00:49 | 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

خط بارليف وسلاح المهندسين فى ذاكرة التاريخ لانتصارات حرب اكتوبر

الخميس 05-10-2023 12:00 م
خط بارليف وسلاح المهندسين فى ذاكرة التاريخ لانتصارات  حرب اكتوبر
خالدنوار

لعب سلاح المهندسين العسكريين دورا كبيرا في الانتصار المبين في إنتصار أكتوبر المجيد حيث كان إحدي أهم الركائز الأساسية التى اعتمدت عليها القوات المسلحة فى هذا النصر المجيد، بالانتصار على العدو ،لم يكن عسكريا فقط بل فكرياً أيضا، حيث أجمعت دول العالم على استحالة التغلب على مشكلات عبور قناة السويس وخط بارليف وتنفيذ هذه المهمات    لتدمير خط بارليف، ولكن تغلب المصريون على ذلك بعقلهم وابتكروا اساليب وحلولاً لم يكن أحد فى العالم يتوقعها.         ٨٨ شهيد ٨٤ جريحا ضحوا بأرواحهم لكي تظل الكباري بكامل كفاءتها  

قال الجنرال اليعازر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي فى مذكراته «» مناقشات القيادة الإسرائيلية لدراسة احتمال عبور المصريين القناة بحضور وزير الدفاع «موشي ديان» استبعدت  وجود قطاع هندسي مؤثر في الجيش المصري، وأكدت أن المصريين يحتاجون لعبور قناة السويس إلى سلاح المهندسين الأمريكي والسوفييتي مجتمعين للمساعدة في ذلك، وكان لديهم ثقة مفرطة في عجز سلاح المهندسين المصري في تشكيل أي خطر على خط بارليف والعبور،ولم يكن ديان يبالغ فى قوله، حيث كانت قناة السويس أصعب مانع مائى فى التاريخ حيث كان عرضها يتراوح بين 180 و200 متر، وأجنابها حادة الميل ومكسوة بالحجارة لمنع انهيار التربة للقاع، ولتصعيب مهمة العبور قامت إسرائيل بإنشاء سد ترابى على الضفة الشرقية للقناة بارتفاع يصل إلى 20 مترا فى بعض المناطق الهامة، وقاموا بزحزحة الساتر إلى أن أصبح يتقابل مع ميل الشاطئ بزاوية ميل تراوح بين 45 و65 درجة طبقا لطبيعة الأرض، مما جعل الأمر يستحيل عبور أى برمائية أو عربات مجنزرة فى ظل هذه الظروف، هذا إن نجحت فى عبور القناة أصلا.                                  * أهم تكليفات سلاح المهندسين

-فتح 70 ثغرة في الساتر الترابي خط بارليف على الجانب البعيد، كل منها 1500 متر مكعب.

-    إنشاء 10 كباري ثقيلة لنقل لعبور الدبابات والمدافع والمعدات الثقيلة.

-    إنشاء 5 كباري خفيفة حتى يمكنها تجنب نيران العدو وبالتالي تخفف من هجوم العدو على الكباري الرئيسية وتكون مشابهة للكباري الثقيلة ولكن حمولتها 4 طن فقط.

-    بناء 10 كباري اقتحام لعبور المشاة.

-    تجهيز وتشغيل 35 معدية نقل عبر القناة.
-    تشغيل 720 قاربا مطاطيا لعبور المشاة.
ورغم أن التكليفات كانت على النحو السابق إلا أن الإنجازات التي أنجزها رجال القوات المسلحة أكبر من ذلك فقد نجحت جهود سلاح المهندسين العسكريين وابتكارتهم الفذه وحلولهم العلمية في حل المشاكل التي كانت تواجه عبور القوات مانع مائي فوق (قناة السويس ) ثم المانع الثاني السد الترابي المقام علي ارتفاع 20 متر ( خط برليف )، واستطاعت ابتكارات المهندسين المصريين بناء دشم طائرات وبناء قواعد الصواريخ كما استطاعت ان تقلل المده الزمنية لبناء كباري الاقتحام عبر القناة من 24 ساعه الي 5 ساعات واستطاع المهندسين العسكريين بعد تجارب عديده ان يتغلبوا علي مشكله السد الترابي باستخدام طلمبات المياة التوربينية التي تدفع المياة بمدفع مائي من خلال 300 تجربة علمية .
بداية التجهيزات 
حيث اجتمع قادة المهندسين العسكريين  بأساتذة كليات الهندسة وناقشوا أبحاث هيدرولكية لازاحة التراب بالماء وأن كل متر مكعب كم يحتاج من المياة لهدمه، قبل أن يقوم الضابط باقى زكي يوسف مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها في مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى (خط بارليف). وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ او تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت وبعد مناقشات طويلة قام باقى زكى بتصميم مدفع مائى فائق القوة لقذف المياه، في إمكانه أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أى ساتر رملي أو ترابي في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية وقد صنعت هذه المدافع المائية لمصر شركة المانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم في مجال إطفاء الحرائق. وعليه فقد قامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة ،حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابى أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة .

*الإنجازات*
لقد كانت الوحدات الهندسية المكلفة بهذه المهمات حوالي 35 كتيبة في مختلف التخصصات، ويجدر الإشارة إلى أن سلاح المهندسين كان هو المفاجأة والضربة الرئيسية للعدو في استراتيجيات المعركة بشكل عام، حيث ابتكر المهندسون العسكريون نوع كبارى على لوريات تجهز بسطح خاص ويسقط مزلقان حيث يطفو على سطح القناه بقطع منفصلة يتم اتصالها ببعض ليكون معبرا طويلا  ومجوفة ومحقنة بالفلين حتى تستطيع ان تحمل اوزان الدبابات والمدرعات والمجنزرات فكانت من الطرازات القديمة المخزنة سنة 1956 ولكن كانت مصممة التركيب فى 24 ساعة وهى من طراز بيلى الانجليزى والكبارى الروسية والكوبرى المصرى بعد ان تم التعديل وكل المعدات المصممة للانتقال بين الشاطئين بواسطة لانشات بعد تجميع عدد من البراطيم  (مكون الكوبرى ) في 5 ساعات فقط وتم التدريب على ان يستغرق ساعتين. 
كذلك ابتكروا سلالم باحبال وعارضات خشبية لسهولة تسلق الحاجز الترابى ، وكان قد تم جلب معدات الجسور وقوارب الهجوم الي القناة ليلة الخميس من اكتوبر حيث تم اخفاؤها تحت ساتر التل الرملي او الحفر، وفي ساعه الصفر  تم بسرعه استخدام البولدوزرات لازالة الرمال من القطاعات التي كان قد تم تقليصها بوجه خاص في التل الرملي لينفتح الطريق بطول القناة بحيث يمكن البدء في عملية مد الجسور وفي الساعه 1515  .. كان حوالي 15000 من رجال سلاح المهندسين قد عبروا الممر المائي  ..

*جسور خداعيه*
كما نفذ سلاح المهندسين العسكريين عشرة جسور خداعية يفصل بين كل منهما والأخر نحو عشرة أميال لأنه كان من المتوقع أنه بمجرد ان يدرك الاسرائيلييون ما يجري فأن سلاح الجو الاسرئيلي سيحاول قصف أية جسور عبر القناة ،وبالفعل تم قصف كل هذه الجسور خلال الساعات الاولي من بعد الظهر .. وكانت الجسور الخداعية خفيفة ويمكن استخدامها وتشبة الجسور الحقيقية من جوانب كثيرة لاسيما من حيث الشكل الخارجي .. 
وقد قام المهندسون العسكريون بفتح 76 ثغرة في التل الرملي الدفاعي في الصفة الشرقية  وبحلول منتصف الليل كان العدد قد ارتفع الي 82 ثغرة معظمها في القطاع الشمالي حيث كان يعمل نحو 50 عبارة  .. وكان المصريون يملكون اعدادا من العبارات السوفيتية الجديدة من طراز ( جي . بي . أس ) بالاضافة الي بعض الانواع الاقدم  .. وكانت هذه العبارات تتحرك علي الارض علي قضبان من جزءين  وهي قضبان كانت تنضم معا في الماء ،وكان الجزء الرئيسى  من فرق المشاة قد وصل الى الضفة الشرقية بحلول الساعة  1930 .

*الشهداء*
وأثناء الحرب قدم سلاح المهندسين 88 شهيد 84 جريحا ضحوا بأرواحهم لكي تظل الكباري بكامل كفاءتها  ، رغم الغارات الجوية الإسرائيلية ، وبين حقول الألغام وهم يفتحون فيها الثغرات في عمق سيناء  ، وفي المطارات الحربية قدموا أغلي ما يكون لكي تبقي المطارات والمعابر بكفاءة 100 % عقب غارات القاذفات الإسرائيلية ، وبين  الشهداء أحد قادة هذه الالوية البطل لواء أحمد حمدي الذي إستشهد وهو يشترك مع ضباطه وجنوده في إصلاح كوبري (( الشط )) بالجيش الثالث .

*مذكرات الشاذلي**
ويقول الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الإركان الأسبق في مذكراته عن الحرب إن الجيش المصرى حاول استخدام عدة وسائل لفتح الثغرات فى الساتر الترابى مثل استخدام المدفعية الثقيلية والديناميت إلا أن نتائج التجارب لم تكن مبشرة، وجاءت إجابة تلك المعضلة من أحد الضباط المصريين الذين عملوا فى بناء السد العالى باقى زكي يوسف حيث اقترح فتح الثغرات باستخدام مضخات المياة، وأجرى سلاح المهندسين تجربة على تلك الفكرة وكانت النتائج مذهلة، واثبتت جدارتها فى الحرب الفعلية حيث استطاع سلاح المهندسين فتح 70 ثغرة فى الساتر الترابى بكل منها 1500 متر مكعب، خلال سويعات.

*اللواء البرمائى*
عندما صدر قرار تشكيل هذا اللواء البرمائى بداية عام 72 جاء في حيثيات القرار أن الهدف من هذا اللواء هو دفعه في عمق العدو عبر البحيرات أو من البحر وتكون مهمته شل مراكز قيادة العدو أو ارباكها وتعطيل تقدم الاحتياطيات من خطوط العدو الخلفية في طريقها لمواجهة قواتنا بعمليات هجوم مضاد ووضعت القيادة العامة هذا اللواء ضمن خطة الخداع الاستراتيجي والمفاجأة.
لقد كان من المقرر أن المعديات ستقوم بنقل الدبابات من غرب القناة إلى الضفة الشرقية طبقاً لجداول توقيتات تجعل هذه الدبابات غير مستعدة للعمل والقتال قبل الساعة س+5 أي بعد ساعة الصفر بخمس ساعات في حين يستطيع اللواء البرمائي عبور البحيرات في أقل من ساعة واحدة وبأعداد كبيرة من الدبابات والعربات مما يشكل تهديداً خطيراً لقيادات العدو واحتياطياته المتحركة.
ووضعت خطة تدريب اللواء البرمائي على هذه الأساس وظل أفراده على التدريب لشهور طويلة وشملت عمليات التدريب عبور برمائيات لنقل قوات من المشاة الميكانيكية وبأسلوب عمل الوحدات الخاصة.
في ليلة 18-19 يوليو 73 تم الاختبار النهائي لقدرات هذا اللواء في منطقة التدريب غرب الاسكندرية وبقى في مياه البحر لأكثر من خمس ساعات ونجح في الابرار على الشاطئ والتقدم براً لتنفيذ مهمته في صد وعرقلة القوات المعادية المتقدمة من العمق، ولأن العملية التدريبية كانت أشق كثيراً من المهمة القتالية التي سيواجهها هذا اللواء فقد أسفر التدريب عن خسارة مركبتين وفقد عشرة أفراد تم العثور على سبعة منهم في الصباح وتأكد استشهاد ثلاثة، وهكذا قدم اللواء البرمائي أول شهداء العبور قبل المعركة بأكثر من ستة أشهر، لكن خسائره في عملية العبور الحقيقية كانت فرداً واحداً.
وكانت التشكيلات الجديدة التي تم تكوينها قبل الحرب تمثل مفاجأة بالغة للعدو بالإضافة إلى تجهيزاتها غير المتوقعة وكما تم تشكيل اللواء البرمائي الذي فوجئ العدو به وراء خطوطه كانت هناك وحدات مهندسين جديدة انضمت إلى الوحدات الأصلية في كل التخصصات.

بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر