ناجى الشهابى يكتب فى عيد الام
الثلاثاء 22-03-2022
12:03 م
*في بداية الستينيات* ذهب الشاعر الغنائي الراحل *حسين السيد* في زيارة إلى أمه التركية الأصل في ليلة *عيد الأم* ، وكانت تسكن في *الطابق السادس* في إحدى عمارات القاهرة ، وبعدما صعد الدرج ووصل شقة والدته ، اكتشف أنه *نسي شراء هدية لأمه* ،
وكان من الصعب عليه النزول مرة أخرى ، خصوصا أن المصعد كان معطلاً ،
فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ يكتب ..
*ست الحبايب يا حبيبة*
*يا أغلى من روحي ودمي ..*
*ياحنينة وكلك طيبة*
*يارب يخليكي يا أمي ..*
*زمان سهرتي وتعبتي*
*وشلتي من عمري ليالي ..*
*ولسه برضه دلوقتي*
*بتحملي الهم بدالي ..*
*انام وتسهري وتباتي تفكري*
*وتصحي من الآدان وتيجي تشقري ..*
*تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي*
*ويدوم لي رضاكي ..*
*أنا روحي من روحِك أنت*
*وعايش مِن سر دعاكي ..*
*بِتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة ..*
*وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا ..*
*يارب يخليكي يا أمي*
*يارب يخليكي يا أمي ..*
*لو عشت طول عمري* *أوفي جمايلك الغاليه علي ..*
*أجيب منين عمر يكفي*
*وألاقي فين أغلى هدية ..*
*نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي ..*
*لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي ..*
*يا أغلى من روحي ودمي .*
فكانت هذه هي لحظة ميلاد الأغنية التي استغرقت كتابتها خمس دقائق فقط ..
وبعد انتهائه من الكتابة ، طرق شاعرنا باب الشقة وفتحت له والدته ،
وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ،
ووعدها بشكل عفوي بأنها سوف تسمعها في اليوم التالي على أمواج الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل دون أن يعرف كيف سيفي بوعده ..
أمام هذا المأزق ،
أتصل على الفور بالموسيقار *محمد عبدالوهاب* وشرح له الأمر وتلا عليه كلمات الأغنية على الهاتف ، فأعجب بها عبد الوهاب ، وقرر تلحينها لإهدائها إلى أمه وكل الأمهات في مصر والعالم العربي ،
فلم يستغرق اللحن منه عشر دقائق أيضاً ،
ثُم أتصل بِالمطربة *فايزة أحمد* التي أشتهرت بأغاني عن الأب *"حمال الأسية"* والأخ *"يا غالي عليا ياحبيبي ياخويا"*،
وفي 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها *محمد عبد الوهاب* على *العود* فقط ،
وفي نهاية اليوم نفسة كانت *فايزة أحمد* تغنيها في الإذاعة ، وبذلك وفى *السيد* بوعده لأمه ، ووصلت *فايزة أحمد* إلى القمة ، وحقق *محمد عبد الوهاب* أُمنِيته وأُمنِية العرب ، الذين ظلوا يطلبون الأغنية هدية لِأُمهاتهم على كافة المحطات العربية.
*اللهم أرحم الأحياء والأموات مِن أُمهاتنا وأبائنا جميعاً ، كما تعِبوا علينا وربونا صِغاراً ، وأغدقوا علينا عطفهُم وحنانهُم ورِعايتهُم .*
*اللهم آمين يارب العالمين*