صحوة الشعوب
صحوة الشعوب فبعد ما مر بالبشرية من حروب وصراع وأزمات وأمراض فلقد أستفاقت الشعوب على تداعيات وأثار الصراع من ظهور أزمة الغذاء والطاقة فى بعض الدول وخاصة الأوروبية والتى سوف تزيد مع قدوم فصل الشتاء على الدول التى تعانى من نقص فى المخزون الآستراتيجى والسلع الرئيسية لحياة الشعوب ..
منذ فترة كانت منطقة الشرق الأوسط هى محور الصراع فى فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ..
وكم طالبت الدول العربية بوقف الصراع و الحروب ووجود حل لهذا الصراع وهذه القضايا التى تواجه الدول بسبب الصراع على مواردها والحفاظ على حق الدول فى السيادة على أراضيها وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وإقرار القوانين الدولية فى الحفاظ على السلم والأمن القومى ..
و حتى لا تمتد أثار هذا الصراع إلى بقية دول العالم وخاصة أزمة الاجئين الفارين من الحروب والإرهاب الذى تم تمويله من دول تهدف إلى نشر عموم الفوضى.. ولكن لم تحل هذه القضايا والسبب قانون المصالح بين القوى العالمية والإستفادة من ثروات المنطقة العربية وتنفيذ المخططات التى وضعتها لإستنزاف المنطقة والسيطرة على مصادر الطاقة والغاز ..
والأن أمتد الصراع ليشمل أماكن متفرقة من العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الإقتصاد العالمى .. وأمتد الصراع ليصل إلى الصين وجزيرة تايوان وتدخل الولايات المتحدة فى هذه القضية لتبدأ منطقة جديدة من مناطق الصراع ..
ان الحروب والصراع أدت إلى أزمات اقتصادية ونقص المعروض من المنتجات نتيجة العقوبات الاقتصادية ومنع تصدير بعض المنتجات الهامة مثل القمح والغاز .. وحاجة الدول إلى إستيراد هذه المنتجات وذلك لسببين ..
إما نقص الموارد الطبيعية كالغاز والقمح ومثال لذلك القارة الأوروبية .
وإما وجود الموارد وعدم الإستفادة منها وتصديرها كمواد خام ومثال لذلك الدول النامية فى العالم الثالث..
لعل هذه الأزمة الاقتصادية تكون السبب لصحوة الشعوب ومعرفتها الطريق إلى تحقيق الإكتفاء الذاتى لمن يمتلكون الموارد فيعملوا وينتجوا وبكتفوا..
واما الشعوب التى لا تمتلك هذه الموارد فعليها معرفة كيفية الإستفادة من مواردها المتاحة فى توفير منتجاتها سواء بتبادل السلع مع الدول الأخرى أو بوجود منتجات بديلة تغنى عن المواد المستوردة ..
لقد استفادت بعض القوى العالمية من مواردها فى رسم السياسة العالمية وذلك مثل روسيا فقد استفادت من وجود الغاز والقمح فى خدمة سياستها الخارجية.. واستبدلت الدولار بعملتها المحلية الروبل الروسى وكذلك الصين فى صراعها مع الولايات المتحدة ومحاولةضم جزيرة تايوان واستخدامها لمصادر قوتها الاقتصادية والعسكرية فى خدمة قضاياها والدفاع عنها..
لذا فعلى الشعوب والأمم ان تدعو إلى تغليب المصلحة الوطنية والتعامل وفق متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية والإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى فى رسم سياستها وتحقيق ريادتها وسيادتها والإستفادة من مواردها ..
والبداية ما فعلته الدول العربية خلال مؤتمر جده فقد حددوا خريطة تعاملهم مع القوى العالمية وفقا لصالح المنطقة العربية وقضاياها الوطنية وتحدثوا عن قضية فلسطين والعودة إلى اتفاق ما قبل 67 من وجود دولتين و ضرورة وجود حل للصراع فى المنطقة و القضاء على التمويل والدعم الذى يقدم للإرهابيين والدواعش وانتقالهم عبر الحدود بين الدول، وقضية سد النهضة فى منع دول المصب فى الاستفادة من حقوقهما فى نهر النيل والتعدى على نصيبهما الذى قررته المعاهدات التاريخية وأرسته القوانين الدولية المنظمة لمياه الأنهار ، وغيرها من قضايا الأمة العربية..
أن الدول العربية دولا قوية بمواردها وثرواتها ..
فدعونا نتجه نحو أمة عربية واحدة لديها أهداف وثوابت و نغلب المصلحة العليا لبلادنا ونستفيد من ثرواتنا فى خدمة قضايانا والدفاع عن أوطاننا فى ظل ذلك الصراع العالمى على الغذاء ومصادر الطاقة وثروات الشعوب..
فنحن أمةقوية بوحدتنا فلن يستطيعوا هزيمتنا..
بل الأيام القادمة ستكون شاهدة على قوتنا والسبيل إلى ذلك وحدتنا الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية ونستخدم جميع الوسائل الإعلامية فى نشر الوعى الوطنى والمخاطر التى تحيط بأمتنا ونشر الفكر والثقافة والمعرفة لإعادة بناء الإنسان العربى..
أما على المستوى الوطنى
فدعونا ندعو الى الوعى الوطنى والعمل والمسئولية المشتركة ..
ندافع عن الوطن ضد جميع المخاطر التى تحيط به سواء الخارجية ومنها الإرهاب وأزمة سد النهضة والتداعيات الإقتصادية للأزمة العالمية وعلى المستوى الداخلى إستكمال معركة البناء
و إمتلاك اسلحة القوة الاقتصادية والسياسية والقانونية والعلمية والإعلامية والعسكرية..
نراجع كل ما تم من خطط ومشروعات ونحدد أهداف المرحلة القادمة ومتطلباتها وأولوياتها طبقا للموارد المتاحة والإحتياجات وندعو إلى ترشيد الإستهلاك وتخفيض النفقات وزيادة الإنتاج والعمل لتحقيق الاكتفاء بمزيدا من المشروعات والصناعات الحيوية ذات الأولوية .
ندعو إلى الوحدة بين ابناء الوطن ونبذ الفرقة والإختلاف والوقوف صفا واحدا فى مواجهة الأزمات فالوقت وقت الوحدة والمجابهة .
تحقيق الإكتفاء الذاتى من المنتجات والصناعات المحلية بسواعدنا ومقوماتنا وإرادتنا الوطنية....
العودة الى المفاهيم الصحيحة للاديان والمنهج الوسطى ..
تطبيق القوانين وردع المخالفين وتحقيق العدل والمساواة ..
تطوير المنظومة الإدارية واستخدام التكنولوجيا بالتوافق مع الادوات التقليدية الورقية لتجنب مخاطر الحرب السيبرانية ..
استخدام الوسائل الإعلامية فى نشر الوعى والثقافة والفكر والمنهج الوسطى للاديان ومعاقبة المخالفين والفاسدين والمتاجربن ..
القضاء على الارهاب والفساد والجريمة ..
رفض ايا من المحاولات لإفساد قيمنا وعقيدتنا وديننا سواء على طريق القنوات الخارجية أم الداخلية والميديا التى تهدف لهدم عقيدة وقيم الإنسان..
بل نقاوم عوامل الهدم بعوامل البناء وذلك ببناء الإنسان علميا وثقافيا وفكريا والحفاظ على ديننا وعقيدتنا الوسطية السمحة ..
امتلاك السلاح الاقتصادى فهو سلاح القوة والردع ولن يكون إلا بالاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية فى تحقيق التنمية والاكتفاء الذاتى ..
ولنعلم انه لن يكفينا سوى غرسنا ولن يطعمنا سوى زرعنا ولن يسترنا إلا ما تنتجه مصانعنا وايادى عمالنا ولن يبنيه إلا سواعدنا ولن يدافع عنا سوى جيشنا خير أجناد الأرض فالجيوش حائط الصد والردع ..
فلنجعل هدفنا تحقيق الإكتقاء والريادة والدفاع وسننجح وسنجتاز هذه العقبات والمعوقات بالفكر المستنير و الإكفاء والمنجزين الذين يمتلكون الإرادة والأدارة والعلم والكفاءة والمسئولية والضمير ..
فالمسئولية تشاركية بين ابناء الوطن أجمعين حكاما ومحكومين ..
فلنطلق صيحة واحدة نعم من اجل الوطن والعمل والإنجاز والإبداع ..
ففى حب الوطن نصطف قيادة وشعبا وجيشا ونستكمل مسيرة العمل والبناء والدفاع..
فالوطن هو المرتجى والمبتغى وحفظه رسالة وبنائه أمانة والدفاع عنه شرف وغاية ..