"الأنفال" في ذاكرة قادة العراق وكردستان.. ومطالب باعتبارها جريمة حرب وإبادة

تحل اليوم الذكرى الخامسة والثلاثون لجرائم "الأنفال"، التي ارتكبها النظام العراقي السابق سنة 1988 بحق الكردستانيين وشعبه، وسط استذكار قادة العراق والإقليم لها ومطالبتهم بقرارات تستعيد حقوق أكثر من 182 ألف شهيد وعوائلهم.
حيث دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الحكومة العراقية، إلى تنفيذ قرار المحكمة الجنائية العليا الذي عدّ الأنفال "جريمة حرب وإبادة عرقية".
وجاء في بيان رئاسة إقليم كردستان بذكرى الأنفال: "على الحكومة العراقية أن تعوض ذوي المؤنفلين من كل النواحي وتنفذ قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا والذي عدّ الأنفال جريمة إبادة عرقية وجريمة حرب. وفي إقليم كردستان أيضا يجب أن تقدم لهم أفضل الخدمات في إطار الإمكانيات وأن نوليهم المزيد من الاهتمام والعناية".
وذكر البيان "علينا أن نسعى لمزيد من الإقرار على المستوى الدولي بجرائم الأنفال كجرائم إبادة عرقية، والعمل على أن لا تتكرر جرائم مماثلة في أي مكان من العالم".
كما دعا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الحكومة العراقية إلى تعويض متضرري الأنفال تعويضاً "مستحقاً ومنصفاً"، ومساعدة حكومة إقليم كردستان لتقديم أفضل الخدمات لعوائل الشهداء. 
وجاء في بيان صادر عنه، "تلك الجريمة التي تعدّ واحدة من أبشع أساليب الإبادة الجماعية التي اقترفها النظام البعثي العراقي ضد الكرد والكردستانيين قبل 35 سنة وعلى مراحل متعددة، إذ اقتاد خلالها آلاف المدنيين الأبرياء العزّل من مختلف مناطق كردستان وقُراها، قبل نفيهم ودفنهم وهم أحياء في صحاري وسط العراق وجنوبه، وما زال الكثيرون في عِداد المفقودين ومصيرهم مجهولاً".
وقال رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، إن الألم يتجدّد كل عام مع استذكار فاجعة جريمة الأنفال التي استهدفت شعبنا في كردستان وراح ضحيتها مواطنون أبرياء. يحدونا الأمل بمستقبل أفضل ينعم به العراقيون في ظل نظام ديمقراطي عادل يراعي حق المواطن، ويعمل على تقدُّم واستقرار العراق"
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان، اليوم السبت "نتخذ من هذه الذكرى الأليمة، منطلقاً لتجديد عهد العمل والبناء والعطاء، وأن تكون دافعاً للأجيال التي عاصرت الجريمة، أو تلك التي لم تعاصرْها، لشدّ الأيادي والتآزر من أجل عراقٍ لا تتكرر فيه جرائم القتل الجماعي والمقابر الجماعية".
وتابع السوداني "إن شعبنا الذي نجا من جرائم الأنفال والإبادة والقمع والتنكيل، وقاوم الطغيان وقدم قوافل من الشهداء على طريق الحرية، قد عقد عزمه على بناء مستقبل آمن، يعيش فيه كلّ العراقيين أعزّةً كرماءَ في أرضهم".
وقال مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة شيركو حبيب. إن جريمة الأنفال التي ارتكبت في عهد نظام صدام حسين تعبر أبشع جريمة عرفها التاريخ ضد مواطنين أبرياء وعزل من قبل حكومتهم، وهي واحدة من مئات الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكردي خاصة والعراقي عامة.
وتابع خبيب، "علينا استذكار هذه الجرائم باعتبارها ضد الإنسانية، وعلى العراقيين كافة أخذ العبر والدروس منها وتوحيد كلمتهم لأجل بناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي".