التعايش السلبي .. مع كورونا..والدروس الضائعة !!
مع كثرة الجوائح،وتنامي التحديات ،وتزايد الأزمات الأممية وتداعياتها محليا ، يبدو أن أهل المحروسة قد ضجروا بسيرة كورونا وسنينها، وكلوا وملوا من وطأة سنوات المعاناة مع كوفيد العصر.
وفجأة ودون سابق إنذار نسي معظم المصريون فكرة التعايش الإيجابي مع كورونا، وخلع الناس الكمامات ،وازدحمت وسائل المواصلات العامة والمطاعم والأسواق والمحلات والمولات بأعداد غفيرة من البشر ، دون تباعد اجتماعي أو أية إجراءات احترازية ،ورجعت ريما لعادتها القديمة ،فلا محاذير ،ووداعا كورونا ومتحوراتها إلي غير رجعة !
وعلي المستوي الشعبي فلسان حالهم"يا عم سلمها لله .. سيبها ع الله ..قول يا باسط ".. "اللي يخاف من عفريت يطلعوا ".. "ومحدش بيموت ناقص عمر""!!
وجاء قرار أبناء المحروسة، بالتعايش السلبي مع كورونا ، والتخلي عن الإجراءات الوقائية والإحترازية ، بعد أن تراجعت أعداد المصريين المصابين المسجلين رسميا، ولكن الحقيقة المرة أن وباء كورونا لم ينته بعد ، وعاد من جديد بمتحورات جديدة وظهرت حالات كثيرة نظرا لغياب المناعة المكتسبة وكثرة التجمعات قبيل وأثناء أجازة عيد الأضحى.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا من متحور جديد أكثر خطرا وفتكا، ولا يستجيب لأية لقاحات!
وقال مدير المنظمة الدولية، تيدروس جيبريسوس، أن التهديد المتمثل في ظهور سلالة جديدة أكثر خطورة من فيروس كورونا، والتي ستكون اللقاحات الحالية ضدها غير فعالة!
وأبدى جيبريسوس قلقه إزاء الاتجاهات السائدة في بعض المناطق فعدد الوفيات المبلغ عنها في إفريقيا ومنطقة غرب المحيط الهادئ آخذ في الارتفاع.
وفي أميركا، تتزايد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد19 وكذلك الإصابة به، وأكد أنه "من السابق لأوانه القول إن الوباء قد انتهى ،ومن الصعب للغاية التكهن بكيفية تطور الفيروس.
وتلقت منظمة الصحة العالمية اعتبارا من 3 يونيو، تقارير عن إصابة 528،816،317 شخصا بفيروس كورونا منذ بدايةالوباء،6،294،969 حالة وفاة.
ورغم طغيان أزمات جديدة وانشغال العالم بها وتعجل الخروج من دائرة الكوفيد الملعونة،فقد أمست كورونا آفة وكارثة البشرية ومرضها العصري العضال، وما يزال كوفيد 19 زائرا ثقيل الظل ، لا يعرف الأعراف والآداب والقوانين، ومن المتوقع أن يرتاد ويقتحم كل بيت في أية لحظة بلا استئذان ، ويتحكم في إيقاع الحياة، ويخضع الجميع لأحكامه، وحتي إشعار آخر!.
وتبقي الحقيقة والخلاصة المؤلمة أن العالم يعايش موجات مؤلمة ومتتابعة أشد شراسة ، وهناك تهديد حقيقي وواضح بظهور فيروس جديد أكثر ضراوة!.
وفي إعتقادي أن التعاطي السلبي مع محنة كورونا وتوابعها ، وعدم الخروج بدروس مستفادة له عواقب وخيمة ،فالوباء موجود ولن يمنع تلقي التطعيمات وجرعاتها التعزيزية من الإصابة به مجددا .
وقد كان من دروسها كورونا ، تغيير نمط العادات الاجتماعية ،واهتمام المواطنين بالنظافة الشخصية والعامة وتناول الطعام الصحي المعزز لجهاز المناعة ،وارتداء الكمامات والأقنعة الواقية ، والحرص علي التباعد وغسيل الأيدي باستمرار، والابتعاد عن الاماكن المغلقة ،هذا علاوة زيادة الوعي بمخاطر المرض،و الحرص علي إلتزام العزل المنزلي عند الإحساس بأية أعراض مشابهة لعدوي الوباء.
وكنت أتصور أن تتكاتف الجهود الفردية والمبادرات المدنية مع جهود الدولة في تدشين معالم خطة التعايش الإيجابي مع كورونا وكل الأمراض الوبائية والموسمية ،ومتابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية، بصورة أكثر صرامة وتفعيل فرض الغرامات علي المخالفين ، بعد أن أثبتت فكرة المراهنة علي وعي المواطن أنها في حاجة للمراجعة.
وفي تقديري أن القوانين واللوائح لابد أن تتواكب مع شعور الناس بالمسؤولية ومغبة الاستهانة بالمرض.
نعم هناك تراجع ملحوظ في عدد المصابين،بعد أن بذلت الدولة جهودا كبيرا وماتزال لتطعيم وحماية المواطنين من تفشي العدوي ،وهو ما حقق مناعة جماعية تدريجية تحققت، وأتت ثمارها،وكل الامنيات والتطلعات ألا يعود الفيروس للنشاط من جديد مع بداية فصل الشتاء القادم ،أو أن يتم التوصل لأدوية وأمصال تقي من الإصابة وتعالج المرض في مراحله الأولى.
ومن الحكمة، إلتزام الحيطة والحذر ونبذ التواكل والأخذ بتمام وكامل الأسباب الصحيحة، وما تزال الوقاية خير من العلاج!.
