حسام عيسى يكتب الحوار الوطني - إتحاد للمجتمع المدني
تمر مصر بتحديات كبيرة منذ خروجها عن سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية في 30 يونية 2013، وتحدي مصر لحكم الأخوان الإرهابية، وإفشال المخطط الأمريكي بالسيطرة على مصر عن طريق الأخوان الإرهابية، لذا عملت أمريكا على فرض الحصار السياحي والتكنولوجي على مصر. في محاولة لزيادة الضغوط والأعباء على الدولة المصرية ومواطنيها.
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على مصر من أجل السيطرة على أمرين هامين للسياسة الخارجية الأمريكية:
أولهما: السيطرة على قناة السويس – وهذا ما أقره العالم الأمريكي "إسبيكمان" في كتابة "استراتيجية أمريكا في السياسة العالمية الصادر عام 1942، والذي كتب فيه، على أمريكا السيطرة على الممرات المائية وطرق التجارة العالمية وأختص بالأهمية" قناة السويس "، من أجل السيطرة والهيمنة على العالم.
ثانيهما: السيطرة على غاز مصر وخاصة غازا شرق البحر المتوسط، الذي يقدر له أن يكون المصدر البديل لغاز الروسي لأوروبا، وهذا ما وضحة" باراك أوراما "في كتابة" الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الأمريكية "الصادر عام 2017، والذي أقر فيه على أمريكا السيطرة على غاز المتوسط من أجل القضاء على القوة الروسية والسيطرة على الاتحاد الأوروبي وإبقاء أمريكا دولة مهيمنة.
من خلال منهجية السياسة الخارجية الأمريكية ومبادئها تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة على مصر وسلب أرادتها السياسية من أجل تحقيق مصلحها في الشرق الأوسط وبقاء هيمنتها على العالم، لذا تستخدم أمريكا كل الطرق للوصول لأهدافها مستغلة في ذلك قوتها الاقتصادية والعسكرية وحلفائها لحماية هيمنتها العالمية وخاصة بعد ظهور منافسين لها من روسيا والصين.
تدرك كلا من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي مخططات الولايات المتحدة الأمريكية الخاصة بمصر، مما يجعل مصر في بؤرة اهتمام كلا من روسيا و الصين و الاتحاد الأوروبي، لذا تسعى هذه الدول إلى التحالف مع مصر ضد الولايات المتحدة ونكون ضد الأهداف الأمريكية هذا هو الاختيار الأول لمصر التي تفرضه تلك الدول، وأما نقف مع أمريكا ونعادي كلا من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وهذا الاختيار الثاني التي تفرضه أمريكا على مصر، وأما الاختيار الثالث لمصر أن نكون مع أنفسنا ونكون مع التنمية المصرية ولا ننحاز مع أحد وهذا لن يكون بوقوف النظام السياسي وحدة يتصدى لتحديات كل تلك الدول، لا بد على النظام الاجتماعي والمجتمع المدني بكل عناصره من أحزاب ونقابات وجمعيات أهلية ومفكرين ومثقفين وكل مواطن محب لبلدة أن نحمي النظام السياسي من أجل أن يكون قادرا على التصدي لكل تلك التحديات التي سوف تفرضها كل تلك القوى العالمية والتي تستطيع أن تؤثر على كافة النواحي الحياتية للمجتمع المصري.
لذا علينا الاختيار إما أن نقف وندعم الدولة المصرية وفيها ندعم أنفسنا، وإما نختار السلبية وفيها سوف تتلاشى الإرادة السياسية لمصر ونكون عرضة لنهب ثرواتنا والسيطرة علينا.
لذا وجب على المجتمع المدني كافة توعية أنفسهم والمجتمع بتلك التحديات وبمقدار الصعوبات التي تواجهها مصر من أجل حرية الإرادة السياسية لتحقيق التنمية وحماية الأرض والثروات.
بناء على ما سبق على المجتمع المدني كافة يشكل فيما بينهم ويضع أهدافه وآليات للوصل لتلك الأهداف، من أجل توحيد المجتمع المصري، وتوعيته بكل تلك التحديات، وأن يحدد كيفية التصدي لتلك التحديات.
ومن أجل الوصل لهذه الأهداف، على المتجمع المدني أن يتجمع ويتشارك فيما بينهم، وذلك لأن المهام كبيرة وخطيرة، لن يقدر على تنفيذها فصيل واحد أو حزب واحد أو نقابة واحدة أو بعض من المؤسسات الأهلية أو بعض مما سبق، عليهم أولا التجمع وتوزيع المهام فيما بينهم للوصل إلى الأهداف المرجوة، من حماية الدولة، واختيار طريق التحدي.
هذا هو طريق النجاة – نعم هو صعب ولكن من غير ذلك سوف يكون الأصعب.
ولقد تنبأت المدرسة النقدية بفرانكفورت بتقريرها لعام 2018م، أن العقد القادم أي في خلال عشرة أعوام القادمة سوف تتلاشى دول أو سوف تسلب إرادتها السياسية نتيجة للتقلبات الاقتصادية العالمية القادمة.
لذا علينا بالاختيار، أما نخوض الصعاب والتحديات من أجل بقاء مصر، وإما الاستسلام أو السلبية فتتلاشى مصر أو على الأقل تسلب أرادتها السياسية.
تحية لشهداء الوطن من جيش وشرطة الذين ضحوا بحياتهم من أجل بقاء مصر حرة مستقلة.