أحمد النجار يكتب : "البحر الأحمر السينمائي الدولي " : "حب السينما تحبك"
السبت 26-11-2022
09:10 م
ماحققه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي علي أرض الواقع لم يسبقه إليه مهرجان أخر . نجح المهرجان خلال ثلاث دورات منها واحدة ملغاة بسبب جائحة كورونا والثانية تنطلق خلال أيام قليلة (1-10 ديسمبر 2022) في تحقيق ثمار ومردود سينمائي كبير سواء علي مستوي صناعة الأفلام في الداخل والخارج بوضع ألية لدعم أفكار غير تقليدية بعضها وجد طريقه الي الشاشة والبعض الأخر في الطريق إليها خلال الساعات القليلة المقبلة أو علي مستوي التواجد الدولي بين المهرجانات الكبرى مثل فينيسا وكان وبرلين وهو ماتحقق بسلسلة الفعاليات التي نظمها البحر الأحمر السينمائي علي هامش دورات هذه المهرجانات خلال العامين الماضي والحالي .
دائما مانسمع أن الإمكانات المادية تصنع المعجزات لكن ماذا ستفعل الأموال إذا لم يتواجد الفكر والعقل الذي يدير المنظومة لإيصالها الي شاطئ النجاح خاصة وأن المهرجان سبقته الي الظهور بسنوات ضوئية طويلة مهرجانات أخري حققت نجاحا بارزا مثل القاهرة والجونة ومراكش وجميعها تحتل مكانة بارزة علي خارطة مهرجانات منطقة الشرق الأوسط .
إختار البحر الأحمرالسينمائي لنفسه طريقا مغايرا فعلي مستوي الصناعة ساهم في دعم أفلاما سعودية وغير سعودية عرفت طريقها الي منصات الجوائز كما انه ساهم أيضا ومنذ الدقائق الأولي للإعلان عن تأسيسه في الحفاظ علي تاريخنا السينمائي من خلال ترميم عدد من أهم كلاسيكيات السينما في المنطقة العربية والعالمية وهو الخط الذي سارت عليه مهرجانات أخري مثل القاهرة السينمائي الذي قرر خلال دورته الـ 44( 13 -22 نوفمبر 2022) ترميم فيلمان مصريان هما يوميات نائب في الأرياف للمخرج الراحل توفيق صالح وأغنية علي الممر للمخرج الراحل علي عبد الخالق وهو التقليد الذي حرص الفنان الكبير حسين فهمي رئيس المهرجان علي التأكيد عليه في كلمتيه خلال حفلي إفتتاح وختام المهرجان منذ أيام وشدد علي أنه تقليد سيكون سنويا خلال دورات المهرجان المقبلة .
في المقابل قرر البحر الأحمر السينمائي هذا العام وخلال دورته الثانية ترميم 7 أفلام دفعة واحدة متنوعة مابين عربية وأجنبية في محاولة منه للحفاظ علي التراث السينمائي دون النظر الي جنسية صانعيه فالمهم هو الحفاظ علي تلك الروائع حتي تكون صالحة للعرض في كل وقت وزمان .
إنفتح المهرجان علي الأخر من خلال سوق الأفلام وخلق حوارا سينمائيا عربيا أجنبيا ليتعرف الغرب علي صورة مقربة للمبدعين في المنطقة العربية بعدما كانت المسألة تعتمد علي المجهود الشخصي للمبدع او لشركة التوزيع التي كانت تملي شروطها وتفرضها عليه مقابل مشاركته في المهرجانات المختلفة أو توزيعه للعرض الخارجي وجعلت من سوق المهرجان جسرا للتواصل السينمائي بين الشرق والغرب في وقت أغلقت فيه مهرجانات عربية أخري أسواقها للأفلام بعدما فشلت في تحقيق أهدافها .
بات مهرجان البحر الأحمر قبلة السينمائيين في المنطقة الكل يسعي الي المشاركة بأفلامه في مسابقاته الطويلة والقصيرة أو في منصته لدعم الأفلام حيث أصبح الداعم الأهم والأكبر .
مثلما يدعم المهرجان تجارب واعدة شابة ويرمم تاريخ ليحميه من الإهمال والتحلل فهو يوجه تحية خاصة لكل صانع ونجم ساهم بعطائه في تشكيل وعي ووجدان المشاهد من خلال أفلامه فكما كرم في دورته الأولي الفنانة ليلي علوي والمخرجة السعودية هيفاء المنصور يكرم هذا العام إسطورة السينما الهندية شاروخان .
لاشك أن المهرجان خلق حالة من الشغف لدي المشاهد وصناع الأفلام وسيصبح شهر ديسمبر من كل عام عيدا للسينما ينطلق من مدينة جدة يحتضن كافة أطياف صناع الأفلام شرقا وغربا رافعا شعار" حب السينما تحبك ".