صالح موطلو:تركيا تدعم أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي
قال السفير صالح موطلو شن إن دلالة ورسالة زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مصر يجب أن تقرأ بعناية فائقة. وبهذا المعنى، تدعم تركيا بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، فتركيا ومصر تحت قيادة الرئيس السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، ، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.
جاء ذلك خلال التقييم الذي أجراه سفير الجمهورية التركية بالقاهرة صالح موطلو شن، حول عام 2024 في سياق العلاقات التركية المصرية والتطورات الإقليمية والعالمية.
وعن الوضع في سوريا اضاف السفير منذ 60 عاماً و سوريا تحكم بطريقة تخالف الواقع الاجتماعي ومشاعر الناس وتفضيلاتهم، ومن قبل نظام عائلة يفكر في مصالح النظام وليس رفاهية الشعب. وألان توجد فرصة تاريخية لتشكيل حكومة شاملة تناسب رغبات وتفضيلات ومشاعر وبنية غالبية الشعب في سوريا. ومع تغير هذه النظام في سوريا، سنحت الفرصة للمنطقة لتحقيق الاستقرار الدائم بتأسيس حكومة بهذا الشكل.
ويمكن للأتراك والعرب الآن إعطاء الأولوية للاستقرار والتنمية في المنطقة من خلال حماية شؤونهم وعلاقاتهم واحترام سيادتهم ووحدتهم.
ومن أجل تقييم هذه الفرصة بشكل جيد، يمكن للدول العربية، بما في ذلك تركيا ومصر، أن تدعم عملية التحول والتغيير هذه. ويمكن إكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم، وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية.
حيث صرح السفير صالح موطلو شن، أنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال آخر 2024 عامًا، موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة في 14 فبراير، كما قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا، في 19 ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، و زار العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني.
اضاف السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر ، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات المسلحة الإسرائيلية.
وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين و الانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا. من ناحية أخرى، أشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة و تبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024، وقال إن الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة الحرب. وبسبب هذا لم تحرز أي نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.
وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي و إعادة والبناء.
وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة "غير صالحة للحياة" وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة "غير صالحة للحياة " وعدم السماح بإعادة إعمار غزة.
وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. و ذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير المشروط في أقرب وقت ممكن.
وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان. وذكر أن منظمات الإغاثة الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون سوري يعيشون في مصر.
وفي هذا السياق، أفاد السفير صالح موطلو شن أنه ينبغي على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسسن الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق.
وتابع السفير صالح موطلو شن انه على كافة دول المنطقة ان يتخذ نهجا بناء في الفترة الانتقالية ونحو تشكيل حكومة شاملة تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية و ضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية.
ونوه السفير صالح موطلو شن إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي الجميع وينبغي أن ينتهزوا فرصة هذا العصر الجديد.
صرح السفير صالح موطلو شن أيضًا أنه لا ينبغي لأي منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة YPG , PKK، ان تجد لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار في أي دولة اخرى.
وفي هذا السياق، أكد أيضاً أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا.
وأشار إلى أن ثلاثة ثلثي الأراضي السورية تحتلها عناصر منظمة PKK و YPG الانفصالية التي بيد الإرهابيين الأجانب.
صرح ان نظام PKK و YPG ، الذي يريد الانفصال بشمال شرق سوريا، تسرق موارد الغاز الطبيعي والنفط، وهي الموارد الطبيعية الوحيدة لسوريا. وقال إن هؤلاء الإرهابيين الأجانب يجب أن يغادروا سوريا على الفور، ويجب على عناصر YPG الأخرى إلقاء أسلحتهم على الفور والاستسلام للحكومة.
و أدلى السفير صالح موطلو شن بتصريحات بخصوص عام 2025، وذكر أن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. وذكر أنهم، كسفارة، يخططون للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من الثقافات في الذكرى المئوية. وفي ختام حديثه، أكد السفير صالح موطلو شن، أن تركيا ومصر، البلدين الشقيقين، ستواصلان العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في الفترة المقبلة.