"الكورد في الوثائق البريطانية والصحف الأجنبية والعربية" .. كتاب جديد ل شيركو حبيب
صدر حديثا للكاتب الصحفي شيركو حبيب، كتاب "الكورد في وثائق للأرشيف الوطني البريطاني وعدد من الصحف الأجنبية والعربية من 1945 إلى 1977".
الكتاب الذي قدمه وراجعه الأستاذ الدكتور عبد الفتاح على البوتاني، هو التاسع للمؤلف والمترجم شيركو حبيب في الوثائق البريطانية المترجمة عن القضية الكردية، والحادي عشر له كباحث ومختص بشؤون الشرق الأوسط، وهو مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، وأسهم خلال العقد الأخير في تمتين العلاقات الثقافية والمدنية بين القاهرة وأربيل.
يحتوي الكتاب على وثائق وتقارير صحفية حول الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني، و يكشف العديد من الجوانب التي لا يعرفها البعض من الجيل الحالي عن تضحيات البارزانيين ونضالهم الوطني، ويقدم 61 تقريرا ووثيقة حول مسار الحركة القومية الكردية، كما يتطرق إلى مدة حكم عبد الكريم قاسم وانقلاب 8 شباط 1963، واتفاقية وقف إطلاق النار عام 1964، واتفاقية حزيران 1966، وإنجاز الثورة الكردية الحكم الذاتي لكردستان وفق اتفاقية 11 آذار 1970، ثم استئناف القتال عام 1974.
ويتعرض الكتاب لانتكاسة الثورة الكردية إثر اتفاقية الجزائر في 6 آرت آذار عام 1975، ويستعرض تصريح البارزاني للكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل "الثورة لم تنته، لكنها توقفت في الوقت الحاضر، الشعب الكوردي باق و دوره لا ينتهي".
واشتملت الصفحات السبع والعشرون الأخيرة من الكتاب الذي يقع في 172 صفحة من القطع المتوسط، على صور أرشيفية نادرة أبرزها للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني ورفاقه مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي استقبلهم في القاهرة مطلع أكتوبر من العام 1958 بعد عودة البارزاني من المنفى في الاتحاد السوفيتي، بخلاف مانشيتات الصحف المصرية والعربية والأجنبية الصادرة خلال الفترة محل البحث حول القضية الكردية.
وينشر شيركو حبيب في كتابه الجديد تحقيقا من العراق أجراه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد لجريدة الأهرام في 26 مارس 1970 مع ملا مصطفى البارزاني والذي وصفه بأسطورة كوردستان، كذلك مقابلة صحفية للبارزاني مع صحيفة الأخبار المصرية في 29 أكتوبر 1966 يؤكد خلالها أن قضية فلسطين ليست قضية العرب وحدهم ولكنها قضية إنسانية، كما يكشف عن زيارة تاريخية فريدة أجراها وفد الزعماء الأكراد إلى مدينة بورسعيد عام 1956 التي شهدت العدوان الثلاثي على شعبها المقاوم.
يشارك المؤلف رسالة نادرة من وزير خارجية أمريكا هنري كيسنجر للبارزاني في فبراير 1975 وتؤكد احترامه النضال الكردي والقراءة البارزانية الواقعية للأزمة في العراق، كما ينشر عن نفس العام تصريحا هاما من البارزاني خلال مقابلته الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في طهران، وقال فيه "لقد كانت ثورتي حركة قومية ولم يكن للإسرائيليين علاقة بها ورفضت محاولاتهم الاتصال بي.. وهم سعداء بتوقف الثورة الكوردية ولقد انتهى دوري شخصيا لكن الشعب الكوردي باق وسوف تبرز له قيادات جديدة تتولى تنظيم مقاومته، فالشعب الكوردي لا يمكن أن ينتهي وجوده".
ويعلق الكاتب الصحفي شيركو حبيب على تصورات مصر لعدالة القضية الكردية، مؤكدا أنها وقفت حكومة وشعبا مع الحقوق القومية للكرد، فالزعيم الراحل جمال عبد الناصر يدعمها بدفاعه عن الفكر" القومي" وهو المنادي بالقومية العربية، كما أيدها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حديثه بمؤتمر الشباب في شرم الشيخ عام 2019، ويقدر الكرد دور مصر في إصدار وطباعة أول صحيفة كردية بالقاهرة عبر دار الهلال، وبث إذاعة صوت العرب ساعات لنشرات كردية يومية عبر أثيرها، وتواجد عائلات كردية الأصل في مصر عبر العصور.
ويشير حبيب، في مناسبة إصدار كتابه الجديد، إلى أن العلاقات بين كافة الشعوب الحرة تؤيد نضال الكرد لأجل الحصول على حقوقهم القومية الكاملة، وأنهم الشعب المؤيد بقوة لعدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وهو اعتراف توارث تأكيده قادة كردستان بدءا من الزعيم ملا مصطفى البارزاني الذي تمتع باحترام وتقدير كافة زعماء العالم كما تكشف الوثائق التاريخية.