انتخابات الصحفيين.. وهموم صاحبة الجلالة!!
الاثنين 13-03-2023
01:49 م
بعد أيام قليلة تنطلق انتخابات نقابة الصحفيين في عرس ديمقراطي جديد لاختيار النقيب والتجديد النصفي لأعضاء مجلس النقابة.
تأتي الانتخابات هذا العام في ظروف مغايرة وتحديات جمة ألقت بظلال سلبية علي مستقبل صاحبة الجلالة والمؤسسات الصحفية القومية والتي دخلت قبل سنوات قليلة في تحدي الصمود والبقاء أمام السيل العارم المتدفق لإعلام المنصات الإلكترونية ،والتي انتهجت مسارا مستهجنا ابتعد عن الموضوعية والدقة وأصبح همه الوحيد التربح وتحقيق السبق والتيرند، والبحث عن الإثارة علي حساب كافة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والقومية!
ولا يختلف اثنان من أعضاء الجماعة الصحفية علي تراجع دور النقابة الخدمي والمهني خلال الآونة الأخيرة ،مع كثرة متغيرات المشهد الإعلامي وغياب رؤية المجلس في إيجاد تصورات فاعلة للخروج من كبوات الصحافة القومية،الخاصة، والإسهام بإيجابية في إيجاد حلول عملية لكافة مشكلاتها المزمنة والمستجدة!.
في تقديري أن النقيب وأعضاء المجلس الجديد ،ونصف المجلس القديم أمام مرحلة تاريخية فارقة،لتحريك المياه الراكدة في العديد من الملفات القضايا المهنية ..
أتصور أن أهم مهام المجلس الجديد عودة الدور المهني والخدمي للنقابة،وتطوير وتحديث الخدمات النقابية وعودة الهيبة والحصانة لكارنية النقابة ،واسترداد بعض الإمتيازات التي سلبت في غفلة من الزمن والتي تحتمها طبيعة عمل الصحفيين.
وأيضا إنجاز فكرة مستشفى الصحفيين وحل مشكلات الاسكان لشباب الصحفيين بعد تعثر مشروع مدينة الصحفيين بأكتوبر والعمل علي الارتقاء بتقنيات العمل الصحفي ،ورفع أجور ومعاشات الصحفيين وفتح ملف تعيين شباب الصحفيين، وتطوير مشروع العلاج وإعادة الخدمات ومصايف ورحلات وزارتي الشباب والبيئة،وغيرها.
واعتقد أن من أهم المهام أيضا الدفاع بكل قوة عن المؤسسات الصحفية،والمشاركة الفعالة في إدارة المرحلة القادمة وتوظيف أصولها وطاقاتها وكفاءاتها لاستعادة مكانتها التاريخية ودورها الريادي من جديد.
فمايزال ملف الصحافة القومية يعج بالكثير من الهموم والأوجاع والتطلعات اللامحدودة للوثوب من جديد واستعادة ثقة القارئ في ظل المنافسة غير المتكافئة مع منصات الإعلام الجديد!.
ومن الحقائق التي لا تقبل المزايدة أو التجاهل أن المؤسسات الصحفية القومية هي مؤسسات صناعة الوعي ولبنات الإعلام المتوازن المسؤول،والمصدر الأساسي لكافة روافد الإعلام المختلفة.
وعبر سنوات طويلة كانت وما تزال أهم مؤسسات الإعلام الوطني ،ورمانة الميزان ومصنع الكوادر والحارس الأمين علي أمن الدولة والمواطن.
كما أسهمت الصحف القومية ومنصات الإعلام الرسمي عبر مسيرة طويلة في خدمة قضايا الوطن وتقديم رسالة إعلامية رصينة ومتوازنة أسهمت في حماية الرأي العام من الشائعات،والمتاجرين بقضاياه اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا.
كما انحازت لهموم المواطنين ولم تتاجر بتطلعاتهم وهمومهم، وترفعت عن قوانين الإعلام الرأسمالي،التي لا تكترث بالأبعاد الاجتماعية للرسالة الإعلامية ،بقدر ما تركز علي المردود الربحي والإعلاني والدعائي.
إنها ملفات عديدة وشائكة تتطلب مجلسا قويا وإرادة فاعلة وفتح خطوط ثقة مع كافة أجهزة الدولة المعنية ،فالصحافة القوية ،جزء لا يتجزأ من كيان الدولة المصرية القديمة والجديدة!.
وما بين طموحات التطوير والحوكمة وتطوير الأداء وإعادة الهيكلة والتحرر من القيود والمعوقات، وهواجس التصفية والدمج تتزايد التوجسات والمخاوف، لدي أهل المهنة وتتزايد الآمال والتطلعات لغد أكثر إشراقا.
ورغم الجهود المبذولة من قبل الدولة للنهوض بصناعة الصحافة وتجاوز كبواتها في زمن المنافسة الرقمية الشرسة، إلا أن قوة الدفع الذاتي تتطلب البحث عن المزيد من الحلول المبدعة ،والتفكير خارج الصندوق للخروج من أزمات الواقع الصحفي وتوظيف الطاقات والأصول المعطلة، لإنتاج رسالة إعلامية قوية ومتوازنة،وصناعة صحافة متجددة قادرة علي المنافسة ،فالأفكار المعلبة والحلول المجمدة الجاهزة ومقترحات غير المتخصصين ،بعيدا عن أبناء المهنة، لن تأتي بالثمار المرجوه ولن تفي بالتطلعات ،ومحصلتها المزيد من التراجع!.
أتصور أن هذه الانتخابات ستشكل محطة فارقة ومهمة،والقول الفصل للجمعية العمومية وإيجابية المشاركة.. وإنا لمنتظرون !!