التحكيم أهلاوي أم زملكاوي !!

الجمعة 25 سبتمبر, 2020

التحكيم هو أزمة الموسم وكل موسم، قبل تقنية الفار كان الجميع ينتظر لحظة تطبيقه لتتسيد العدالة قرارات الحكام، ولم يكن لهؤلاء الحكام من سند يحميهم من هجوم الجميع عليهم ، وبعد تطبيق الفار لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية هذا الموسم بعد العودة من توقف كورونا، لم يتحسن موقف الأندية والمسؤولين من التحكيم ، بل بالأحرى إزداد سوءا وبدلا من أن يكون التحكيم حديث الإعلام كل بضع أسابيع أصبح المادة الرئيسية للحديث بشكل يومي وربما أكثر من مرة في اليوم.
الخلاصة بعد تجربة "الفار" القصيرة أن التقنية لم ترض أحدا ولم يعتبرها أحد العدالة المطلقة التي تحرر الحكام من حبل المشنقة وتجعل الألسنة تكف عن تحميل التحكيم مسؤولية النتائج.
لن أكرر النظرية التي أقتنع بها تماما بأن الإرتكان إلى التحكيم كسبب لخسارة الألقاب ، ما هو إلا تبرير وهمي أمام الجماهير كمحاولة لإبعادها عن الأسباب الحقيقية للخسارة والأخطاء الإدارية والفنية التي تعتبر الأسباب الحقيقية التي يحاول دائما المسؤولون تحويل نظر جماهيرهم عنها.
الأزمة الحقيقية في أن التحكيم التقليدي والمطور بتقنية الفار أصبح مصدر دائم للحديث من جانب وسائل الإعلام في مصر والتي يفترض أن تكون محايدة وتساند نزاهة التحكيم حتى لو وقعت بعض الأخطاء التي تتواجد في كل ملاعب العالم وتتحدث عنها الجماهير بإستمرار في كل مكان، ولكن الإعلام في أوروبا مثلا يركز على النواحي الفنية ولا يتناول التحكيم حتى في الإستوديوهات التحليلية إلا من خلال دقائق قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وفي الحالات شديدة الجدل.
المهم أن التحكيم أصبح حديث وسائل الإعلام وبخاصة الموالي للأهلي والزمالك في عصر إعلام الإنتماء الذي نعيشه الآن والذي يتبارى فيه كلا المعسكرين الكبيرين في إثبات ان فريقه مظلوم تحكيميا في حالة مخزية من الخلل الذي لا يجب أن يكون عليه الإعلام ولكننا نراه الآن يوميا بشكل زاد الجماهير تعصبا وزاد الوسط إحتقانا وإلتهابا..
الإعلام الأهلاوي يهلل يوميا على ظلم فريقه ويعدد أخطاء الحكام التي تصب ضد فريقهم، بل وتحمل التحكيم مسؤولية التعادلين السلبيين أمام الإتحاد ثم المقاصة، وتتكرر المواقف بنفس الشكل
وفي المعسكر الزملكاوي لا تهدأ المنابر الإعلامية عن تكرار الجمل المعتادة مثل البطولات الحرام أو تكرار الظلم التحكيمي حتى لا تفكر الجماهير في الأسباب الحقيقية لخسارة الألقاب.
سأضرب هنا مثالين كبيرين وقعا حديثا تجاه التحكيم وتم التعامل معهما بشل متناقض من الإعلام الفئوي، المثال الأول هو فقدان الزمالك للقب الدوري في الموسم الماضي الذي شهد لأول مرة الإستعانة بأكبر عدد من الحكام الأجانب في تاريخ المسابقة ورغم ذلك لم يسلم الحكام من النقد الشديد، فلم يفكر الإعلام ويبحث في كيفية خسارة الزمالك لتسع نقاط في أخر 4 أسابيع بثلاث تعادلات مع الإنتاج والحرس والجونة وخسارة أمام الأهلي في الختام ، أي حصل الفريق على 3 نقاط فقط من 12 في أحرج لحظات المسابقة ، وكيف إنهار الفريق نتيجة الإعتماد على 12 أو 13 لاعب فقط على الأكثر طوال الموسم الطويل، ولماذا أقيل جروس قبل النهاية بثلاث أسابيع وكيف سعى النادي بعد شهور قليلة لمعاودة التعاقد معه.
المثال الثاني عكسي لإعلام الأهلي عندما حاول تبرير الخسارة الأخيرة أمام الزمالك في الدوري 3-1 بالحكم الكرواتي بيبيك وعدم إحتسابه لضربة جزاء لوليد سليمان، ولم يفكر الإعلام في الأسباب الفنية للخسارة والتي كان هناك إجماع بعدها على التفوق الفني الكبير للزمالك وتفوق كارتيرون فيها على فايلر، وفي النموذجين كان التحكيم فقط هو نقطة الحوار والتبرير للمعسكرين، ولا تنسوا أن الأمر يتكرر بعد حسم الأهلي للدوري الحالي بهذا الفارق الضخم من النقاط ولكن لابد للمنافسين من البحث عن شماعة الحكام أمام جماهيرهم.
adwar10@hotmail.com