الإعلام المرئى ..الرسالة والرقابة والغاية
الثلاثاء 22-11-2022
12:02 م
الإعلام المرئى بين الرسالة والهدف والغاية من الرسالة الإعلامية وبحث الأسباب التى تعوق عمل الوسائل الإعلامية المرئية ووضع رؤية للتطوير والإرتقاء بالرسالة االإعلامية ونشر الوعى والفكر والثقافة والإرتقاء بالوجدان ..
الرسالة الإعلامية رسالة سامية فهى مرأة الشعوب التى تعكس أحوالها الثقافية والإجتماعية والسياسية والدينية والإقتصادية والوطنية بواسطة الإعلام المرئى فهو النافذة المعبرة عن تاريخ وحاضر وقضايا الشعوب ..
مما لاشك به أن هناك بعض الوسائل الإعلامية التى تقوم بدورها المحورى فى مناقشة قضايا الأمة ونشر الفكر والثقافة والعلم والمعرفة والفن الهادف والفكر البناء ..
ولكن فى المقابل يوجد العديد من الوسائل الإعلامية التى لا تقوم بدورها وإنما تقوم بدورا سلبيا فى هدم قيم وثوابت المجتمع ..
ولذا كان لزاما بحث دور الوسائل الإعلامية المرئية فى ظل الأحداث المعاصرة ومناقشة الأسباب التى أدت إلى حدوث بعض الخلل والحياد عن الهدف والرسالة لهذه الوسائل ومنها على سبيل المثال ..
ضعف دور الرقا بة على المصنفات الفنية وضعف تطبيق العقوبات على مخالفة ميثاق الشرف الإعلامى ..
استحواذ فئة اعتبروا الإعلام المرئى وسيلة للمكاسب المادية فأفسدوا الذوق العام ..
تراجع دور الوسائل الإعلامية التقليدية مثل التلفزيون والمسرح والسينما نتيجة العديد من الأسباب المختلفة ..
ظهور الوسائل الإعلامية المرئية الجديدة وخاصة على الميديا ونشر كل المحتويات بدون ضبط لعملية النشر وفقا لقواعد وتصاريح منظمة ،فأنتشر أصحاب المصالح والمفاسد الباحثون عن الشهرة بدون إضافة إى محتوى فكرى ولكن هدم لقيم المجتمع وإنحداره..
ضعف الإستعانة بأهل الخبرة و رواد الإعلام فى نقل علمهم ورؤيتهم إلى الأجيال الجديدة من الإعلامين وضعف الإستعانة بشباب الإعلاميين اصحاب الرؤية والفكر والعلم والتميز .
البحث عن المكاسب المادية بصرف النظر عن المحتوى الهادف..
ضعف بعض مقدموا ومعدوا البرامج فى تقديم محتوى هادف و تقديم محتوى هابط وذلك بمناقشة العلاقات الشخصية للبحث عن نسب المشاهدة ،فأضروا المجتمع وأفسدوا الذوق العام وتراجعوا بمنظومة القيم والأخلاق ..
والسؤال أين البرامج الهادفة التى تناقش قضايا المجتمع وتستضيف المفكرون والعلماء والبرامج التى تنشر جميع أنواع الثقافات المختلفة للإرتقاء بفكر المواطن وتغذية عقله بما هو مفيد وهادف إليست هكذا تكون الرسالة !!
لذا فالسؤال الذى يطرح نفسه..
كيف يمكن عودة الوسائل الإعلامية المرئية إلى القيام بدورها التتويرى والثقافى ؟
من وجهة نظرى أن هناك عدد من المقترحات التى يمكن تطبيقها حتى تعود الوسائل الإعلامية المرئية لدورها الريادى ويتمثل ذلك فى بعض النقاط ومنها على سبيل المثال..
عودة قطاع الإنتاج لإتحاد الإذاعة والتلفزيون لإنتاج المسلسلات والأفلام والبرامج الهادفة التى تعبر عن المجتمع وقضاياه وأحداثه التاريخية فقد كان له دورا رياديا وأنتج العديد من الأفلام الرائعة مثل أيام السادات، الطريق إلى إيلات ،جمال عبد الناصر والمسلسلات مثل محمد رسول الله وعمر بن عبد العزيز وضمير أبلة حكمت ورحلة السيد أبو العلا البشرى وغيرها من المسلسلات والأفلام والبرامج الرائعة ..
تفعيل دور الرقابة على المصنفات الفنية ومنع الأفلام والمسلسلات والأغانى والبرامج الهابطة التى تنحدر بمنظومة القيم والأخلاق و منع الفنانون الذين يقدمون مادة إعلامية تنحدر بالذوق العام .
عدم منح تصريح لقنوات فضائية إلا بتقديم الخريطة المعدة للبرامج ورسالتها الإعلامية.
الإستعانة بكتاب ومفكرين أصحاب فكر لوضع رؤية محددة ليعود الإعلام المرئى لدوره فى المجتمع كأداة ثقافية وتنويرية وفكرية .
سحب الترخيص من القنوات التى تبث هحتوى هادم وهابط ومخالفا لميثاق الشرف الاعلامى ..
دور المشاهد فى رفض القنوات الإعلامية التى تنشرمواد هابطة وتحض على هدم القيم والثوابت والأخلاق وليس لديها أى محتوى هادف بل تؤدى إلى سقوط المجتمعات بنشر الفكر الهدام والسطحى والبحث عن نسب المشاهدة بغض النظر عن المحتوى الهادف..
فهذه الوسائل الاعلامية أداة لهدم المجتمعات بهدم قيمها ومبادئها والإنحدار بها نحو هاوية التخلف والجهل..
لذا فعلى المشاهد التوجه نحو المنابر الاعلامية الهادفة التى تنشر الفكر والعلم والمعرفة وتناقش المشكلات المجتمعية والوطنية والثقافية والاقتصادية عن طريق العلماء والمفكرين ،وبهذا تصبح الوسائل الإعلامية الهادفة فى المقدمة وتتراجع الوسائل الإعلامية الهابطة.
إنشاء شركة وطنية لإنتاج الأعمال الدرامية والغنائية الوطنية والدينية والسياسية والبرامج الهادفة التى تحمل رسالة ثقافية..
الميديا لها دور هام فى التأثير فى المجتمع..
لذا لابد من الإستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية بعرض برامج مميزة تبث على هذه المواقع لنشر الثقافة والعلم والفكر والمعرفة و
حجب المواقع الإباحية والمواقع المحرضة على الإرهاب والجريمة وهدم القيم والمبادئ والتعدى على العقائد والثوابت الدينية حتى لا تؤدى إلى فساد المجتمعات بنشر الفكر والمحتوى الهدام ..
تفعيل دور القوانين المنظمة لعملية البث المباشر والنشر على وسائل التواصل الإجتماعى وفرض الرقابة وتنظيم العمل وتوقيع العقوبات لحماية المجتمع من هذه المخاطر التى تؤثر على المجتمع وخاصة الشباب والأطفال فى سن المراهقة وتؤدى إلى العبث بالعقول ونشر الجهل ..لذا لابد من إجراءات قانونية فعالة و حاسمة لوقاية المجتمع ..
عودة التلفزيون لإداء دوره المحورى فى المجتمع المصرى فقد كان المشاهدون يلتفون حول شاشتة الفضية لمتابعة الأحداث العالمية والوطنية والمجتمعية وما يبثه من برامج ومواد إعلامية هادفة تساهم فى نشر الوعى والثقافة والفكر .
ففى عودة التلفزيون لإداء دوره الثقافى إرتقاء المجتمع ..
ولن يكون ذلك إلا بعودة التلفزيون الرسمى للدولة للقيام بدوره الرائد ودور شركات الإنتاج الوطنية التى تقوم بإنتاج مواد هادفة تساهم فى إرتقاء المجتمع ونشر الفكر والوعى والمعرفة والثقافة الشاملة ..
عودة السينما للقيام بدورها و تقديم فن هادف يناقش الأحداث المعاصرة والتاريخية وقضايا الأمة من خلال قصة ذات هدف ومعنى ورسالة.. بعيدا عن نسب التوزيع والمشاهدة والمواد الهابطة مثل البلطجة والعرى والمخدرات..
فهذا ليس فنا ولكنه اسفافا..
ولذا يجب عودة مقص الرقيب والرقابة على المصنفات الفنية..
فالحرية مقيدة بالمحتوى الهادف والغير مخالف لتقاليد المجتمع وقيمه وثوابته وعقيدته وعاداته الأصيلة .
عودة المسرح للقيام بدوره فى إنتاج المسرحيات التى تحمل هدفا وقيمة..
فمن خلال الإبتسامة تكون الرسالة باستخدام سلاح الكلمة والقصة والموسيقى فيكون الأثر مباشرا بين رواد المسرح وأبطال العمل المسرحى .
ولنا فى مدرسة سيد درويش ونجيب الريحانى وفؤاد المهندس وسهير البابلى وسميحة أيوب وجلال الشرقاوى ومحمد صبحى مثالا لرواد العمل المسرحى ..
فالعمل المسرحى يبث البهجة وبعودته إلى الصدارة يعد اسهاما فى نشر الفكر والثقافة ..
الأغنية المصرية بما لها من أثر رائع فى حياة الشعوب فالشعب المصرى ذواق للكلمة واللحن والطرب الأصيل ..
وبعودة الشركات الوطنية لإنتاج الأغنيات لفنانين وشعراء لديهم رسالة فنبة مثل القيم الفنية والأدبية كشاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء أحمد شوقى ومن الملحنين رياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب ومن رواد الأغنية السيدة أم كلثوم ومحمد فوزى ووردة الجزائرية ونجاة وغيرهم من عمالقة الغناء الذين تركوا بصمة فى الفن المصرى على الشاشة الفضية
فبعودة الأغنية لمكانتها الإرتقاء بالوجدان والشعور والوعى الوطنى..
فسلاح الكلمةله تأثير قوى فى حياة الشعوب ..
هذه بعض الخطوات لكى تعود الوسائل الإعلامية المرئية لإداء دورها المحورى فى المجتمع كأداة تنويرية وثقافية ومعرفية داعية للإصلاح والإرتقاء بالمجتمعات نحو واحة الفكر والتميز والتطور والإبداع ..