أبو حزام تنهض بالتعليم.. حكاية قرية غيرت مصيرها من الفصول

قبل سنوات، كانت قرية "أبو حزام" في نجع حمادي، تُذكر دومًا في عناوين الأخبار كرمز للعنف وتسرب التعليم، ولكن ما لم تلتقطه الكاميرات آنذاك، هو أن بذور تغيير عميق كانت تُزرع في هدوء داخل أحد فصول مدرسة صغيرة بالقرية.

 هناك، بدأت تجربة تربوية فريدة من نوعها عام 2017، هدفها إعادة بناء الإنسان قبل الحجر، واحتضان طلاب القرية داخل بيئة آمنة ومحفزة تنبذ العنف وتستعيد قيمة المدرسة.

واليوم، بعد سنوات من العمل بصمت، جاءت لحظة التتويج، حين زار هاني عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، مدارس قرية أبو حزام، برفقة الدكتور أحمد سعد جريو، مدير التعليم الإعدادي بالمديرية، والدكتور عفت وزيري، مدير إدارة نجع حمادي التعليمية، وعبد الرؤوف عبد الواحد، وكيل الإدارة، وعدد من قيادات التعليم بالإدارة.

كانت الزيارة أشبه بجولة في حلم تحقق، فقد أصبحت المدارس التي لطالما نُظر إليها كأحد مظاهر الأزمة، اليوم نماذج مضيئة في سماء التعليم.

في مدرسة أبو حزام الإعدادية المشتركة، التي تضم 538 طالبًا موزعين على 12 فصلًا دراسيًا، تجول وكيل الوزارة وقيادات التعليم وسط طلاب يتميزون بالانضباط والطموح، ومعلمين تفانوا في أداء رسالتهم، ومدير مدرسة يُشار إليه بالبنان، فكان من الطبيعي أن يُكرم حسن علي محمد، مدير المدرسة، لدوره الريادي في تحويل المؤسسة إلى منارة تربوية وثقافية ورياضية، ولقدرته على بناء ظهير مجتمعي داعم من أبناء القرية والخريجين القدامى، وخاصة مع ما أثمرته هذه الجهود من نتائج مشرفة تمثلت في التحاق عدد من خريجي المدرسة بكليات الطب والصيدلة وغيرها من كليات القمة، ليصبحوا نماذج مضيئة تلهم الأجيال الجديدة وتؤكد أن بيئة التعليم الجاد تصنع المعجزات حتى في أقصى التحديات.

وفي لفتة تقدير مماثلة، وجه وكيل الوزارة بتكريم سعيد عبد الواحد، مدير مدرسة أبو حزام الابتدائية المشتركة التي تضم 1270 طالبًا موزعين على فترتين و26 فصلًا دراسيًا، بعد أن أظهر تلاميذ الصف الأول فيها مستوى متميزًا في القراءة والكتابة خلال الاختبار المفاجئ الذي أجراه أثناء الجولة، ما يعكس جودة الأداء التربوي رغم التحديات.

وأمام جمع من أعضاء هيئة التدريس وقدامى المعلمين وخريجي المدرسة، ألقى وكيل الوزارة كلمة عبّر فيها عن فخره بما تحقق في القرية، مؤكدًا أن ما يحدث في أبو حزام هو نموذج لتكاتف الجهود الرسمية والشعبية في سبيل إعادة بناء الإنسان، وأشاد بالصورة الذهنية الجديدة التي ترسخت عن القرية، تلك التي تجاوزت الماضي بكل صعوباته، لتقدم مشهداً جديدًا تُصنع فيه النجاحات وتُغرس فيه قيم الانضباط والعلم والأمل.

تجربة أبو حزام تروي اليوم قصة لا تُنسى، قصة مدرسة صنعت التغيير، ومجتمع آمن بالعلم طريقًا للنهوض.