حكاية بيت السحيمي
الخميس 28-07-2022
05:05 م
يقع المنزل بحارة الدرب الأصفر إحدى الحارات العتيقة بمدينة القاهرة الفاطمية، وقد شيد في العصر العثماني حيث أنشأ القسم الجنوبي منه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام ١٠٥٨هـ/١٦٤٨م، بينما أنشأ القسم الشمالي الحاج إسماعيل شلبي عام ١٢١١هـ/١٧٩٦م، ثم آلت ملكيته إلى الشيخ "أمين السحيمي" شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بشرائه بمبلغ ٦٠٠٠ جم عام ١٩٣٠م.
يمثل ذلك البيت أسلوب العمارة السكنية خلال العصور الوسطى؛ فالشبابيك السفلية بالواجهة الخارجية التي صممت بحيث تكون مرتفعة والمشربيات العلوية المغشاة بالخشب الخرط ومدخل المنزل المؤدي إلى ممر منكسر جميعها نفذت على هذا النحو مراعاة لخصوصية أهل المنزل، وينتهي الممر المنكسر بالفناء الأوسط الذي تتوسطه حديقة صغيرة يجاورها بئر ماء البيت، ويعد هذا الفناء متنفس البيت والوحدة الرئيسية بالمنزل، ويتصدر الضلع الشمالي له وحدة انتظار واستقبال الضيوف أو "التختبوش" (كلمة فارسية تعني صاحب المقعد أو الكرسي) وهي عبارة عن مساحة مفتوحة على الصحن مباشرة، كما نجد المندرة (المنظرة) بضلع الفناء الجنوبي، وبالضلع الشرقي والغربي مداخل تؤدي إلى قاعات سفلية وسلالم صاعدة إلى القاعات العلوية. وتتكون القاعات من مساحة وسطى تمثل الدرقاعة، ويتعامد عليها إيوانان، ويفتح بأعلاها شبابيك للإضاءة والتهوية، وتزين أرضية الدرقاعات الفسيفساء الرخامية ذات التشكيلات الهندسية، وتظهر روعة الأعمال الخشبية في الأسقف والكتبيات الحائطية، وقد تم تجليد الجزء السفلي من الجدران بالخشب، كما نجد الأشرطة التي تحمل أشعار بردة البوصيري التي تميز منشآت العصر العثماني بشكل عام، ومن العناصر الهامة بالبيت المقعد الذي يقع أعلى المدخل بالضلع الجنوبي ليستقبل الرياح الشمالية في فصل الصيف، ومن أهم القاعات بالبيت القاعة الخزفية التي تعلو التختبوش حيث كسيت جدرانها ببلاطات القاشاني العثماني كما نجد بها عدد من الأطباق الخزفية، ومن أهم عناصر البيت كرسي الولادة والحمام المجاور للقاعة الخزفية الذي يعتبر تصغيرًا للحمامات العامة، أما الفناء الخلفي فيوجد به حديقة وطاحونة للحبوب وساقية مياه للشرب.