10:29 | 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

الجمعة البيضاء .. ومافيا التجارة السوداء !!

الخميس 01-12-2022 03:11 م
الجمعة البيضاء .. ومافيا التجارة السوداء !!
بقلم د/خالد محسن
اعتدنا في بلادنا علي موسمين لللتخفيضات آواخر الصيف وآواخر الشتاء، وبعضها تخفيضات حقيقية والآخري مجرد تصريف لبضائع وسلع راكدة،وتخضع هذه التخفيضات وفقا لما هو معلن للرقابة من مختلف أجهزة الدولة المعنية. ومنذ عدة سنوات ظهرت تخفيضات شهر نوفمبر تحت مسمي"البلاك فرايدي" Black Friday ، وخاصة في الجمعة الأخيرة من الشهر ،تقليدا للثقافات الغربية التي انتشرت في العديد من دول العالم. ويبدو أن معركتنا مع التقاليع المستوردة ،ومحاولات الغزو الثقافي للنيل من مفردات اللغة والهوية لم تضع أوزارها بعد ، ففكرة التلاعب بالمصطلحات دون مراعاة للهوية القيمية ،المجتمعية، والدينية، ما هي إلا آليات خبيثة مغرضة وحلقة من حلقات التشويه الحضاري،والتي دأبت علي تقديم السم في العسل!. بعض المحلات الشهيرة انتبهت لهذا المأزق العقيدي مؤخرا ،واستخدمت مصطلح "الجمعة الذهبية" في إشارة للتخفيضات والعروض الحقيقية التي تقدمه ،كما أن إحدي السلاسل الشهيرة في مصر والتي تحظي بثقة كبيرة لدي المواطنين ولديها فروع بمختلف المحافظات حذفت لفظ "البلاك فرايدي" واكتفت بلفظ "جمعة .... ". وما بين المسمي الذي استفز مشاعر المواطنين ومابين حقيقة هذه العروض ،ومدي مصداقيتها ، يصاب البعض بالحيرة والتوجس وهذا يتطلب المزيد من الرقابة الصارمة ،وتقييم هذه العروض ،والتأكد من جديتها وجودة ما تقدمه من سلع ومنتجات،فبعض المستغلين من التجار وأصحاب المحلات انتهزوا الفرصة لتصريف ما لديهم من سلع فاسدة أو ردئية دون وازع من ضمير أو شعور بالمسؤولية الوطنية. وغني عن القول أن التجارة الحلال تتبع آليات قيمية وتحكمها الضمائر الحية النبيلة،ولا تعرف إلا لغة الصدق والمنافسة الشريفة، كما تترفع عن كل ما هو أسود وقبيح في عالم التجارة كالتخزين والاحتكار،واللجوء لأساليب التحايل والخداع والتضليل والغش في الأوزان وتقليل مستوي الجودة والتلاعب بالأسعار ،ابتغاء تحقيق أرباح طائلة بكافة السبل المشروعة وغير المشروعة. ومن صور التجارة العبثية أيضا المسابقات الوهمية والإعلانات المضللة والعروض الكاذبة. أتصور أننا في حاجة عصرية ماسة لقوانين صارمة للمتابعة والرقابة لضبط مثل هذا العبث مع التصدي الحاسم لكل من يحاول المساس بالثوابت الدينية ،وما استقر لدي الناس من قيم ومبادئ أخلاقية وإنسانية. واقترح أن يتم تطوير وظيفة جهاز حماية المستهلك بمختلف فروعه بالمحافظات للتفتيش "القبلي" علي جودة السلع والمنتجات،علاوة علي أجهزة الدولة المعنية بوزارة التموين والداخلية وغيرها لفرض المزيد الرقابة ،حيث يقتصر دور الجهاز حتي كتابة هذه السطور علي خدمات ما بعد البيع وضرورة تقديم فاتورة الشراء عند التقدم بشكوى ،وتحديد مكان البيع وهي ثقافة لا يهتم بها المجتمع، ويتعامل مع الأمور بثقة وحسن نية ومن ثم يصبح فريسة سهلة لمافيا التجارة السوداء والمتربحين علي حساب البسطاء ومحدودي الدخل. وبالعودة للتأصيل التاريخي ،فقد ارتبطت مفهوم "البلاك فرايدي" بآخر جمعة في شهر نوفمبر وبعيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول في اوربا حيث موسم شراء هدايا عيد الميلاد والتخفيضات الكبيرة في المتاجر لترويج البضائع ويعود تاريخيا إلي نهاية القرن الثامن عشر إبان الازمة المالية. وكشفت بعص التقارير أن تسمية "الجمعة السوداء" تعود إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط بالأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة والذي شكل ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكى، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء مما سبب كارثة اقتصادية في أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع. ومن ذلك اليوم أصبح تقليدا في أمريكا انتهجته كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات هائلة على منتجاتها قد تصل إلى 90% من قيمتها لتعود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعي. وهناك من يقول إن وصف هذا اليوم باللون الأسود ليس عن كراهية أو تشاؤم، فقد أطلقت هذه التسمية أيضا في عام 1960 من قبل شرطة مدينة فيلادلفيا ، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم المعروف بالتسوق ،فوصفت إدارة شرطة مدينة فيلادلفيا ذلك اليوم بالجمعة السوداء !. وقد انتقل المصطلح لدول العرب بنفس المسمي، ولكن لا يليق بنا كمسلمين أن نصف يوم الجمعة الاسبوعي باليوم الأسود ،فهو هدية من الله تبارك وتعالي وفرصة لتجديد التوبة والإيمان. وفي هذا السياق أكد الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر الشريف، في تصريحات صحفية أنه لا يجوز شرعا إطلاق لفظ الأسود على اليوم، حيث إن أيام الله كلها خير وبركة ومنة من الله على عبادة، وبالتالي لا يصح إطلاق تلك الألفاظ على الأيام. كما أوضح الفقي أن الله يقول "لا تسبّوا الدّهر فأنا الدّهر"، ومن ثم لا يجوز سب الأيام بأي حال من الأحوال، فيوم الجمعة يوم مبارك وعيد للمسلمين. واستدل بما جاء في السنة الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمسُ يومَ الجمعةِ، فيه خُلق آدمُ وفيه أُدخل الجنةَ، وفيه أُهبط منها، وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ يصلي فيسأل اللهُ فيها شيئًا إلا أعطاهُ إياه". كما أكد عضو هيئة كبار العلماء، أن لفظ السواد يتنافى مع ما يحدث في هذا اليوم من تخفيضات وعروض على الأسعار، متسائلًا: كيف نصف يوما بأنه أسود ونحن نخفض الأسعار؟ ولماذا مثلا لا يطلق على السبت أو الأحد مع أن هذا لا يجوز أيضا. والخلاصة أن ليس كل ما هو آت من الغرب خير محض ، وغني عن القول أن الهوية الحضارية تحتم الاعتزاز بتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة ورمزيات عقيدتنا. ومن الحكمة أن نقطف من أدبيات الغرب ما حسن وصفا، ونتجنب ما فيه الكدر !.
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر