارات تتعلق بمزاعم في ملف حقوق الإنسان، لا سيما أن إدارة بايدن أكدت اتخاذ موقف متشدد من قضايا حقوق الإنسان حول العالم، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "سنحضر قيمنا معنا لكل علاقاتنا في جميع أنحاء العالم. وهذا يشمل شركاءنا الأمنيين المقربين. بما في ذلك مصر".
القاهرة تعلم انها ستكون مستهدفة دوما سواء من اطراف خارجية او اقليمية خاصة فى ظل النجاحات والقفزات التى تحققها فى بعض القضايا مثل الملف الليبي والفلسطينى ، فضلا عن انها تصر على الاحتفاظ بدورها الفاعل فى منطقة شرق المتوسط الذى يقوض بقوة الدور التخريبي الذي تقوم به تركيا بتمويلات مشبوهة من دولة قطر. وهي -مصر-تمتلك العديد من الخيارات السياسية والاستراتيجية لاجهاض أي محاولة لزعزعة استقرارها، خاصة انها سبق وتعاملت بقوة مع تداعيات ملف حقوق الانسان فى ظل وجود الراعى الاول لثورات الربيع العربي باراك اوباما وهو على سدة الحكم، ونجحت وقتها فى التصدى لكل الضغوط التى فرضتها واشنطن على القاهرة فى وقت كانت مصر فيه تواجه حرب شوارع تقودها حركة الاخوان الارهابية واذرعتها فى المنطقة.