الإلهاء الأممي بين الكوفيد والقرود وصناعة الأزمات !!
ما بين التهويل والتهوين تعيش البشرية واقعا مرا وأزمات متتابعة من الأزمات الهادره، أسهمت أيدي آثمة في صنعها وتهيئة مناخها،وأدوات تحريك مجرياتها!!.
ولا ريب أن الغرب دأب علي تدشين فكرة الصراع المستمر، وحياكة صدام الحضارات والثقافات،ولم يعد منبع الانبهار لدي الكثير من العقلاء والمثقفين ،فقد سقطت أقنعته التي ارتداها ردها طويلا من الزمن، كما سقطت إدعاءاته بالانحياز للديمقراطية وحقوق الإنسان !..
كما أن قراءة المشهد الأممي تؤكد أنه اعتبارا من بدايات القرن الواحد والعشرين ، فقد أدمن قادة الغرب وصناع قراره صناعة وغرس الأزمات وتأجيج التوترات والاضطرابات ،وأتقن حياكة فكرة الإلهاء الأممية وإشعال الفتن والصراعات ،للتغطية علي خطايا الدول الكبار وجرائمهم التي تقترف في حق الأجيال القادمة،
فلم تستفق بلاد المعمورة بعد من آثار جائحة كورونا المفتعلة ومتحوراتها المصنعة معمليا حتي جاءت كارثة حرب أوكرانيا ،ومحاولات جر دول العالم لصدامات ومواجهات دولية بالأسلحة التقليدية وربما النووية ،علاوة علي تداعيات حرب الجحيم الاقتصادية.
ثم تفتق ذهن الخبثاء عن تهويل فكرة فيروس جدري القرود والسعي لنشره أو إيهام الناس بخطورته،بعدما خلع الجميع الكمامات وتخلوا عن إجراءات الكوفيد الإحترازية وقناعتهم أن موجاتها أوشكت علي الرحيل بلا رجعة ،وبقيت آثار الفيروس كأي مرض طبيعي!.
ثم الإعلان من جديد عن موجات متتابعة من كورونا ،بمتحورات وآثار مختلفة، واستمرار خطورة تفشي عدواها مع تراجع المناعة المكتسبة من اللقاحات والاصابات السابقة.
وقد كثرت التساؤلات حول جدرى القرود، الذي بدأ في الانتشار ببعض الدول الأوربية والإفريقية ،وهل تواجه البشرية وباء فيروسيا جديدا؟!.
منظمة الصحة العالمية
حذرت مؤخرا علي لسان رئيسها "تيدروس أدهانوم" من أن العالم يواجه تحديات "هائلة"، تشمل جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا وجدري القرود!.
وجاء تحذير المنظمة الدولية في جنيف حيث يناقش خبراء المنظمة التابعة للأمم المتحدة تفشي مرض جدري القرود في أكثر من 15 دولة خارج إفريقيا ، وتم توثيق مئات الإصابات بالمرض، في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإسرائيل!.
ومع بودار ظهور هذا الفيروس أكد الخبراء والمختصين أنه لا يجب المبالغة فى الخوف من انتشاره كما تحاول أن تنقله آلات ومنصات وسائل الاعلام الموجهة والسقوط في وهم دوامة جديدة وتوظيفها واستثمارها كما حدث من قبل مع كوفيد 19 !.
ولكن الحقيقة أن المرض لم يصل بعد لمرحلة الوباء والتفشي،ويمكن ومحاصرته والقضاء عليه وذلك بسبب أن وسائل انتشاره ليست من السهل توافرها لتحقيق فكرة العدوي والتفشي السريع فى المجتمع البشرى.
جل المعارف والمعلومات تؤكد أن جدرى القردة منبعه الأساسي وسط وغرب افريقيا وفيروس المرض ،مصدره القرود وحيوانات أخرى،وهي المصدر الرئيسى لحدوث المرض بين البشر نتيجة للاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة.
كما أن انتقاله من إنسان إلى آخر يحتاج إلى تلامس جسدى ،ولذا فقد وجدوا حتى الآن أن أغلب الحالات فى أوروبا قد حدثت بين المثليين من الرجال، وربما يكون انتقاما ربانيا من هذه العلاقات الشاذة والتي لا مثيل لها في دنيا الحيوان، كما وجد أن المرض قد ينتقل عن طريق الرذاذ بالجهاز التنفسى ،واستنشاق كمية كبيرة محملة بالفيروس.
وبالعودة للتاريخ قليلا نجد أنه تم القضاء على الجدرى البشرى نهائيا عام 1980 ،ومنذ ذلك التاريخ تم إيقاف التطعيم ضده على مستوى العالم ،ولذا فمن المتوقع أن يكون مواليد سنوات ما قبل 1980 ،أقل عرضة للإصابة بمرض جدرى القرود لأنهم اخذوا التطعيم مسبقا فى طفولتهم وهو يعطى حماية مشتركة ضد أنواع الجدري المختلفة بينما تغيب هذه الحماية لمن هم حاليا اصغر من 42 عاما.
وبرغم عدم وجود حماية مناعية متوقعة لمن هم أقل من هذا العمر إلا أن الوقاية وسائلها سهلة للجميع وذلك بالامتناع عن التلامس الجسدى مع أى حالات مشتبه فيها وارتداء ملابس الوقاية عند الاضطرار للملامسة او الاقتراب ،كما فى حالة من يقدمون الخدمات الطبية.
وتبقي الحقيقة المرة أن
استمرار ظهور الأوبئة المتتابعة والأمراض المستعصية خير دليل أن هناك من لايريد للبشرية الاستقرار،ويتعمد العبث بمقدراتها بغية إعادة تشكيل موازين القوي لتحقيق مكاسب وأهداف استراتيجية تتعلق بالهيمنة ،وترتيب أولويات النظام العالمي القديم والجديد!.
كما أن تفشي الفساد والإفساد في البر والبحر وإهدار الموارد والتعدي الجائر علي المنظومة البيئية الطبيعية ،بما تملكه من عناصر توازن وشمول، كل هذا نذير شؤوم وحصاد طبيعي لأفعال بني البشر وظلمهم وتجاوزاتهم.
واعتقد أن إصرار دول العالم الأول علي استمرار سياسات التصنيع الكثيف ، قد تسبب في الإضرار العمدي بالمناخ واسرع وتيرة تغيراته المتصاعدة، ومن ثم صنع أزمات جديدة ومفتعلة في الطاقة والغذاء وغيرها.
إن إغراق العالم في مشكلات تحصيل قوته ومستلزمات حياته، ومداوة جراحه النازفة إثر الكوارث والأزمات، ومع الكم الهادر من رسائل تزييف الوعي وطمس الحقائق ، أتصور أنها استراتيجية شيطانية خبيثة لفرض الأمر الواقع ووأد الطموحات والتطلعات، فلا تزال نظريات الفوضي الخلاقة في جعبتها الكثير من السيناريوهات والمخططات المفزعة،
ولن ينجو من شراكها إلا من امتلك قراره وقوته ،وحصن بلاده من الولوج في دوامات العالم الجديد !.