يا عيسى.. "إن البقر تشابه علينا" !!
قفز المفكر النحرير والجهبذ أبو النخب زعيم المرجفين "حمال" رسالة التشكيك المدعو إبراهيم عيسى لسطح الرأي العام من جديد، في تحد لمشاعر الناس وما ارتسمت لديهم من صورة ذهنية بعد إصراره علي التشكيك في قضايا عقيدية وغيبية، لا تقبل المناقشة لثبوت أدلتها العقلية والنقلية، وكان آخرها حادثة الإسراء والمعراج، ولا عجب ،فمن أمن العقوبة في بلادي أساء الأدب في كل واد!
لقد تجاوز الرفيق "عيسي" كل الحدود، تحت عباءة وستار التنوير الملعون وحرية الفكر والتعبير ،وقد أسكتوه مؤقتا علي قناة القاهرة والناس، حتي نهاية رمضان ،حتي لا يفسد علي الناس روحانيات الشهر الفضيل ليخرج علينا عبر موجات الإذاعة لينفث سمومه المستوردة عبر إثير الراديو.. بئست الحرية وبئس التعبير!!
ويستعد الآن لعرض فيلمه الجديد (الملحد) علي منصة "شاهد"،رغم انسحاب الفنان مصطفى درويش أحد أبطال العمل إعتراضا علي أفكار عيسي، كما قدم من قبل "مولانا" وغيره !.
ومع بداية رمضان شن هجوما علي صلاة التراويح مدعيا أنها ليست فرضا ولا سنة،وأنها من إختراع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وبطبيعة حاله وخبث سريرته ومكر منطقه، قال عمر بن الخطاب بدون ألقاب أو توقير!
ثم جاء في اليوم التالي بحديث "البقرة" ،وكأنه مخطط ممنهج لإفساد عقيدة الناس والعبث في منظومة القيم الإيمانية.
ولا أدري لماذا لا يتوقف هذا العيسي عن مناقشة قضايا لها علاقة بالعقيدة والتراث ولماذا لا يقدم للناس إعلاما نافعا ، أو يوجه سهام أفكاره التنويرية تجاه الصهاينة أو تجاه المتعصبين المارقين عن طريق الحق والهداية أو تجاه المتلاعبين بأقوات الناس في صراع المصالح محليا وإقليميا وأمميا.
ولكن يبدو أن إبراهيم عيسى لن يبرح في الهجوم علي فكرة التدين الوسطى، ولن ييأس في العودة إلي التأملات الفكرية الشاذة، والتي تطلق العنان للعقل دون ضابط أو رابط!
يا اخي أنت حر فيما تعتقد وإطمأن فلن يكفرك أحد ، لكن لا تعكر علي الناس صفو حياتهم
ومتعة عبادتهم وأدبياتهم الروحانية الجميلة للاحتفال بشهر رمضان المبارك.
ووسطية الدين الاسلامي الحنيف بهذا الجموح الفكري ، نعم لقد أمرنا الله بالتدبير والتفكير والإبداع، والاجتهاد في كل قضايا الدنيا والدين دون المساس بثوابت العقيدة ، وكرر القرآن الكريم عشرات المرات أفلا يتدبرون أفلا يعقلون، لعلهم يرشدون،
ويقول رب العزة عز وجل(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، وحذر سبحانه من الردة عن الدين وغمط الناس وبطر الحق، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلكل داء دواء يستطاب منه إلا الحماقة أعيت من يداويها.
لقد تحدث الإعلامي إبراهيم عيسي أمس خلال تقديمه برنامج "نجوم اف ام" عن سر تقديس الهنود للبقرة، مضيفًا :"عيون البقر حزينة ولازم تكون حزينة.. كائن متحمل وكيانها فيه صلابة وليونة وأنوثة وشقاء).
وأضاف عيسي في ترهاته:" عندما اتأمل ملامح البقرة أشعر بالتقدير لها، ولا مانع من التصديق أن شعوبا كانت تقدسها لأنها تستاهل".
كما أشار إبراهيم عيسي، إلي أن تقديس الهنود للبقرة ليس بالغريب بل هو رقي وإحترام: وقال" أنا في الحقيقة أشك في عواطف الناس اللي بتسخر من تقدير الهنود للبقرة، واحنا في الحياة الفرعونية قدسنا البقرة لأنها كانت شريك في الحضارة، مشيرا إلي أن الفراعنة عبدوا العجل أوبيس..الخ
نعم.. يا عيسى البقرة هي شريك مع بقية أخواتها من الحيوانات،لكنها مخلوقات مسخرة،مع عوالم الأشجار والنباتات ،تسبح الله عز وجل، وتعبده ،وهي أفضل عند الله الخالق المقتدر، من صنوف عديدة من البشر الجعظري المتعجرف ،وممن يستكبرون عن عبادة الله ويلبسون الحق بالباطل وهم يعلمونه تمام العلم، لكنهم معرضون وخراصون ومرجفون مع سبق الإصرار والترصد!!
نعم نحترم البقرة ورسالتها في الدنيا ، لكن لا نقدسها يا أخ عيسي ، ونستمتع بخوارها وصوتها كما طلب عبدة العجل من بني إسرائيل.
لا مرحبا بك "عيسي" ولابتجديدك المغرض ،الذي يشبه حال "العيس" في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق كتفها محمول!!
وقد كنت أتمني أن تطلق العنان لفكرك لنري بديع خلق الله وعظيم آياته الكونية التي بهرت وسحرت عقول الفطرة السوية ، كي نصدع بذكر الله وتطمئن به القلوب ونقول" سبحان الخلاق العظيم" لا كي نصفق للملحدين عباد البقر!
يا عيسى.. إن البقر تشابه علينا،فعندنا سورة البقرة سميت هكذا كي تلفت الأنظار لأمثالك من المجادلين والسوفسطائين وأصحاب إتجاهات الفلسفة الحداثية بمفهومها الغربي المتحرر المارق!
يا عيسى.. جاءت سورة البقرة كأكبر سور القرآن وبها إشارات ودلالات حياتية وكونية لكل ذي عقل يعي، وبها قصة بني إسرائيل وقسوة قلوبهم وغلظة أفئدتهم، التي فاقت الحجارة تيبسا وموتا ،وجدلهم المستمر مع سيدنا موسى عليه السلام ورفضهم الإيمان فشدد عليهم وبذلوا الأمرين كي يستجيبوا لأمر الله وذبحوا البقرة وما كادوا يفعلون !!
ولكن يبدو أن الأبقار كما هي الطيور علي أشكالها تقع !!
يا عيسى ..اتق الله في نفسك وفي وطنك ..واتق يوم العودة للحكم العدل،الذي يفصل بين عباده فيما كانوا فيه يمارون ويختلفون ويجادولون !.
# اعتقد أننا أمام صورة ممجوجة من صور حروب الجيل الرابع وما بعده، لهدم المجتمع من الداخل وغرس القيم السلبية وتمييع الهوية الوطنية وتزييف الوعي، وقد تجاوز عيسى كل الحدود وكل الخطوط.. والمسؤولية أمام الله والناس لاتزال في ملعب النائب العام والأزهر والمجلس الأعلى للإعلام وكافة أجهزة الدولة المعنية..
ولله الأمر من قبل ومن بعد !