خلال ندوة حوارية على هامش مؤتمر "قضايا المرأة المعاصرة"..متحدثات عربيات يؤكدن أهمية دور المرأة في تحقيق الاستقرار الأسري
دعت شخصيات نسوية عربية إلى تقليص الخلافات والصراعات الناجمة عن الأفكار السلبية تجاه المرأة العربية، وذلك برفع مستوى الوعي لدى المجتمعات العربية بأهمية دورة المرأة في تحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي، مؤكدين أنّ مواجهة تحديات الأسرة يكمن في المناهج التربوية والتعليمية القائمة على أسس علمية رصينة.
جاء ذلك في الندوة الحوارية الإلكترونية التي نظّمها ملتقى الدكتورة زينب الخفاجي بالتعاون مع مقهى رضا علوان في العراق، على هامش مؤتمر "قضايا المرأة المعاصرة لدى المجددين.. التحديات وآليات المعالجة" الذي ينظّمه اتحاد الجامعات الأفروآسيوية بالتعاون مع جامعة محمد الخامس والعديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية، في العاصمة المغربية في سبتمبر/ أيلول المقبل بمشاركة عشرات الباحثين والأكاديميين من دول عدة.
وقالت الدكتورة ماجدة محمود رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر -كبير مراسلي التلفزيون المصري- إن انعقاد مؤتمر للمرأة على هذا المستوى من الأمور المهمة لمعرفة المستجدات التي باتت تشكّل أزمات وصراعات يجب الوقوف على حلّها، خاصّة مع زيادة الفقر، وارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع الذي يفرز مشاكل لا عدّ ولا حصر لها يكون ضحيتها الأطفال.
وتطرقت محمود في مداخلتها بالندوة، إلى أوجه معاناة المرأة في أكثر من قطر عربي، واستعرضت أسباب المشاكل الاجتماعية التي خلّفتها المفاهيم المغلوطة الناشئة من البيئات المضطربة، والعادات والتقاليد السلبية التي تسيء فهم واقع المرأة العربية ودورها الإيجابي في حماية المجتمع من خلال ما تبثه من تربية في أسرتها الصغيرة.
وأكدت أن المرأة العربية الواعية هي صمام أمان للعائلة والمجتمع، داعيةً لتغيير حقيقي في الأفكار المغلوطة عن المرأة ودورها المنشود عربيا.
من جهتها عرضت الدكتورة زينب الخفاجي أستاذ الأدب العربي في الجامعة المستنصرية بالعراق، أشكال التكامل والتعاون بين الرجل والمرأة، وما يحققه ذلك التكامل في الحقوق والواجبات من استقرار الأسرة العربية، وما يترتب على ذلك من الحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه وقوته.
ودعت الخفاجي لإعطاء فرصة للمرأة وتعزيز قوة الإرادة لديها لتقوية دوافع الوصول والحصول على مساحة كافية للعمل ومحاولة الاعتماد على الذات وإعانة الشريك أو الأسرة سيما أن متطلبات الحياة باتت كثيرة جدا وأصبح الأولاد في وقتنا الحاضر لا يتسمون بالقبول والرضا ويطالبون الأبوين بالأكثر، وهذا التعزيز يجب أن تحصل عليه المرأة من المجتمع والأسرة والزوج وقبل ذلك يجب أن ينبع منها شخصيا.
بدورها، شددت المستشارة في قناة اقرأ الفضائية وعضو هيئة التدريس في جامعة منيسوتا الدكتورة رفيدة الحبش، على ضرورة إنصاف المرأة العربية وتحقيق العدالة في قضاياها بعيدًا عن الجور والظلم.
وقالت، إن المرأة والرجل نوعان مختلفان يكمّل كل منهما الآخر؛ ولكل منهما حقوق وواجبات ولا بد من قيام كل طرف بمسؤولياته لتكتمل الحياة بعيدًا عن الخلافات والصراعات.
واتفقت الدكتورة جيهان سباق علي، المحاضرة بكلية الاتصال والعلوم الإنسانية بجامعة منيسوتا الأمريكية، وعضو اللجنة الإعلامية بالاتحاد الأفروآسيوي، مع الحبش في الدعوة لتكاملية الدور بين الرجل والمرأة، ومنح الأخيرة حقوقها وفق ما نص عليه الشرع الحنيف.
واستعرضت د. جيهان، جوانب من اهتمامات المرأة العربية اليومية، وما تفرضه ضغوط الحياة عليها، لافتةً إلى تذرّع بعض الأزواج بعمل المرأة للانسحاب من واجباتهم الأسرية، ما يؤدي إلى اختلالات اجتماعية تنتهي بمشاكل لا عدّ لها.
وأشارت إلى انتقاص الرجال لدور المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحذّرت من أن سخرية الرجل من المرأة أو العكس وإطلاق النكت اليومية يحمل في باطنه أفكارًا هدّامة تشكل فكر ووجدان جيل بأكمله من الصبايا والشباب، لم يعرفوا البر واحترام الزوج وتقديس الأسرة وقيمة العائلة.
وقالت ، إن الأسرة العربية تواجه تحديات عميقة، ولا مجال للصراع والاختلاف، مبينةً أن الحل يكمن في التربية والتعليم الصحيحين، وتدريب وتثقيف المجتمع برفع الوعي بأهمية الحياة الأسرية، والعودة لقيمنا وأخلاقياتنا العربية الأصيلة، وقبل كل ذلك التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
بدورها، أشارت الدكتورة بيسان خالد علي أستاذة البلاغة في الجامعة العراقية، لواجبات المرأة المتعددة في البيت والعمل، وتناولت التحديات التي تواجه المرأة العربية خصوصا في المجتمع التي يغلب عليها العنف ضد المرأة نتيجة للبيئة الذكورية التي فرضتها عادات غير حميدة في المجتمع العربي.
وفيما يتعلق بمستوى البحوث المشاركة في المؤتمر، وإن كانت تستجيب للمشكلات التي تطال المرأة العربية، أكدت الدكتورة أميرة عبد المنعم مسؤولة المتابعة والتنسيق والتواصل واستقبال البحوث، أن عناوين البحوث تشارك في مستوى الطموح وتواكب مشاكل العصر من العنف ضد المرأة، والأنوثة الميتة، واستغلال المرأة في وسائل الإعلام، وحقوق المرأة في الإسلام، وكيف نحمي المرأة، وغيرها من العناوين التي تغوص في المشكلات الحقيقية التي تعانيها المرأة وتحاول أن تلامسها وتضع حلولًا لها .
وأشارت د. بيسان في كلمتها بالندوة، إلى تسلّم إدارة المؤتمر العشرات من الملخصات البحثية من دول عربية وإسلامية وغربية عديدة، ما يعكس أهمية القضية التي يتناولها المؤتمر.
وأوضحت ، أن البحوث المعتمدة من اللجنة العلمية، ستنشر في مجلة "بحوث" الصادرة عن مركز لندن للبحوث والدراسات والاستشارات، لتبقى وثيقة يرجع إليها كلّ مسؤول وباحث عربي للتعرف على واقع المرأة.