أ.د خالد صيام :كيف يمكن تحسين الصحة العقلية للمدربين؟

من خلال متابعة الأحداث الدرامية في مهنة التدريب الرياضي تنوعة هذه الأحداث من حالات وفاة للمدربين واللاعبين واختلافات بين المدربين ولاعبيهم وبين ادارات الأندية والمدربين، وبين المدربين وجماهير الأندية وكذلك بين المدربين والإعلاميين، وأصبح حال غالبية المدربين يشعرك بأن كل ما عرفناه عن القلق ك (حالة) وك (سمة) هو قليل من كثير مما جعل الجميع يردد أن التدريب هو مهنة الاحتراق. وفي الآونة الأخيرة أصبح كل تركيزي في صناعة وتكوين المدرب وأيضا العمل على تطوير الفكر التدريبي للمدرب من خلال تحليل الاحتياجات لكل مرحلة من مراحل مهنة التدريب. وركزت على موضوع أساسي ولكن غالبا ما يتم تجاهله؛ وهو الصحة العقلية لمدربي الألعاب، بينما يهتم المدربون بالصحة العقلية بين لاعبيهم، فإنهم غالبا ما يهملون رفاهيتهم النفسية والصحة العقلية لهم. وخلصت بنتيجة هي ندرة الأبحاث المتعلقة بالصحة العقلية للمدربين مقارنة باللاعبين. ومن خلال متابعتي للدوريات المختلفة لاحظت أن المدربين عرضة لمشاكل الصحة العقلية مثل الإرهاق والقلق والاكتئاب؛ ومثل هذه المشاكل عند المدربين المجهدين يمكن أن يخلقوا عن غير قصد القلق والمشاعر السلبية لدى لاعبيهم، مما يؤثر سلبا على كل من الصحة العقلية للاعبين وأدائهم. وأقترح الأتي لتعزيز الصحة العقلية بين المدربين: أولا: هناك حاجة ملحة للمدربين لتلقي التعليم حول الصحة العقلية من خلال وسائل مختلفة مثل البرامج التدريبية والندوات والتدريب على المهارات العقلية، وأوصي بأن تتضمن برامج الدورات التدريبية وحدات التدريب على الصحة العقلية كجزء من المنهج الدراسي. ثانيا: يعد إنشاء شبكات قوية لدعم الأقران أمرا بالغ الأهمية، على سبيل المثال يمكن للمدربين ذوي الخبرة توجيه المدربين الأقل خبرة حول الإدارة الفعالة للإجهاد والرفاهية العقلية، ويتم ذلك من خلال برامج المعايشة للمدربين الجدد مع مدربي الخبرة من النخبة. ثالثا: يعد ضمان سهولة الوصول إلى المهنيين المؤهلين، مثل علماء علم النفس الرياضي أمرا حيويا للمدربين، و أن التعاون مع عالم علم النفس الرياضي يساعد المدربين على إدارة الإجهاد ويعزز فعالية تدريبهم. رابعا: نحن في حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع لتعمل كمورد قيم للمدربين الذين يرغبون في إعطاء الأولوية لصحتهم العقلية. من المهم أن نتذكر أن سوء الصحة العقلية لدى المدربين يمكن أن يؤثر سلبا على لاعبيهم.