أيمن يونس .. ووأد الفتنة
بقلم: د. طارق الأدور لست سعيدا بما يعج به الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة من أحداث سلبية وخروج هذا الوسط عن النص والذي يفترض أن يكون خاليا من الأزمات والكراهية والبغض إلى مجال يسيء للرياضة والرياضيين. أشعر بأننا أصبحنا في الوسط الرياضي نعيش حالة من عدم الثقة في أي شيء تصل إلى أننا أصبحنا لا نعيش يوما سعيدا حتى مع تحقيق الإنتصارات والإنجازات، أصبحنا لا نستطيع ان نفرح طالما كان صوت أعداء الفرحة وهواة تصدير الأزمات أقوى وأكثر تأثيرا من الذين يعتبرون الرياضة وسيلة للترفيه وإخراج الطاقة وإزالة أعباء الأسرة المصرية من ضغوط الحياة المتزايدة عن طريق قضاء وقتا بعيدا عن التوتر في مجال الرياضة الذي خلق لهذا الغرض. كنت أتحاور مع أخي العزيز الكابتن أيمن يونس أحد رموز نادي الزمالك التاريخيين منذ أسابيع حول تلك الظاهرة ، ظاهرة أعداء الفرحة. وقتها قال لي لماذا لم نفرح عندما فاز الأهلي خارج ملعبه على الوداد المغربي في قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا ، لابد أن يقتل اعداء الفرحة هذا الفوز بتبرير أن الوداد كان سيئا بدلا من الإشادة بأداء الفائز. وعندما فاز الزمالك خارج ملعبه أيضا على الرجاء في نفس البطولة خرج اعداء الفرحة أيضا لتحويل الأداء المبهر للزمالك وقتها وهو يلعب خارج الديار ، إلى فوز بفعل فاعل ولما فعله الحكم الكاميروني اليوم نيانت وحكم الفار مصطفى غربال وليس بالأداء البديع للفائز. حتى عندما وصلنا لكأس العالم 2018 بعد غياب 28 عاما ، لابد وأن نقتل فرحتنا بأن نبرر أن الفوز جاء لضعف مستوى الخصوم وأن أداء المنتخب الدفاعي كان مملا بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وأفسد الفرحة التي كنا ننتظرها لسنوات. لذلك فقد سعدت بتصريح يونس عقب الحادثة التي تعرض لها بعد صلاة الجمعة وإصابته نتيجة تحطم زجاج سيارته بفعل قلة من الموتورين ، بأن ما حدث لا يستحق الضجة وأن ما حدث من جروح في وجهه وجسده لم يكن بفعل المشكلة وإنما بسبب سقوط زجاج السيارة على وجهه وذراعه. كان نجم الزمالك الأسبق قادرا على أن يستغل الحادث من أجل إتهام هذا أو ذاك ممن يعملون ضد الزمالك ولكنه أدرك سريعا أن الكيان الذي تربى فيه اكبر من كل ذلك وأنه لن يتوانى عن خدمته، وأن الحدث لن يوقفه عن مساندة ناديه صاحب الفضل عليه والذي هو بحاجة إلى أبنائه الحقيقيين في هذه الفترة الصعبة. ربما كان أيمن يونس محقا في إننا نعيش في عصر إلقاء الإتهامات وعصر قتل الفرحة وعصر المؤامرات وإستغلال الأحداث لأمور غير رياضية ، ولكنه سريعا خرج بتويتة يوم الحادث لإيقاف الأزمة قبل أن تستفحل بفعل فاعل ، وكرر نفس المعني في اليوم التالي للمشكلة أمس حتى يقطع الطريق على هواة الصيد في الماء العكر. أتمنى أن نخلص الوسط الرياضي من تلك الأحداث السلبية التي تقتل متعة الرياضة وتجعلنا نعيش في حالة جدل دائم وفي وسط لا يشفى فيه الإحتقان بسبب هؤلاء ...أعداء الفرحة وهواة المؤامرات. Adwar10@hotmail.com