العــم جوجل
ان لم تمتلك يوما مصباحًا سحريًا مثل علاء الدين وكنت حاسدًا له فلا تقلق فاليوم أصبح لدى العالم المليارات من المصابيح السحرية على غرار مصباح علاء الدين السحري كما تم أيضا استنساخ عدد لا نهائي من الجنى الأزرق الظريف الضخم ذو الشعر المبروم، لا تتعجب فمن منا لم يزر يوميا محرك البحث الشهير جوجل انه المصباح السحري الموجود الان لدى الجميع والذي اضاء نوره اول مرة في العام 1998 على يد اثنين من المبرمجين الأمريكيين.
انه العم جوجل او مصباحك السحري الذي سوف يلبى كل طلباتك، فبمجرد ان تدلك مصباحك السحري وانت تحرك يدك بخفة على لوحة المفاتيح الخاصة بحاسوبك الشخصي او بهاتفك الذكي حتى تجد بين يديك الجني الضخم جاهز ليسمع ويلبي كافة أمنياتك انه الان خادمك الأمين فاسمه المحرف قليلا عن الإنجليزية يعنى الرقم واحد متبوعًا بمائة صفر وذلك للدلالة على امكانياته الهائلة،
ولك ان تطمئن فلن يكون لعدد أمنياتك سقف فجوجل او مصباحك السحري الجديد لن يعاملك كما عامل الجنى الفنان إسماعيل ياسين في فيلمه الشهير ويتفق معك ويقاولك على عشرة أمنيات فقط بعدها يتركك لحالك فمع العم جوجل الامر يختلف تماما فلا سقف لعدد طلباتك وأمنياتك! فقط تمنى وهو يحقق لك امانيك.
فالعم جوجل يوميا يلبي ما يقارب الخمسة مليارات امنية حول العالم انه بالحقيقة خارق أكثر من مصباح علاء الدين فلو فرضنا جدلا ان حضر اليوم علاء الدين لفرح وابتهج أكثر بالعم جوجل فهو أثمن وأفضل من مصباحه ذو الجني الواحد فالعم جوجل لدية المليارات من هذا الجني مسخرين وخاضعين لك تماما فعندما تكون قد اتممت قراءة هذا المقال يكون العم جوجل قد حقق ما يقارب العشرين مليون امنيه حول العالم، لعل ذلك يثير غيرة جني علاء الدين نفسه.
ولك ان تطمئن ان جعفر ذلك الساحر اللص الذي كان يحارب علاء الدين قديما للاستيلاء على المصباح السحري لن ينازعك او يحاربك ليسرق منك مصباحك الجديد فهناك المليارات منه فالعم جوجل خادم للجميع وقادر على تلبيه أمنيات الجميع.
كما ان مصباحك السحري الجديد لا يشيخ ولا يتقادم فكلما تقدمت به الأيام والسنون يزداد هو شبابا وسرعه ورشاقةً يوما بعد يوم فالغريب ان الزمن يؤثر فيه للأفضل فيجعله أكثر اشراقا وشبابا، والغريب انه عندما تدخل مقر شركة جوجل سوف تجد هيكلا عظميا لديناصورا يشاهده موظفين الشركة يوميا وذلك بغرض حثهم على تطوير مصباحهم السحري الجديد حتى لا ينقرض ويتلف مثل هذا الديناصور.
كما ان العم جوجل هو ذلك الصديق المخلص لك الذي يعلم ادق اسرارك وكلمات السر الخاص ببريدك الإلكتروني وكلمات السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي خاصتك انه كاتم امين للسر وان شعرت بالملل فهو أيضا يقدم لك الملايين من الكتب العلمية والقصص الترفيهية والأفلام فهو أعظم من مكتبة الإسكندرية القديمة في شموخها وأعرق من الكتب الاغريقية في مجدها وأفضل من هوليود التي هي مرآة العالم للسينما،
ولعلك تدرك ان العم جوجل يعلم إلى اين تذهب وأين تقيم ويخبرك ان كان طريقك مزدحم بالسيارات او خالي من الاختناقات المرورية كما أنه يرشدك إلى أقصر الطرق والمسالك وخطط السير البديلة حال وجود ازدحام بها فمن منا لم يستخدم خدمة جوجل ماب ومن منا لم يستمع لتعليمات العم جوجل وهو يرشدك للطريق الصحيح حتى تصل غايتك انه المصباح العجيب الذي يحفظ كافة خرائط العالم جميعها وشوارعها وحتى ازقتها تفصيلا.
لعل الكثيرون منا لا يعرفون ان الشعار الرسمي لشركة جوجل هو – ان لا تكن شريرا - ومع ذلك فهو لا يجادلك فيما تطلبه ان كنت تطلب الفضيلة والمعرفة فسوف يحضرها لك وان كنت تطلب ما يضرك فسوف يكون بين يديك وتحت انظارك في جزء من الثانية انه لن يجادلك او يخبرك بما هو صالح لك او بما هو يضرك انه العم جوجل الذي يهتم بأبناء أخيه ويحقق لهم جميع طلباتهم وامنياتهم انه كالخادم الأمين والخاضع لك يذهب بك أينما تريد ويسافر بك إلى اقاصي الأرض انه على استعداد لتعليمك وتثقيفك ومحادثتك بما هو نافع لك انه ببساطة انعكاس واستجابة لرغباتك وتفكيرك وأهوائك وحتى شهواتك أيضا،
وأخيرا يبقى الجهل اختياريا في أيامنا هذه فالعلم والثقافة والمعرفة متاحة للجميع وفي يد الجميع فقط افرك مصباحك السحري وحرك يديك على لوحة المفاتيح الخاصة بك وتجد الجنى أو العم جوجل في خدمتك،