قمة نبذ التعصب !!
بقلم د. طارق الأدور ليست مجرد مباراة وإنما هي مرآة لحضارة شعب مثلت فيه معشوقته كرة القدم جزء كبير من شخصيته، مباراة الغد بين الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا ليست مجرد مباراة وإنما هي حدث يمس مصر بأسرها ويعكس تاريخها الكروي والحضاري، ومن هنا فأنا سعيد بما صاحب المباراة من سلوكيات حميدة من الكثير من الأشخاص سواء داخل منظومة كرة القدم أو خارجها لنبذ التعصب وقد كنت من أوائل الناس الذين أطلقوا حملات نبذ التعصب قبل حتى أن يصبح النهائي مصريا خالصا لأول مرة في تاريخ البطولة. أرى ان التفاعل مع الحملة وإن كان غير كامل لتمسك بعض المتعصبين بالسلوكيات الغير منضبطة التي شهدها الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة، فإنه أمر محمود لأن الشارع أصبح يدرك الآن أن هناك بعض العقلاء الذين يريدون الخير بالوطن الذي يمر بمرحلة دقيقة في تاريخه تتطلب من الجميع التضامن. أهم مقومات هذه المباراة بين قطبي الكرة المصرية أنها فرصة ذهبية لإظهار مصر بالوجه الحضاري الذي كانت عليه العام الماضي عندما إستضافت كأس الأمم الأفريقية 2019 بشكل أبهر العالم بأسره ، ولولا أن منتخب مصر خسر هذا اللقب بين أحضان الجماهير المصرية الرائعة لقلنا أن تلك هي أفضل بطولة كروية في التاريخ، ولكن دعنا نركز هنا على أن هذه المبارة سيشاهدها العالم ويجب أن تخرج بالشكل الذي يليق بالكرة المصرية وعراقتها وأهم من ذلك الشكل الذي يليق بتاريخ مصر العريق. ستاد القاهرة أصبح مسرحا رائعا لكرة القدم المصرية ولا يوجد شك في أن هذا الملعب سيكون نقطة ثقل هامة للمباراة في الملعب الذي شهد أغلب إنتصارات مصر التاريخية، ولكن نتمنى ان تزدان مدرجات هذا الملعب ولو بعدد قليل من الجماهير لأن ذلك يضفي على الحدث اهمية وإثارة. يبقى أن يظهر في الملعب أداء رجولي للاعبين في بطولة فريدة من نوعها لأن مصر هي المستضيفة للحدث وأبطاله فريقين من أبرز الأندية الأفريقية، بل والعالمية. كل تصرف حضاري من اللاعبين خلال المباراة سيكون له مردود كبير على كل المتابعين وأذكر هنا بعض الأمثلة التي قدمت فيها حملة نبذ التعصب عندما أمسك الخطيب بيد حسن شحاته قبل مباراة القمة وتوجه به إلى جمهور الأهلي وكانت تهتف ضد شحاته فتوقفت، ثم قام شحاته بإصطحاب الخطيب إلى جماهير الزمالك التي كانت تهتف أيضا ضد الأهلي فتوقفت، هو تصرف بسيط ولكن إنظروا كيف إمتد أثره لقرابة 40 عاما ولا زلنا نذكره حتى الآن. في الماضي كانت البرامج تستضيف نجوم الفريقين ليتحدثوا عن الروح الرياضية بينهما قبل وبعد مباريات القمة كيف كان أحدهم يدعوا لسهرة بين نجوم الفريقين بعد المباراة ، واليوم تستضيف البرامج بعض المتعصبين لإثارة الفتنة بين الجمهورين ويعمقوا التعصب.. الأمر بيد الإعلام الآن لتبني ظهور تلك المباراة بالشكل اللائق أمام العالم بتجنب هذه الشاكلة من مثيري الفتنة وفي نفس الوقت بيده ان ينقل كل تصرف يزيل التعصب وأنا لمنتظرون adwar10@hotmail.com