محاربة الإسلام بالمسلمين
منذ بذوغ فجر الدعوة الإسلامية قد لاقت ما لاقت من التصدي لها بشتى الطرق حيث إضطهد المسلمين منذ بدايتها وقد لاقى المسلمين شتى أنواع التعذيب والتنكيل والتعدي الذي نسميه اليوم العنصرية فالاسلام رغم الإضطهاد إلا أنه ينتشر
فالإضهاد الديني الذي يطال المسلمين إشارة الى السجن والضرب والتعذيب والإعدام والحصار فقد وجدناه منذ الأيام الأولى و منذ أن ظهرت الدعوة الإسلامية إلى النور
أما في الفترة المعاصرة فقدأصبح الإضطهاد موجوداً في كل مكان تقريبا حيث أننا نجد أن هناك بعض البلدان يواجه فيها المسلمون قيود دينية ومنها على سبيل المثال لا الحصر نزاع كشمير والصراع الأفغاني سنه 1978 ومعسكرات التطهير العرقي في شنجيانغ الإبادة الجماعية للروهينجا والإيغور حتى الوقت الحاضر وإحتجاز أكثر من مليون مسلم في معسكرات إعتقال سرية وإضطهاد المسلمين في إثيوبيا وتايلاند وهذا كله على مرأى ومسمع المجتمع الدولي
وتنقله لنا اليوم منصات التواصل الاجتماعي فالطهاد المسلمين في المجتمعات الغربية التي تنادي بحقوق الانسان وصل الى مستويات وبائيه
اليوم مواجه جيلا جديدا من الفكر غير المعلن حيث يقول *(لورانس براون) أن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوروبي
*ويقول ايضا أننا وجدنا الخطر الحقيقي علينا بوجود الإسلام في قدرته على الإخصاع والتوسع وحيويته المدهشة
ويقول ( غلاد ستون )رئيس وزراء بريطانيا السابق ما دام هذا القرآن موجوداًفى أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطره على الشرق
فالعالم الاسلامي عملاق مقيد عملاق لم يكتشف نفسه حتى الأن فهو حائر وقلق ولديه رغبات يخالطها الكسل والفوضى في التطلع لمستقبل أفضل
ولكن إدراك الغرب قوه الإسلام وتماسكه جعلته يقوم بدراسة مستفيضة وقد توصلوا لخطوات للقضاء على الإسلام بعد فشل قرنين من الحروب الصليبيه
فقد كان لابد من تغيير الخطط فالحرب الصريحه لم تعد تجدي فهي تثير حماسة المسلمين ورغبتهم في الجهاد والدفاع عن مقدساتهم ومن تلك الخطط الخبيثه وضعت عده خطوات بعيده الأمد وهي
*أولا... القضاء على الخلافه العثمانيه وتفكيك الدوله الاسلاميه والقضاء على وحده المسلمين وطرد الخليفه ومصادره أمواله وتغيير دستور المجتمع الإسلامي الى دستور مدني الدستور الذي يستمد أحكامه من الإسلام وقد تم ما أرادوا منذ فتره طويلة
*وثانيا.... القضاء على القرآن والتشكيك فيه حتى يُقضى عليه تماما حيث يبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وان الجديد ليس صحيحا وهكذا تمضي عمليات الإستهزاء بالقرآن والتشكيك فيه ونرى هذا باعيننا اليوم فحتى لو قرانا فانه يكاد لا يتجاوز خلوقنا ولا تتاثر به قلوبنا
*وثالثا... تدمير أخلاق المسلمين بشتى الوسائل وهذا مانعانيه اليوم فقد نشر الغرب الإباحية والفجور بشتى الوسائل حتى توصل إلى إستباحة عقول الأطفال للتحكم فى فكر الجيل القادم ببث صور كرتونيه عاريةلزعزعة المعتقدات الدينية وإستباحة الشهوات حتى ينشأالأطفال برؤية غربية وكأن الأمرطبيعى
ويقول (صموئيل رويمر ) رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين عام 1935 لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلاميه في الطريق الذي سعيتهم له ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام ايها المبشرون ان مهمتكم تتم على أكمل وجه
هنا يجب ان نراعي التاريخ جيدا فنحن اليوم في العام ٢٠٢٢ فكل ما وصلنا له اليوم إعداد لهذا المسلم الذي نجده اليوم
فهذا الكيد الموجه ضد الاسلام لم يكن ليبلغ مبلغه ويحقق اثره لولا انه وجد اذاناً صاغيا ووجد تربة خصبة
ولهذا قال الله تعالى (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )سورة الأنعام
وقال الله تعالى (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)سورة آل عمران
فقد وجد عدونا اليوم في بعض المسلمين من القبول والإستجابة ما أمكن له فعلينا ان نلوم انفسنا أولا فاعداء الإسلام لهم تدابيرهم وإحتياطاتهم فهم يحسبون لكل شيء حساب ولهم حيل خفيه ومكر لو بلغ أثره تحقق مقصوده وزالت الجبال بسببه إلا انه لا يقع في الكون شيء إلا باذن الله عز وجل
في الحرب غير تقليديه ويكثر فيها السجال بين دعاه نقض التراث وبين المؤيد لهذا المسلك الضبابي وبين متهم بالجبن والمتخاذل عن دخول غمار الإصلاح الحقيقي في عمق العقيده الإسلاميه والإكتفاء بما يسمى الفكر التقليدي
الى جانب الكثير من الملاحده الذين يهاجمون الاسلام وهم منا ويحاولون نسفه كعقيده وشريعة وهناك من يحاول تفخيخ الإسلام من الداخل وقد بلغ من الجرأه في نقض الإسلام فهؤلاء هم أشد خطوره حيث يقومون بتفكيك صلابة الإسلام من الداخل كانهم سوس يرعى
وقد ظهرت هذه المنهجيه جليا وبشكل واضح عند الملحد المصري سيد القمني الذي حاول ولفترة طويلةالترويج لنفسه بأنه مفكر إسلامي رغم الإلحاد الصريح ثم خرج علينا في إحدى القنوات الأوروبيةالإلحادية معلنا إلحاده وقد تبعه العديد من المفكرين في عصرنا الحالي
فيخرج هو وغيره من مفكرين الشرائع الاسلامية طاعنين في عقائد الدين فيخرجون علينا بصورة ما يسمى إسلام مستنير فينكرون بعض الأحاديث النبوية متشابهين مع واضعي الأحاديث الأوائل.
حيث قالوا متأولين كذبهم (نحن نكذب له لا عليه )
وذلك اسقاطا للسنه متظاهرين أن ذلك يعظم قيمة القرآن فالذين يحملون لواء الحرب اليوم على الإسلام هم صفوف عده رغم تباينهم وإختلافهم
فهم اليوم وراء ترويج الفواحش والمخدرات والعري وكل ما يمكن أن يسلخ المسلم عن دينه وأيضا وراء عدد كبير من أجهزه الإعلام التي امتلكوها وإستطاعوا من خلالها نشر إنكارها بشكل أوسع وأكبر وقد وجدوا فينا الجاهل والغبي الذي يجهل تاريخ أمته ودينه في هذا الصنف عميت أبصارهم ونقل لهم الإسلام مشوهاً فظنوه سيفا يقطع الأيدي والرقاب سوطاً يجلد وبينه يدعو للجهل والتخلف وسبيلًا للخراب وسفك الدماء حيث صوروه بأقبح الصور فما كان من هذا الجاهل إلا أن أفرز جهله وتفاهته ورغباته الحقيرة
فبالرغم من هذه الحرب الشرسه على الاسلام والمسلمين قديما وحديثا الا ان سعيهم في ضلال وتدبيرهم الى ثباب والنصر للموحدين لقوله تعالى (إنالنتصر رُسُلَناوالذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويومَ يقومُ الأشهَٰدُ)سورة غافر
فلو اجتمع كل من في الأرض جميعاًعلى أهل الاسلام ما كان لهم أن يستأصلوا شأفة المسلمين ويستبيحوا بيضتهم
وأن كسرى وقيصر ستنفق كنوزها في سبيل الله وانه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده واذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وان مدينه القسطنطينيه تفتح قبل روما وان اليهود يقتلون آخر الزمان بايدي المسلمين وأن عيسى ابن مريم ينزل في دمشق وأن الدجال يدعي الألوهية ولا يتصدى له إلا اهل الإسلام ويقتل بحربة عيسى ابن مريم
فلا شك ان كل ما اخبر به الرسول صدق فما أخبرنا شيء مما مضى كان كذبا وما أخبر عن شيء مما يجيء إلا وجاء كما أخبرنا به فمجريات الأمور يوجهها الخالق الذي بيده ملكوت السماوات والارض ومنقلب الليل والنهار
فمن الخطوره الا نفهم ونتعلم كيف نربي ابنائنا وهي الثمره التي نرعاها فمن الضروري ان نضعهم على بدايه الطريق الصحيح تحت الارشاد والتقويم حتى تستطيع عقولهم التمييز بين الخطا والصواب وبين ما يُلزمه الدين وبين الإدعاءات التي يتلقونها من حولهم فالتاريخ يُحكي ولكنه لابد أن يدرس لإستثاره الهمم حتى لا نفيق على أجيال مخنثه لا تفهم ولا تعي إنما مجرورة وراء الأفكار الغربية كالأنعام
نحن اليوم نحتاج الى اجيال قويه العقيده والفكر حتى لا تحيد عن الطريق القويم وتستطيع التصدي لهذه الهجمات المخططة بعنايه لإختراق الفكر الإسلامي
نحن جميعا على تلك الجبهه وجميعا نخوض تلك الحرب ويقع على عاتقنا توعيه تلك الاجيال واثراء فكرها فلابد من تكريس الوقت الكافي من قبل الأسر أو المنصات الإسلاميه ذات الفكر الإسلامي الصحيح فالجهاد لم يعد على جبهات القتال ولكنه أصبح جهاد فكري