الأمة العربية ..مصادر القوة وأوراق الضغط
السبت 16-07-2022
02:18 م
الأمة العربية مهد الحضارات وأرض الرسالات السماوية
فعلى أرضها عاش الأنبياء وتحتوى على جميع المقدسات الدينية للرسالات السماوية سواء فى أرض الحجاز وفلسطين ومصر وسوريا وهذا فضل من الله عظيم..
تبلغ مساحة العالم العربى لتبلغ 14 مليون كم مربع و تمتد من الشرق حيث الخليج العربى إلى الغرب على المحيط الأطلنطى و تضم العديد من الدول العربية وعددها 22 دولة فى قارة أفريقيا وأسيا وتربطهما أرض سيناء هذه الأرض المباركة فى جمهورية مصر العربية ..
تتمتع الأمة العربية بثروات هائلة متنوعة ومتعددة منها الثروات المعدنية والطبيعية والبشرية وتميزت بالطقس المتنوع والمناخ المتميز وكذلك ثروة مائية فهى تمتلك العديد من البحار والأنهار والبحيرات مما أدى لتنوع مصادر الثروة السمكية وكذلك وجود المياه الازمة للزراعة وغيرها من الثروات الطبيعية التى تزخر بها باطن الأرض العربية ولم تكشف عن أسرارها بعد ولكن يعرف أعداءها والطامعين بها بعض ما تملكه هذه الأرض الطيبة..
لذا كانت وستظل الأمة العربية مطمع للدول والشعوب لإمتلاكها مصادر القوة الشاملة ..
هذه الأمة عبر تاريخها كانت أمة مستهدفة نتيجة إمتلاكها لهذه المصادر التى ميزها الله ..
فهذه المنطقة التى تتوسط العالم لها سمات وخصائص تميز شعوبها عن الشعوب الإخرى وهى وحدة اللغة والدين والعقيدة والتاريخ المشترك مما جعلها فى العصور الوسطى أمة ذات حضارة وريادة وعلوم ومعارف وقدمت للبشرية علماء ومفكرون أناروا العالم فى عصور الظلام..
الأمم حقب مختلفة بين التقدم والتدهور..
فهكذا حال الأمم ففى لحظات الإذدهار تقدم وبناء وفى لحظات الإنكسار تراجع وإنهزام..
فلقد عانت هذه المنطقة من ويلات الحروب على مدى تاريخها..
فقد إحتلت لسنوات من بعض القوى الإستعمارية لإستنزاف ثرواتها وسلب ثرواتها وكافحت حتى استردت سيادتها وحربتها..
ثم عاد الإستعمار بشكل جديد وتنفيذ مؤامرات ومخططات ضد الأمة العربية بدأت بوعد بلفور وسايكس بيكو والشرق الأوسط الجديد ..
وكانت البداية إحتلال فلسطين ثم غزو العراق والصراع الدائر فى سوريا واليمن وليبيا ولبنان والسودان وثورات الربيع العربى ..
وأخيرا وليس أخرا أزمة سد النهضة التى تتعرض لها مصر والسودان والتعدى على حقوقهما كدولتا مصب فى نهر النيل العظيم ..
فالأمة العربية محور الصراع بين القوى العالمية على ثرواتها وحقوقها وممتلكاتها وليت كل عربى يعرف قدرها ومصادر قوتها..
والأن تبعات الحرب الروسية الاوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية المتمثلة فى الطاقة والغاز والغذاء التى تتعرض لها دول العالم والحرب الإقتصادية الطاحنة الناتجة عن الحرب ..
والإجراءات والقرارات المتضادة واستخدام العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وانخاذ روسيا أدواتها الإقتصادية بالمنع لتصدير الغاز والقمح فهذه مصادر القوة وبعض أليات الضغط للردع ..
العالم يتصارع وهناك دول اعلنت افلاسها وسقطت بعض الحكومات.. واخرى بها نقص للمعروض من المنتجات وغيرها من المشكلات الإقتصادية من غلاء سعر المنتجات لنقص المعروض وضعف الإنتاج والحاجة الى القمح كسلعة رئيسية لغذاء الشعوب والغاز والطاقة كمنتجات استراتيجية هامة ورئيسية ..
وهنا أتجهت الإنظار
الى المصادر البديلة فى الدول العربية ومحاولة البحث عن مزيدا من الإستفادة من الثروات وأهمها الطاقة والغاز وهى ما تتميز به المنطقة العربية..
ولهذا قامت الحروب فى هذه المنطقة فهى العائمة على أبار النفط والغاز وهو المستهدف من المنطقة العربية ..
و يحاول كل طرف من الأطراف العالمية المتصارعة خروج الامة العربية عن حيادها وضمها لأحد المعسكرين ..
ومن هنا أقول أن المعيار هو المصلحة العربية وهكذا تدار العلاقات الدولية بعيدا عن أدوات الضغط ..
وبما يحقق التوازن فى العلاقات الدولية لصالح الشعوب العربية ..
وذلك هو الدرس المستفاد بعد ما مرت به الأمة العربية من محن وحروب وصراع وليس غزو العراق ببعيد والنزاع فى سوريا وليبيا واليمن فمازال جاريا والصراع قائم يدار لإستنزاف هذه الشعوب..
وفى وسط هذه الأحداث يأتى اعلان القدس بين الولايات المتحدة واسرائيل واتفاق مشترك عسكرى لضمان تفوق إسرائيل عسكريا فى المنطقة العربية والدعوة لإقامة تحالف مع الدول العربية ضد إيران ..
أن الخطر يشمل المنطقة العربية كلها بما فيها الحروب الدائرة فى سوريا وليبيا واليمن والعراق ونشر الإرهاب والدواعش وتشريد الشعوب وإنتهاك حق السيادة للدول هذا هو الخطر الذى يجب مواجهته بأسلحة القوة والردع..
إن العلاقات الدولية تقوم على مبدأ المصلحة المشتركة والمنافع المتبادلة وحق سيادة الشعوب وعدم التعدى على أرضها وثرواتها وحقوقها وذلك فى ظل القانون الدولى وما استقرت عليه الأمم من مبادئ وحق تقرير المصير للشعوب وهذا هو المعيار الوحيد للعلاقات بين الدول..
ان المصلحة العربية تدعو للوقوف صفا واحدا ضد كل المخاطر والتحديات واستخدام مصادر قوتها فى سبيل نصرة قضاياها ووحدة الصف العربى والدولة المصرية قادرة على الريادة بما لديها من القدرات والخبرات السياسية والدولية والعسكرية فى توحيد الصف العربى والوقوف بجانب القضايا العربية والعمل لصالحها .
فمصر على مدى تاريخها هى الحصن للبلاد العربية والتاريخ خير شاهد على دور مصر الريادى..
كلمة فصل ان توحيد الصف العربى هو الملاذ الأمن وتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية و هيئاتها الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية والعلمية والقانونية والإعلامية وتحقيق الآكتفاء الذاتى العربى بتبادل السلع والمنتجات وإقامة صناعة رائدة..
والإستثمار فى المجال الزراعى والصناعى وتحويل المعادن إلى منتجات وعدم تصديرها كمواد خام ..
فهذه الثروات المعدنية تعد سلاحا اقتصاديا فعالا وتزيد من الدخل القومى ..
هذا هو السبيل لإمتلاك أسلحة القوة وأدوات الضغط التى تستخدم لصالح الأمة العربية وخدمة قضاياها ومنظومة الدفاع والردع.
والسؤال ما هى الوجوه المختلفة لأدوات الضغط؟
هناك عدة وجوه لأدوات الضغط وجه إيجابى والأخر سلبى ..
فعندما تستخدم مصادر القوة كأدوات ضغط لصالح الشعوب فهذا هو الوجه الإيجابى وحق مشروعا للدول ..
اما عندما تستخدم أدوات الضغط ضد الدول لإستنزاف ثرواتها
فهذا هو الوجه السلبى والغير مشروع ..
والسؤال ما هى أدوات الضغط؟
أدوات الضغط متعددة ومنها..
أدوات الضغط العسكرية وتتمثل فى الحاجة الى الحماية العسكرية وأسلحة القوة الازمة للدفاع والردع..
والمجابهة بإمتلاك كل دولة جيشا قويا متسلحا بأسلحة القوة ليكون مدافعا عن الأوطان ولا تكون الدول فى حاجة للحماية فتستخدم كأحد أداوت الضغط ..
وهذا ما تنتهجه الدولة المصرية بإمتلاك جيشا قويا متسلحا بأحدث الأسلحة لديه عقيدة ثابته الدفاع عن الوطن رسالة محبة وفداء وبنائه غاية وهدفا للحفاظ على البلاد ..
أدوات الضغط الاقتصادية
والحاجة إلى المنتجات الغذائية و البترولية ومواد الطاقة ..
المجابهة بإمتلاك أدوات الإنتاج الصناعية والزراعية والبترولية والدوائية والتكنولوجية وتحقيق الإكتفاء الذاتى .
وبهذا لن تكون محلا لأدوات الضغط الإقتصادية فالاكتفاء الذاتى مكمن القوة..
أدوات الضغط القانونية وتتمثل بإستخدام ملف حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والضغط للتأثير كأدوات ضغط فالهدف ظاهره الحق وباطنه الضغط ..
مجابهة ذلك بالإلتزام بقانون حقوق الإنسان بما يتوافق مع الدين والعقيدة والعرف السليم ومتوافقا مع الدستور وإعطاء حق الحرية المنضبطة وإرساء قواعد العدل والمساوة فلا تكون الدول محلا لأدوات الضغط..
أدوات الضغط الدينية وذلك بإثارة الفتن بين اصحاب الديانات الواحدة وتقسيمهم لطوائف وتغزية الإختلافات المذهبية ويمكن القضاء على ذلك بالعودة إلى الثوابت الدينية والعقيدة الوسطية وعودة دور رجال الدين فى تربية النشء..
ففى ذلك وقاية المجتمعات ضد مخاطر التطرف والإنحلال و الإنقسام والفتن بنشر المفهوم الصحيح للأديان والعقيدة الوسطية.
أدوات الضغط الإعلامية وذلك بالمواد الهادمة للقيم والأعراف والأخلاق . والغزو الفكرى ومحاولة هدم المجتمعات من الداخل وتغريب الأمة بهدم ثوابتها وعقيدتها ..
المجابهة بضبط منظومة الإعلام وعودته لدور المستنير وضبط منظومة الإعلام وفرض الرقابة لوقاية المجتمعات من الفكر الهدام..
أدوات الضغط الإجتماعية وذلك بإظهار الفوارق الطبقية والمشكلات الناتجة عنها مثل الفقر والبطالة فتؤدى إلى مزيد من الجرائم الغريبة عن المجتمع وقيمه ووسطيته ..
والمجابهة بتقليل الفجوة بين الطبقات وبرامج الرعاية الإجتماعية والقانونية وإرساء مفهوم العدل والمساواة بين أفراد المجتمع والقضاء على الفساد يؤدى لتحقيق السلم الإجتماعى..
أدوات الضغط السياسية وذلك بأثارة حقوق الأقليات والديمقراطية وحقوق الإنسان ..
والمجابهة تتمثل فى المزيد من القوانين التى تراعى حقوق الأقليات ومناقشة مشكلاتهم بفكر مستنير ونشر الوعى المجتمعى.. .
هذه بعض اساليب الضغط التى تمارس ضد شعوب المنطقة العربية وأليات المواجهة . ...
والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا يجب علينا نحن العرب لإمتلاك قوتنا ورفض كل محاولات الضغط ؟
لا مجال إلا لوحدة الصف العربى اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ودينيا واجتماعيا وإعلاميا ..
العمل بما يفيد مصلحة الأمة العربية ..
إقامة علاقات دولية متوازنة بما يفيد المصالح العليا للأمةالعربية ..
تحقيق الاكتفاء الذاتى الصناعى والعذائى والدوائى والتكنولوجى .. زبادة معدل التبادل التجارى ..
استثمار رأس المال العربى فى مشروعات مشتركة ذات أولوية ( عسكرية .صناعية .
زراعية ،دوائية،تكنولوجية ).
الإستثمار فى المجال الزراعى ..
و زراعة الأراضى الصالحة للزراعة فى الدول العربية التى تتميز بالخصائص الزراعية مثل السودان ومصر بما يحقق الإكتفاء الغذائى..
التعاون العلمى والمعرفى والثقافى مع الدول المتقدمة للنزود بالعلوم والمعارف الحديثة مما يساهم فى عملية التطوير والإرتقاء والبناء ..
التلاحم والوقوف صفا واحدا وراء مصالح الدول العربية ونبذ الفرقة والإختلاف من أجل نصرة القضايا العربية وأهمها قضية فلسطين وسوريا وليبيا والوقوف مع مصر والسودان فى ملف سد النهضة..
فإتحاد الأمة أنتصار لها وحل لقضاياها وفرض سيادتها بمصادر قوتها..
فتعالوا سويا نتحد ونعمل من أجل شعوبنا ومستقبل بلادنا ونتطلع إلى الأمام ونمتلك مصادر القوة الشاملة وأدوات البناء والدفاع والردع ..
فنعم لمصادر القوة وإستخدامها كأدوات الضغط لتحقيق مصالح الأمة العربية ..لنعود وبحق خير أمة أخرجت للناس..