إنقذوا منتخب الشباب
من أهم الأزمات التي عانت منها الكرة المصرية في السنوات الأخيرة عدم الإهتمام بمنتخبات الناشئين والشباب حتى من جانب الأندية العملاقة مثل الأهلي والزمالك التي أصبحت تطبق المثل الشهير "شراء العبد ولا تربيته" بشراء النجم الجاهز من أندية أخرى أو من خارج مصر، فإنهار قطاع الناشئين داخل مصر وقل جدا ظهور المواهب وعنصر الإحلال والتجديد الذي لم يعد موجودا في مصر سوى فيما ندر عندما دفع المدير الفني الهارب من الزمالك باتريس كارتيرون مثلا بمجموعة من الناشئين من تحت السن في الفترة الماضية.
أقول هذا بمناسبة إقتراب موعد تصفيات كأس الأمم الأفريقية للشباب "تحت 20 سنة" والتي تقام نهائياتها في موريتانيا خلال شهري يناير وفبراير 2021 ورغم ذلك فإن الإهتمام بتلك البطولة التي تنطلق تصفياتها بين 9 و24 نوفمبر القادم في تونس بمشاركة منتخبات عملاقة هي تونس المنظم والجزائر والمغرب وليبيا ، تحت الصفر.
الكابتن ربيع ياسين المدير الفني للفريق يعاني الأمرين من أجل تجميع القوام الرئيسي للفريق ولكنه يصفق بمفرده ولا يجد أي معاون لتكوين إستراتيجيته في إعداد الفريق وهو صاحب آخر إنجاز لفرق مصر في بطولات الناشئين والشباب عام 2013 رغم توقف النشاط الكروي وقتها عفب أحداث بورسعيد عندما قاد شباب مصر للفوز بالبطولة في الجزائر وتأهل وقتها لكأس العالم ومن بعدها لم نشاهد فريق مصري في بطولة أفريقيا سوى عام 2017 عندما تأهل منتخبنا للنهائيات وخرج من الدور الأول.
وفي منتخبات الناشئين، الأمر أكثر خطورة لأن منتخب مصر لم يتأهل لبطولة أفريقيا تحت 17 سنة منذ بطولة 2003 أي منذ 17 عاما.
الأزمة التي يعيشها ربيع ياسين ابو الأشبال هي أنه لم يستطع تجميع كل عناصره ولو لمرة واحدة منذ بدأ مهمته حتى الآن والمتبقى على التصفيات القوية نحو 40 يوما حتى أنه خاض مباراة ودية للإستعداد للتصفيات ولديه 4 فقط من قوامه الرئيسي منهم 3 في مركز المساك وظهير ايسر بينما غاب كل الباقين.
العجيب أن ربيع أبدى مرونة شديدة مع أندية اللاعبين ولم يصر على ضم من يلعبون بإستمرار مع أنديتهم مثل أحمد عيد الذي أصبح الظهير الأيمن الأساسي للزمالك مؤخرا في ظل إصابة حازم إمام وتحدث مع كل مدربي الأندية مطالبا بضم من لا يشاركون في المباريات بحيث يتم تحفيظهم طرق اللعب وإعدادهم مهاريا وخططيا بشكل جماعي يضمن تجانس الفريق قبل المعترك الأفريقي، ولكن دون جدوى ، فلم يستجب أحد وهم على مشارف مهمة قومية ليس فقط في البطولة الأفريقية وإنما لإعداد جيل كامل من اللاعبين قد يعيد مصر للسيادة الإفريقية أسوة بما حدث مع جيل 2003 الذي قاده المعلم حسن شحاته للفوز بكأس الأمم الأفريقية للشباب والتأهل لكاس العالم ومن بعدها كان هذا الفريق القوام الأساسي لجيل إجتاح الكرة الأفريقية على مستوى الكبار وحقق كأس الأمم 3 مرات.
حتى الآن لم ينضم لاعبون مثل لاعبي الزمالك أحمد عيد وحسام أشرف وأسامة فيصل وياسين مرعي ولاعب الأهلي العربي بدر ولاعب بيراميدز إبراهيم عادل ولاعبي الجيش محمد شحاته ومحمد سمير وعبد الغني محمد لاعب الإتحاد وزياد فرج لاعب المصري، فليس من المعقول أن يخوض الفريق مرانه الآن بدون 19 لاعبا من القوام الرئيسي قبل أيام من التصفيات الصعبة.
أعتقد أن دور اللجنة الخماسية الآن ، وهي التي لم تنجح في حسم العديد من الملفات، أن تقوم بالتعاون مع الجهاز الفني بقيادة ربيع ياسين لإكتمال عناصره قبل التصفيات، فربما يكون هذا الجيل طوق النجاة للكرة المصرية وأملها في المستقبل القريب.
Adwar10@hotmail.com